أندية عربية تواجه مصيراً غامضاً برؤساء خلف القضبان

06 مارس 2023
مرتضى منصور دفع ثمن تصريحاته القوية (ديفيد ديجنر/Getty)
+ الخط -

تُواجه أندية عربية عديدة مصيراً غامضاً مع بداية عام 2023، وذلك بسبب الفراغ الإداري الذي تُعاني منه، نتيجة الأزمات التي يُعاني منها الرؤساء، حيث يوجد البعض منهم خلف القضبان، وهي أزمة تُربك الجماهير التي تخشى على أنديتها من تواصل هذا الفراغ، خاصة أن البعض منها دفع ثمن هذه الوضعية الصعبة.

واتسعت هذه الظاهرة لتشمل العديد من الدوريات، وخاصة منها الدوري التونسي الذي يُعاني من هذه الأزمة منذ مواسم  عديدة، بسبب مشاكل تتعلق بإصدار شيكات بدون رصيد والتي ورطت العديد من المسؤولين في مناصب مختلفة، ودفعت البعض منهم إلى التخلي عن خطتهم، بسبب العجز عن السداد، وهو أمر لم يهدد الرؤساء فقط، بل شمل العديد من المسؤولين في خطط مختلفة.

ومع بداية الموسم الحالي، فقد ظهرت الأزمات بشكل أكثر حدة، وخلالها اختلف الوضع عن المواسم الأخيرة، لتبرز في النهاية أزمة رئيس نادي الزمالك المصري، مرتضى منصور الذي صدر بشأنه حكم من القضاء المصري بحبسه، لينضم إلى الأسماء الأخرى التي واجهت هذا المصير في السنوات الماضية في مختلف الدوريات العربية.

صدمة متوقعة لرئيس الزمالك

يُعرف رئيس الزمالك بتصريحاته القوية والمثيرة، وهو رجل لا يخشى التصادم مع أي جهة، ولا يتردد في الدفاع عن فريقه الزمالك بكل الطرق الممكنة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتنافس مع الأهلي، غريمه التاريخي، حيث لا يخفي مرتضى منصور كلماته، ولا يعتمد اللغة الخشبية في مواجهة منافسه ومنتقديه، فاتحاً صراعاً على جبهات عديدة مع العديد من الشخصيات في مصر، وهو أمر يحصل منذ سنوات، وكانت هناك تهديدات بسجنه في مناسبات عديدة.

وقبل ساعات من لقاء فريقه أمام الترجي الرياضي، في الجولة الثالثة من دوري أبطال أفريقيا، أعلن مرتضى منصور أن اعتراضه على الحكم الصادر ضده قوبل بالرفض، وبالتالي أصبح مجبراً على قضاء عقوبة السجن لمدة شهر، وتقدم إلى الأمن المصري لقضاء العقوبة، وهذا التصرف لم يكن متوقعاً، ولكن التصريحات القوية التي أدلى بها مرتضى منصور في حق رئيس نادي الأهلي محمود الخطيب قادت إلى هذا المصير، ورغم أنه كان في صراع كبير مع معظم الشخصيات الرياضية في مصر، فقد حصل تعاطف كبير مع مرتضى منصور الذي دفع ثمن تصريحاته الاستفزازية والتهم الخطيرة التي يُهاجم بها خصومه الرياضيين.

وضع مختلف في تونس

خلال موسم 2023، يُوجد رؤساء ثلاثة أندية تونسية خلف القضبان في قضايا مختلفة، ذلك أن الوضع في الدوري التونسي يختلف عن ملف مرتضى منصور، بما أن القضايا التي تورط فيها المسؤولون عن الأندية التونسية ليست رياضية أساساً، ولكنها نتيجة الخلط بين العمل السياسي والنشاط الرياضي الذي ورّط بعض الأسماء.

