تقدم كرة القدم قصصاً جميلة تزيد في عشاقها ولعاً، ومن ضمنها حكاية صاحب الأصول السودانية آوير مابيل، الذي طارد حُلمه ليغير خطواته المثقلة بمتاعب الحياة في مخيمات كينيا للاجئين، إذ تحول إلى نجم يشارك في منافسات بطولة كأس العالم 2022 مع المنتخب الأسترالي.
وروت صحيفة "ويست فرانس" الفرنسية، الجمعة، قصة مابيل الملهمة، بدفعة إنسانية قوية من شأنها أن تحفز الأطفال والشباب للإيمان بقدراتهم، وتفادي الخضوع إلى مصير لن يكون محتوماً بحال قرروا عيش حياة أفضل.
شاءت الأقدار أن ينجح آوير مابيل في التوجه لكرة القدم للخروج من أزمته، فمارسها وحاول تطوير نفسه إلى أن احترفها مع فريق كامبل تاون الأسترالي، وواصل تقديم أداء هجومي قوي قاده لحمل ألوان أندية أفضل مثل أديلاييد يونايتد، وباكوش فيريرا البرتغالي، وقاسم باشا التركي وقادش الإسباني.
ومن جمال الصدف أن صاحب الأصول السودانية سيشارك في أول مباراة مونديالية أمام منافس قوي، إذ سيُقابل منتخب فرنسا بطل نسخة 2018 في افتتاح لقاءات المجموعة، يوم 22 نوفمبر/ تشرين الثاني، وبعدها مباراتين أمام تونس والدنمارك.
ولم ينسَ مابيل الظروف التي ترعرع فيها وفضل والديه ومحيطه عليه، فقال: "ما جعلني أبلغ هذا المستوى هو محيطي خلال فترة طفولتي، أما الأهم الآن فهو التواضع، لقد ولدت في خيمة وعشت مع والدي في مخيم اللاجئين".
وسافر مابيل وعائلته صوب أستراليا بعدما قرر البلد استقبال مجموعة من اللاجئين، فانطلق حلمه ببلوغ المنتخب وهو الذي نال الجنسية الأسترالية، ثم أصبح دولياً منذ عام 2018 بفضل مستوياته العالية، بينما سيستعين به مدربه ليكون سلاحاً مرتقباً أمام المنتخب التونسي وبقية المنافسين.