أشرف حكيمي.. بين ندمٍ في مدريد واحتفالات في ميلانو

19 مايو 2021
كونتى استطاع توظيف حكيمي بأفضل طريقة ممكنة (Getty)
+ الخط -

هل تعتبر نفسك أفضل ظهير أيمن في العالم الآن؟ بالنسبة إليّ، يكفي أن يُقدِّر الأشخاص الذين يفهمون كرة القدم ما أقوم به.

هذا كان سؤال صحافي "لاغازيتا ديلو سبورت"، للنجم المغربي أشرف حكيمي، وهذا كان جوابه. هما سؤال وجواب يختصران الكثير الكثير من موسم أشرف وشخصيته. موسم كان فيه من أبرز المساهمين بفوز إنتر بالسكوديتو بعد غياب دام أحد عشر عاماً.

مركزه في الملعب لم يمنعه من تسجيل سبعة أهداف وصناعة ثمانية، وهي أرقامٌ مهمة جداً له في سنته الأولى في إيطاليا، هو الذي أراده أنطونيو كونتى بأي ثمن، أقنعه من خلال شرح ما يريده منه والتأكيد المتواصل لأهميته في مشروع المدرب مع إنتر، وهذا ما كان.

لا شك في أن هناك في مدريد من يشعر بالندم على تركه يغادر بهذه السهولة. صحيح أن الريال يحتاج إلى المال، صحيح أن أسلوب حكيمي لا يتناسب ربما مع أسلوب الريال، لكن تطور النجم المغربي في إنتر جعل الكثيرين في العاصمة الإسبانية يسألون عن سبب عدم منحه الفرصة حتى لإثبات نفسه مع الملكي، من حسن حظ جمهور إنتر طبعاً.

الجمهور الذي لم يشاهد لاعباً مثل أشرف منذ أيام مايكون، عشر سنوات مرت في هذا المكان على لاعب يجعل الرواق الأيمن نقطة القوة في الفريق، قوة جعلت من النجم المغربي أحد أبرز الأسلحة التي استخدمها كونتي في أسلوبه، خاصة من خلال تفاهمه الكبير مع باريلا.

تطور حكيمي لم يكن فقط في أرقامه الهجومية، بل أيضاً بقدرته على القيام بدور دفاعي، وهو أمر لم يكن من مميزاته في السابق.

جمهور إنتر تحديداً تعرّف إلى شخصية أشرف، إلى لاعب أثبت احترافية كبيرة في تصرفاته، إلى شخص لم ينسَ إطلاقاً من أين أتى، وهو الذي يفخر بتعب والديه عندما كان صغيراً، معتبراً أنه حان الوقت كي يرتاحا، وهو الذي يتكفّل بكلّ شيء.

ومع جمهور إنتر اكتشف أيضاً الجمهور العربي جانباً فيه الكثير من الشجاعة عنده، وقفته التضامنية الواضحة مع فلسطين والقدس عبر وسائل التواصل الخاصة به كانت لافتة، أكدت أن النجومية على أرض الملعب تكتمل أيضاً خارجه بمواقف كهذه.

كان موسماً رائعاً لأشرف حكيمي، مع إنتر كونتى نجح في تحقيق قفزة نوعية، ستجعله محط أنظار عشاق الكرة في العالم، وليس فقط في إيطاليا، من حسن حظ المنتخب المغربي بكلّ تأكيد، منتخب يريد الذهاب معه بعيداً في المسابقات الكبيرة. عندها على الأرجح لن يكون سؤال الصحافي لأشرف: "هل تعتبر نفسك أفضل ظهير أيمن في العالم؟"، بل سيُصبِح تقديماً له: "مرحباً بك أشرف حكيمي، اللاعب الذي يعتبره الكثيرون أفضل ظهير أيمن في العالم".

المساهمون