وكان وليد جلاد، رئيس مستقبل سليمان، آخر الرؤساء الذين دخلوا خلف القضبان، فقد تورط في قضية ما زلت طور التحقيق، مرتبطة أساساً بموقفه السياسي، حيث تتحدث بعض المصادر عن توجيه تهمة له تتعلق بالتآمر على نظام الحكم، في وقت تتحدث فيه أطراف أخرى عن تورّطه في قضية رشوة، ولم يكشف القضاء التونسي رسمياً، عن دوافع إيقاف جلاد منذ قرابة الأسبوعين، وذلك في انتظار محاكمته، حيث شهدت تونس في الأيام الماضية حملة اعتقالات لوجوه سياسية.

أمّا رئيس أولمبيك سيدي بوزيد، محمد الطيب الحجلاوي، فقد جرى إيقافه بعد أبحاث اقتصادية، حيث يواجه تهمة تبييض الأموال، بعد أن حُجز مبلغ مالي كبير في أحد المحلات التابعة له، ولم يُصدر القضاء التونسي حكماً نهائياً في هذه القضية، ولكن فريقه واجه العديد من الأزمات، منذ أن جرى إيقافه بما أنّه كان الممول الأساسي للفريق، وساهم بشكل كبير في صعوده إلى الرابطة المحترفة الأولى الموسم الماضي بصفقات قوية قام بها.

وكان محمد علي العروي، رئيس مستقبل الرجيش، أول الرؤساء الذين أُوقفوا في هذا الموسم، حيث تورط في قضية بعيدة عن الشأن الرياضي، ولم يصدر القضاء التونسي رسمياً حكماً باتاً في حقه، ولكنه رهن الإيقاف منذ أشهر عديدة، وهو ما أثر كثيراً في فريقه الذي صعد الموسم قبل الماضي للمرة الأولى إلى الدرجة الأولى، وحقق نتائج مميزة في ظهوره الأول وأكد ذلك في الموسم الماضي، ولكن هذا الموسم تراجعت نتائجه، وكان أول الأندية التي هبطت للدرجة الثانية، بعد أن اضطرت إدارته الوقتية إلى فسخ عقود 15 لاعباً، نتيجة الأزمة المالية التي ضربت النادي منذ إيقاف رئيسه.

وضعيات أخرى

ولم تسلم الأندية الجزائرية أو المغربية من هذه الأزمة أيضاً، باعتبار التداخل الكبير بين الشأن السياسي والنشاط الرياضي، وهو ما ورّط العديد من الأسماء سواء خلال مباشرة مهامها بشكل رسمي وفعلي، أو بعد مغادرة التسيير الرياضي، حيث كان رئيس اتحاد العاصمة السابق، علي حداد، من بين الشخصيات التي جرى إيقافها من قبل القضاء الجزائري، بسبب تورطه في بعض القضايا، وذلك في سنة 2019 خلال الحراك الشعبي الذي عاشته الجزائر، وهو يتمتع بثقل مالي كبير في النادي بحكم أنّه من أقوى رجال الأعمال في الجزائر، كما واجه عاشور جلول، مصيراً مشابهاً بعد إيقافه من قبل القضاء، بسبب قضايا تهم مجمع تسيير موانئ الجزائر، وكان خلال تلك الفترة رئيساً لاتحاد العاصمة أيضاً، في وقت واجه فيه رئيس وفاق سطيف، حسان حمار، أزمات عديدة بعد أن تخلى عن منصبه في الفريق لتهم مختلفة.

بعيدا عن الملاعب
التحديثات الحية

وفي المغرب، فإن رئيس الرجاء السابق، محمد بودريقة، يُواجه قضايا كثيرة، البعض منها مرتبط بفترة توليه رئاسة النادي، ومحاكمته لن توثر في وضع الفريق إدارياً، باعتبار تخليه عن منصبه. ويتضح من هذه القضايا، أن معظمها غير مرتبط بالنشاط الرياضي، بل بمجال عمل مختلف الشخصيات بعيداً عن الأندية، باستثناء مرتضى منصور الذي حُوكم بسبب تصريحاته القوية تجاه رئيس نادي الأهلي.

المساهمون