الألعاب الشعبية... خيار السوريين للتسلية والتعلم

07 يونيو 2017
تنتشر الألعاب التقليدية في جميع أنحاء العالم بمسميات مختلفة(Getty)
+ الخط -
قبل اختراع الألعاب الإلكترونية لم تكن تخلو ساحة من ساحات المدن السورية من الأطفال الذين يجتمعون لمزاولة ألعابهم المفضلة، كالحجلة والغميضة، الكلل، عالي واطي، لعبة الزوايا والحصان، وغيرها من الألعاب الشعبية التي تختلف تسميتها من منطقة لأخرى في الوطن العربي، إلا أنها تتشابه في مضمونها.
جهود كثيرة يبذلها الأهل لإعادة الألعاب الشعبية إلى حياة أطفالهم بعدما حلت مكانها الألعاب الإلكترونية، وذلك لما لها من تأثيرات إيجابية في تطوير مهارات وقدرات الأطفال الاجتماعية والذهنية، ولعل ظروف الحرب المختلفة في سورية، ساهمت بشكل أو بآخر في إعادة الألعاب الشعبية إلى حياة الأطفال السوريين وتخليصهم من إدمان الألعاب الإلكترونية.

وسنقوم فيما يلي بعمل جولة سريعة على أكثر الألعاب الشعبية شيوعاً في سورية، وتأثيرها على صحة الطفل الجسدية والنفسية.
الحجلة
تأتي تسميتها من الحجل أي المشي على قدم واحدة، وهي من الألعاب التي تخص الفتيات، حيث تُرسم ثمانية مربعات على الأرض، وتقوم إحدى الفتيات بوضع حجر على المربع الأول، وترفع اللاعبة رجلا وتمشي على رجل واحدة وتحاول دفع الحجر إلى المربع التالي ثم إلى المربع الذي يليه إلى أن تجتاز كل المربعات، وإذا توقفت على الخط الذي يفصل بين المربعات أو لامست رجلها المرتفعة الأرض، خسرت اللعبة ويحق لصديقاتها أن يحللن مكانها.

الكلل

الكلل عبارة عن كرات زجاجية صغيرة وملونة، وهي من الألعاب المخصصة للفتيان، حيث يقوم الأطفال اللاعبون برسم مثلث فيه عدد من الكرات، ويقف اللاعبون بعيداً عن المثلث مسافة مترين، ويضعون في نقطة وقوفهم كرة واحدة فقط، لينطلق التصويب من هذه النقطة في اتجاه الكرات الموجودة في المثلث، وإن نجح اللاعب بإخراج الكرات من المثلث فالكرات التي تخرج تصبح ملكاً له.

عالي واطي

تعتمد اللعبة على ملاحقة لاعب لبقية الأطفال اللاعبين للإمساك بهم، وهم بدورهم يتفرقون في كل مكان كي لا يستطيع الإمساك بهم، وإذا اقترب اللاعب من أحدهم وحاول الإمساك به، فعليه كي لا يخسر أن يقف على مكان مرتفع كصخرة أو حجر قائلاً "عالي"، حينها يكون قد أنقذ نفسه ووجب على اللاعب البحث عن غيره ممن لا يقفون على مناطق مرتفعة ليمسكهم، وإن نجح في إمساك أحدهم فسيكون فائزاً وحان دوره في الانضمام لبقية الفريق.

لعبة الزوايا
يلعب خمسة أطفال اللعبة سوياً حيث يختار أربعة أطفال لكل منهم زاوية ليقف عليها، ويبقى اللاعب الخامس في الساحة، ثم يقوم الخامس بإعطاء إشارة البدء للأطفال الذين عليهم أن يتبادلوا الأماكن مع بعضهم البعض بسرعة، ومع تكرار التبادل إن تمكن اللاعب الخامس من احتلال مكان أحدهم يخرج اللاعب الذي لا مكان له من اللعبة فيأخذ مكانه زميله الذي احتل مكانه، وبهذه الطريقة تستمر اللعبة.

لعبة O X
تلعب بواسطة لاعبين، حيث يرسم على ورقة تسعة مربعات، يأخذ أحد اللاعبين رمزO والآخر X ويقوم الأول بوضع رمزه في أحد المربعات ثم يأخذ الثاني القلم ويضع رمزه في مربع آخر، بحيث يقطع على اللاعب الآخر تشكيل خط عمودي أو أفقي أو مائل وهكذا. وإن استطاع اللاعب تشكيل خط عمودي أو أفقي برمز واحد فاز.

