وضع إنتر ميلانو حداً لتعطّش جماهيره التي كانت تحلم بمشاهدة فريقها في نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث فشل "نيراتزوري" في الوصول إلى المباراة النهائية منذ أن انتصر على بايرن ميونخ الألماني في 2010، ولكنه حقق الحلم أخيراً الثلاثاء، بانتصاره على جاره ميلان 1ـ0 بعد الفوز ذهاباً 2ـ0.
ويدين الإنتر بهذا التأهل المثير إلى دفاعه القوي، الذي صمد خلال 5 مباريات في آخر 6 مباريات، في إنجاز بطولي بما أن الدفاع كان عاملاً حاسماً في نجاح الإنتر، في المرحلة الثانية من المسابقة بعد بداية متعثرة في دوري المجموعات.
واستغل فرانشيسكو أتشيربي (35 عاما) إصابة السلوفاكي ميلان سكرينار ليفرض نفسه أساسياً، خاصة وأنه يتمتع بثقة مدربه سيموني إنزاغي الذي حرص على التعاقد معه قادماً من لاتسيو بعد أن دربه في نادي العاصمة ويعرف حقيقة قدراته.
وانتصر أتشيربي في معركة جديدة، بعد أن كسب في وقت سابق صراعه الأهم، بما أنه أصيب بالسرطان، ولكنه تحلى بالصبر والثقة ونجح في تجاوز المحنة وعاد لممارسة كرة القدم، ليصبح أساسياً في دفاع الإنتر ويفتك مكاناً أساسياً عن جدارة ويتأهل إلى نهائي الأبطال.
وحملت مسيرة هذا المدافع الذي تنقل بين عديد الأندية الإيطالية مفاجآت غير سارة، فبعد أن اعتقد أنه تخلص نهائياً من السرطان، اتضح أنه لم يتخلص من الورم، وذلك عندما خضع لاختبار تناول المنشطات الذي ساعده في الكشف عن وجود الورم، وبالتالي خضع مجدداً للعلاج، وكسب التحدي مرة ثانية.
وكان أتشيربي من أفضل لاعبي الإنتر، خاصة في مباراة إياب نصف النهائي، لا سيما وأنه كان في مواجهة فريقه السابق، نادي ميلان، الذي خاض معه تجربة فاشلة وغير موفقة واختار الهروب، حيث تزامن تعاقده مع الفريق مع أزمة "الروسونيري"، وبالتالي نجح في الثأر في تجربته السابقة.
ويملك أتشيربي شخصية قوية ساعدته على مجابهة مواقف قاسية أخرى، خاصة بعد أن تحمل في الموسم الماضي هجوماً قوياً من جماهير فريقه السابق لاتسيو التي كانت غاضبة منه، ليجد نفسه مجبراً على الرحيل عن الفريق، بحثاً عن وضع أفضل، وهو ما توفر له في تجربته مع الإنتر، فقد كان بديلا خلال المباريات الأولى، ولكنه استغل الفرصة التي قدمها له مدربه ليُعلن عن نفسه بقوة.
وخاض اللاعب محطاتٍ مثيرة طوال مسيرته، حيث لعب لأندية مثل ريجينا وجنوى وكييفو فيرونا وساسولو وميلان ولاتسيو ليصل في مسيرته الآن إلى إنتر ميلانو، كما دافع عن ألوان منتخب إيطاليا، ولكنه لم يوفق كثيراً خلال مسيرته الدولية بسبب المنافسة القوية.