الجامعات المجانية.. تعليم مرموق بأقل التكاليف

02 يوليو 2017
ألغت العديد من دول أوربا المصاريف الجامعية (Getty)
+ الخط -
في الولايات المتحدة، يبلغ متوسط القروض الجامعية للطالب الواحد نحو 15.510 دولارات سنويًا، أما في فنلندا فتبلغ نحو 1200 دولار سنويًا، وتصل بالنرويج لـ9381 دولارا وهي عادة تنفق على السكن والمعيشة.

لذا، تعد الجامعات الأوروبية ذات المصاريف المنخفضة قبلة لعديد من الطلاب من بلدان مثل الولايات المتحدة التي ترتفع رسوم الدراسة الجامعية بها؛ فيوجد نحو 4600 طالب أميركي بألمانيا، وهو العدد الذي استمر في الازدياد لنحو 20% خلال السنوات الثلاث الماضية، للحصول على تعليم ذي جودة عالية، دون قروض دراسية تثقل كاهل الطلاب في مقتبل حياتهم.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فقد أقدمت عدد من البلدان الأوروبية والاسكندنافية على إلغاء الرسوم الدراسية بجامعاتها، مثل النرويج والدنمارك وفنلندا والسويد والدنمارك.


900 شهادة في ألمانيا

في عام 2014، ألغت ألمانيا الرسوم الدراسية بجامعاتها الحكومية، فلا يتعين على الطالب سداد سوى رسوم التكاليف الإدارية التي تتراوح ما بين 160 و265 دولارا، مع تقديم ما يثبت بتوفر نحو 9230 دولارا لتغطية تكاليف المعيشة والحصول على الفيزا الطلابية. كما أنه ليس عليك التحدث بالألمانية للدراسة بألمانيا، هذا ليس شرطاً في كافة الجامعات، ولكن غالبيتها يشترط اللغة، ألمانيا هي أحد أفضل خمسة بلدان على مستوى العالم في التعليم؛ فيمكنك الدراسة في نحو 12 جامعة ألمانية حكومية مجانًا.

إلا أن الأمر قد لا يستمر طويلا، حيث توجد مخططات لإعادة الرسوم الدراسية مرة أخرى للطلاب من خارج الاتحاد الأوروبي، بداية من العام القادم لتبلغ نحو 1600 دولار في الفصل الدراسي.

وتوفر الهيئة الألمانية للتبادل العلمي DAAD قاعدة بيانات يمكن البحث خلالها عن جميع البرامج التي تدرس باللغة الإنكليزية، فتستطيع الاختيار من بين 900 شهادة جامعية، تغطي مراحل البكالوريوس والدراسات العليا التي تشمل الماجستير والدكتوراه.



 

النرويج وفنلندا

في شمال أوروبا، يمكن أن تجمع بين التعليم المتميز والمجاني أو منخفض التكلفة والطبيعة

الخلابة. ففي النرويج لا توجد رسوم دراسية في جميع المراحل الجامعية وحتى برامج الدراسات العليا، التي يمكن دراسة  العديد منها باللغة الإنكليزية. فاللغة النرويجية هي السائدة في معظم البرامج الدراسية بمرحلة البكالوريوس، ويتعين على الطالب إجادتها من أجل الدراسة.

في السويد وفنلندا، تعفى برامج الدكتوراه فقط من الرسوم الدراسية للطلاب من جميع الجنسيات. إلا أن أغلب التكاليف تذهب لتلبية نفقات المعيشة في هذه البلدان التي تصنف ضمن الأعلى تكلفة في أوروبا.

أما اليونان، فتعد من البلاد الأقل تكلفة في الاتحاد الأوروبي، لكن يقتصر التعليم المجاني على طلاب الاتحاد إلا أن الطلاب الدوليين يمكنهم الدراسة برسوم منخفضة تصل إلى 1600 دولار سنويًا.

 



جامعات العالم في بيتك

سهولة تبادل المعلومات جعلت من الحصول على شهادة جامعية عالمية أمرا ممكنًا حتى دون أن تتخطى عتبات منزلك، فبفضل مواقع مثل Edx وCoursera وغيرها يمكن الالتحاق ببرامج دراسية تقدمها أبرز جامعات العالم والحصول على شهادة معتمدة منها نظير أجر رمزي. 

كل ما يتعين عليك فعله للتقديم إلى إحدى هذه الجامعات من أجل الحصول على شهادة

البكالوريوس هو الحصول على شهادة ثانوية بمعدل 3 GPA.  

ابحث عن متطلبات القبول، والتي تذكرها عادة مواقع الجامعات أو وزارات التعليم العالي بهذه البلدان، وتأكد ما إن كانت الجامعة التي ترغب بها تتطلب الخضوع لدورات تمهيدية قبل القبول، مثلما تتطلب بعض الجامعات الألمانية على سبيل المثال.

ابحث عن ترتيب جامعتك، وفقًا لتصنيفها وسط جامعات العالم، سواء من الناحية الأكاديمية أو سوق العمل وغيرها. كذلك، توفر الجامعات مكاتب مخصصة للتواصل مع الطلاب الدوليين، فلا تتردد في التواصل معهم عبر البريد الإلكتروني لإجابة جميع استفساراتك.

قد يباغتك تساؤل عن كيفية تغطية هذه النفقات، وما سيعود على هذه البلدان من تعليم الطلاب الدوليين مجانًا، تشير البيانات في ألمانيا إلى أن نحو 50% من الطلاب الدوليين يبقون في البلاد بعد انتهاء دراستهم، "حتى لو كان الطلاب لا يدفعون الرسوم الدراسية، فإذا بقي نحو 40% منهم فقط لمدة خمس سنوات، وقاموا بدفع الضرائب فسيتم استرداد تكلفة الرسوم الدراسية ومقاعد الدراسة"، مثلما يقول سيباستيان فوهربك من هيئة DAAD.

ويضيف فوهربك: "استمرار بقاء الطلاب الدوليين الذين درسوا في البلاد هو الوسيلة المثلى للهجرة، فلديهم الشهادات المطلوبة، ولا يعانون مع لغة البلد ويعرفون ثقافتها". علاوة على ذلك، يشير ستيفن كراش، وزير العلوم في برلين، إلى بقاء هؤلاء الطلاب -خاصة ممن لديهم أفكار تجارية- يخلق فرص عمل بإنشاء مشاريعهم في البلد نفسها.


المساهمون