لعبة الحصان
يقوم مجموعة من الأطفال الذكور بالاصطفاف على شكل خط مستقيم وتكون قاماتهم منحنية، بحيث توضع أيديهم على ركبهم ووجوههم إلى أسفل، ويقوم آخر صبي في الصف بالقفز فوق أصدقائه الذين أمامه واحداً تلو آخر حتى ينتهي منهم جميعاً، ثم يقف في المؤخرة وينحني كبقية الصبية، ليبدأ بالقفز عندها الطفل الذي كان يليه في بداية اللعب، وهكذا حتى ينتهي الجميع ليبدؤوا اللعبة من جديد.

سلوى يا سلوى
وهي لعبة تخص الفتيات فقط، تشكل اللاعبات دائرة كبيرة ويضعن فتاة في منتصفها تمثل أنها تبكي، فيدرن حولها، وهن يغنين:
سلوى يا سلوى ليش عم تبكي، قومي نقي على الغميضة.
فتقوم سلوى باختيار فتاة من الفتيات لتأخذ دورها.

لعبة العروس
وهي أيضاً من ألعاب الفتيات، تصطف خلالها الفتيات في فريقين متقابلين، فينشد الفريق الأول مع تراجع الفريق الثاني:
يمسيكم بالخير ياعمال العمال، بالله أعطونا بنتكم هل الحلوة الصبية.
فيرد الفريق الثاني:
- ما بنعطيكم إياها إلا بألف ومية.
فيرد الفريق الأول:
بننزل على دارها، بنكسر أبوابها، والجامع توابها، وهي عروستنا.
فتهجم الفتيات على فتاة من الفتيات ويخطفنها لفريقهن.

فوائد الألعاب الشعبية
يحدثنا الأستاذ محمد الحلو أستاذ علم الاجتماع في جامعة دمشق، عن مضار الألعاب الإلكترونية على صحة الطفل الجسدية والاجتماعية والنفسية مقارنة مع الألعاب الشعبية القديمة، ويقول للعربي الجديد:"تؤثر الألعاب الإلكترونية سلباً على صحة الأطفال الجسدية، حيث تؤدي لإصابة الطفل بضعف في النظر نتيجة لتعرضه لمجالات الأشعة الكهرومغناطيسية قصيرة التردد المنبعثة من شاشات الحاسب أو الهواتف المحمولة، وتتعرض العين كذلك للإجهاد والجفاف والاحمرار نتيجة لحركتها السريعة أثناء ممارسة الألعاب الإلكترونية.

كما أن الجلوس في المنزل لساعات طويلة أمام شاشات الحواسيب يحرم الأطفال من التعرض لأشعة الشمس والحصول على الفيتامينات المطلوبة لنموهم بشكل طبيعي كالفيتامين دال، ويعرضهم لسوء التغذية والبدانة جراء انشغال الطفل باللعب وامتناعه عن الأكل مع أسرته في ساعات محددة وانصرافه للمأكولات السريعة التي لا تشغله عن اللعب.
وتعرض كذلك الجلسة غير السليمة أثناء اللعب، الطفل لمشاكل في الرقبة وآلام في الظهر والعضلات. إضافةً، لأن بقاء الأطفال يلعبون لساعات طويلة في غرف مغلقة ومحدودة التهوية تتسبب في إصابتهم بفيروسات في الجهاز التنفسي، وبزيادة احتمالية الإصابة بالأمراض المعدية.

وعلى الصعيد الاجتماعي والعلمي يوضح الحلو أن الألعاب الإلكترونية تؤدي إلى خلل في العلاقات الاجتماعية للطفل وتجعله أكثر انعزالاً وانطوائية مقارنة مع الألعاب الشعبية التي تمنح الطفل فرصة للتعرف على غيره من الأطفال والتواصل الحسي والحركي معهم. ويؤكد أن الدراسات الحديثة أثبتت أن الأطفال الذين يمضون أوقاتاً طويلة في اللعب أمام الشاشات غالباً ما يظهرون مستويات أعلى من العنف مقارنة مع غيرهم من الأطفال، ويعانون من مشاكل في التركيز وضعف في التحصيل العلمي.

دلالات
المساهمون