كيف تستخدم "الواقع المعزز" في عملية التعليم؟

19 نوفمبر 2016
تقنيات الواقع المعزز تساعد على إعمال العقل وخلق الإبداع(Getty)
+ الخط -


تواجه عملية التعليم في العصر الحالي العديد من الطفرات والثورات التي تُغير من مسار التعليم ناحية المزيد من الإبداع والتفاعل والتحكم من الطلاب في عملية التعليم. الأمر الذي ينشأ نتيجة تطور التكنولوجيا التي تسمح بإدراج تطبيقات جديدة وتسخيرها في التعليم على الأخص، حينما تكون تلك التكنولوجيا محل اهتمام جميع الطلاب،
 حينها يصبح التعليم أكثر إمتاعًا باستخدام تلك الوسائل والأدوات.

أخيرًا، بدأت العديد من الأدوات تتصاعد لتعلن إمكانية تسخيرها في مجال التعليم بشكلٍ يتناسب مع طبيعة عملية التعلم وأهدافها، وإحدى تلك الأدوات التي بدأت في إحداث ضجة وتغيير في عالم التعليم هي "تقنيات الواقع المعزز".

يقصد بالواقع المعزز إضافة بعض البيانات والعناصر إلى العالم الواقعي وتعزيزه وعرضه من خلال أدوات مساعدة مثل أجهزة الموبايل الذكية أو نظارات متخصصة. على مدار السنوات القليلة الماضية، بدأت تقنيات الواقع المعزز بغزو تطبيقات المجالات المختلفة بشكلٍ ملحوظ  متفوقة على تقنيات الواقع الافتراضي على الأخص في مجال التعليم، الأمر الذي ساعد على تطوير عملية التعلم على نحوٍ مختلف مع إضافة بعض المرح والتفاعل على تلك العملية.

في هذا التقرير نستعرض خمسة أفكار يمكن لتقنيات الواقع المعزز تحسين مستوى التعليم من خلالها.

1 - الدروس التفاعلية

تساعد تقنيات الواقع المعزز في إضافة مزيد من التفاعل في عمليات الشرح أثناء الحصص والمحاضرات، حيث يمكن للأساتذة استخدام تلك التقنيات من أجل عرض دروس ونماذج ثلاثية الأبعاد باستخدام تلك التقنية. هذا الأمر يساعد في جذب انتباه الطلاب وكذلك يمكنهم من استيعاب قدر أكبر من المعلومات في وقت أقل من خلال التفاعل مع العناصر التي يتم

عرضها وتعزيزها داخل الفصل عن طريق تلك التطبيقات.

2– المواد التعليمية

أحد أشهر تطبيقات الواقع المعزز المستخدمة في الوقت الحالي هي المواد التعليمية، حيث يتم إنتاج بعض الكتب والتطبيقات التي يمكن عن طريق الهاتف المحمول تحويلها إلى عالم ثلاثي الأبعاد أو إضافة عناصر معلوماتية إلى الواقع. أيًا كانت المعلومات أو الصور التي يحتويها الكتاب، فمن خلال الهاتف المحمول ستظهر لك تلك الصور بشكل واقعي ثلاثي الأبعاد يمكنك تصغيره أو تكبيره مع معرفة كافة المعلومات عنه. هذه المجسمات والنماذج ثلاثية الأبعاد قد تكون حيوانات، أو متاحف، أو مناطق أثرية، أو حتى مركبات ومواد كيميائية نادرة. بدلًا من تحمل تكلفة شراء تلك النماذج لرؤيتها، يمكن من خلال تلك التطبيقات، أن تصبح بين متناول يديك في أي وقت من خلال تكنولوجيا الواقع المعزز.

3– رصد النجوم

بالعين المجردة، يمكنك رصد العشرات من النجوم في السماء. لكن من خلال أحد تطبيقات الواقع المعزز وهاتف ذكي يمكن رصد مئات وآلاف النجوم بالإضافة إلى الكواكب والأبراج وأشهر الأحداث الفلكية. ليس هذا فقط، بل تقوم تلك التطبيقات بعرض كافة المعلومات حول كل ما يوجد بالسماء. كل ما على المتعلم فعله فقط هو تشغيل التطبيق عبر الهاتف، وتوجيه الهاتف ناحية السماء والاستمتاع بكل ما يظهر عبر شاشة الهاتف من صور ومعلومات.

4– الرحلات الاستكشافية

يصاب العديد من الطلاب بحالة من الملل أثناء بعض الرحلات الاستكشافية على الأخص حينما ينحصر الأمر في التجول داخل متحف أو معبد دون وجود أي مرشد. ضمن تطبيقات الواقع المعزز، يمكن تحميل بعض البرامج على الهاتف المحمول، ثم توجيه الهاتف ناحية الجدار أو أي مكان ومن ثم تبدأ العديد من الصور والنماذج والمجسمات في الظهور، وكذلك

بعض المعلومات التي تستعرض المنطقة التي تتواجد بها وذلك بشكل تفاعلي يساعد الطلاب على اكتساب المعلومات وكذلك قضاء وقت ممتع.

5– الفضول والتفاعل

الفكرة الأهم التي تعتمد عليها مثل تلك التقنيات هي خلق الفضول لدى الطلاب عن طريق إثارة التفاعل مع ما تقدمه التقنيات. قد يكون هذا التفاعل عن طريق بعض الألعاب، اكتساب المعلومات، التعامل مع المجسمات والنماذج، رصد السماء وغيرها من الطرق المختلفة التي تساهم في تعزيز مفاهيم وأهداف التعلم لدى الطلاب. لذا شيئًا فشيئًا تستغل تلك التقنيات العديد من الفرص من أجل تطوير التعليم، وربما قريبًا يصبح الوقت ملائمًا حتى تعتمد عملية التعليم بشكلٍ كلي على أمثال تلك التقنيات والتطبيقات.

 

 

المساهمون