أبطال الصين في أولمبياد باريس يُعانون بسبب "هوس" الجماهير

04 سبتمبر 2024
احتفلت هونغتشان بنيلها الميدالية الذهبية في أولمبياد باريس، 6 أغسطس 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أبطال الصين المتوجون بالميداليات في أولمبياد باريس 2024 يعانون من تدفق الحشود الجماهيرية إلى منازلهم ومحاصرتهم في الشوارع، مما دفع وسائل الإعلام لوصف الوضع بـ"الهوس السام".
- بعض المعجبين يتابعون حياة الرياضيين الشخصية بهوس وينخرطون في التنمر الإلكتروني ضد المنافسين، مما دفع الحكومة الصينية للتحرك واعتقال بعض المشجعين المسيئين.
- السلطات الصينية أدانت "ثقافة المعجبين المشوهة" وحذرت الرياضيين من تبني نظرة غير عقلانية للشهرة، داعية لتبني نظرة صحيحة للحياة والتعامل مع الشهرة بشكل عقلاني.

يعاني أبطال الصين المتوجون بالميداليات (الذهبية والفضية والبرونزية)، في أولمبياد باريس 2024، من تدفق الحشود الجماهيرية إلى منازلهم أو محاصرتهم في الشوارع، ما جعل وسائل الإعلام المحلية تصف ما يحدث، بأنه "هوس سام"، فيما تعهدت الحكومة بالتحرك، من أجل علاج الأزمة.

وتدفقت الحشود إلى منزل بطلة الغطس الصينية، تشوان هونغتشان (17 عاماً)، بعد فوزها بميداليتين ذهبيتين في أولمبياد باريس 2024، بينما اختبأ لاعب الجمباز، جانغ بوهينغ، في مرحاض بمطار بكين، هرباً من المعجبين المتحمسين لرؤيته، لكن بعض هذا الإعجاب بنجوم الرياضة في الصين اتخذ طابعاً أكثر خطورة، إذ يتابع المعجبون حياة الرياضيين الشخصية بهوَس، وينخرطون في التنمر الإلكتروني ضد المنافسين، أو ينتقدون حكّام المباريات بزعم فسادهم، قبل أن يتحرك الحزب الشيوعي الحاكم للحد من الضجة الهائلة المحيطة بهم، بحسب ما ذكرته وكالة فرانس برس، الأربعاء.

ومنذ فوزها بذهبيتين في منافسات الغطس، خلال أولمبياد باريس 2024، باتت هونغتشان محور الاهتمام في بلدها، وهي التي فازت بذهبية في أولمبياد طوكيو 2021، وكان حجم الاهتمام بها كبيراً، لدرجة أنها تجنبت العودة إلى مسقط رأسها في الريف الجنوبي لمقاطعة غوانغدونغ، حيث تدفق المعجبون إلى هناك، وبينما كان فريق الصين الأولمبي يزور ماكاو، ظهرت تشوان وهي تبكي، بعد أن توافد عدد كبير من المعجبين إلى الفندق، الذي كانت فيه.

لكن هناك جانباً آخر من القصة، ففي حين جرى الاحتفاء ببعض الرياضيين باعتبارهم أبطالاً وطنيين، تعرض آخرون لهجوم من قِبل المتنمرين عبر الإنترنت، أبرزهم لاعب الجمباز، سو ويدي (24 عاماً)، الذي تلقى إساءات عبر الإنترنت، بعد أن سقط مرتين أثناء أدائه على العارضة في الأولمبياد. أحد التعليقات على موقع "ويبو" بمنصة "إكس" قال: "لقد سحب الفريق بأكمله إلى الأسفل بمفرده"، بينما اتهمه آخرون بالحصول على مكانه في الفريق من خلال "الوساطات" بدلاً من الموهبة.

وفي المباراة النهائية لكرة الطاولة للسيدات بين منغ تشين وينغشا سون، تلقت الأخيرة دعماً كبيراً في الصالة وعلى الإنترنت، بينما تعرضت تشين للسخرية والإساءة على وسائل التواصل الاجتماعي. وقال أحد المعلّقين على "ويبو" موجهاً حديثه إلى تشين المتوّجة بالذهب: "كانت البلاد كلها تأمل في فوز وينغشا سون بالميدالية الذهبية لفردي السيدات، أين إحساسكِ بالعدالة؟". وبعد أيام، أعلنت وزارة الأمن العام الصينية اعتقال أحد المشجعين المسيئين عبر الإنترنت، ومنذ ذلك الحين، احتُجز أو عوقب ما لا يقل عن خمسة أشخاص، لاستهدافهم الرياضيين أو المدربين الصينيين، كجزء من الجهود المبذولة لمواجهة المشجعين المسيئين والمجموعات الجماهيرية.

وبدوره، حلّ السباح بان جانلي (20 عاماً)، الذي حطم الرقم القياسي العالمي في سباق 100 متر سباحة حرة في طريقه للفوز بالميدالية الذهبية، دائرة معجبيه الرسمية على "ويبو"، بعد أسابيع قليلة من انتصاره. وتشتهر الأندية الجماهيرية عبر الإنترنت بولائها الشديد لرموزها، حيث تروّج وتدافع عن نجومها، وتحاول تعزيز مسيرتهم المهنية وتشويه سمعة منافسيهم. ويبدو أن السلطات الصينية الآن تعتقد أن هذا الأمر قد ذهب إلى كونه أبعد من وسيلة للتعبير عن الفخر الوطني، إذ أدانت الإدارة العامة للرياضة في الصين الأسبوع الماضي، "ثقافة المعجبين المشوهة"، لتسببها في "الإضرار بسمعة صناعة الرياضة"، وحذّر مدير الإدارة العامة للرياضة، غاو تشي دان، الرياضيين من أنه يمكنهم لعب دورهم كنماذج يُحتذى بها، من خلال تبني "نظرة صحيحة للحياة (والتعامل مع الشهرة بشكل عقلاني)".

المساهمون