منبج السورية تشكو إهمال شبكات الصرف الصحي

25 ابريل 2023
موسم الأمطار يفاقم الأزمة (بكير قاسم/ الأناضول)
+ الخط -

يشكو أهالي مدينة منبج في ريف حلب الشرقي شماليّ سورية، وهي واحدة من أكبر المدن التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية، إهمال الخدمات والبنى التحتية، وفي مقدمتها شبكات الصرف الصحي، لكونها متضررة. وفي بعض الأحياء يعجز الأهالي عن التعامل معها.

ويشهد عدد من الأحياء، من بينها الجيش الشعبي والشيخ عقيل، تسرباً للمياه من شبكة الصرف الصحي إلى الشوارع. وتنتشر معها الروائح الكريهة والحشرات الناقلة للأمراض، وأكثرها خطورة ذبابة الرمل الناقلة للشمانيا.

وعلى الرغم من تجاهل شكاوى الأهالي من قبل الإدارة الذاتية، يبين الإعلامي حامد العلي، وهو من أبناء المدينة، لـ"العربي الجديد"، أن أسباب سوء الخدمات، إهمال الإدارة الذاتية والمجلس المحلي في المدينة لجميع الخدمات وعدم إصلاح الشبكات وتوسيعها. أضاف أن أزمة الصرف الصحي والمياه لا تقتصر على حيّ الجيش الشعبي، بل إن أحياء العزر والحواتمة والشيخ عقيل والشرعية والجيش الشعبي جميعها تحتاج للإصلاح والصيانة.

وأكد العلي أنّ "الإدارة الذاتية تتجاهل الخدمات والبنى التحتية، بحجة أنها تقدم مشاريع إلى المنظمات الدولية، ولا يُرَد عليها، لكن العديد من المنظمات أغلقت مكاتبها في المدينة، نتيجة استفزازات المجلس المحلي والإدارة الذاتية، ويؤخذ ربع الراتب من كل موظف في كل منظمة، ويعود ريعه للمجلس المحلي. الأهالي قدموا شكاوى عدة للمجلس المحلي والبلدية من أجل علاج المشكلة، لكنها بقيت وعود دون استجابة. الأمر لا يقتصر على أحياء معينة، لكون معظم الأحياء تواجه ذات المشكلة في الصرف الصحي، وخصوصاً في فصل الشتاء، إذ تفيض المياه في الشوارع وتنتشر الروائح والحشرات. الأهالي بحالة عجز، وهم غير قادرين على إصلاح شبكات الصرف الصحي".

أمّا باسم عيسى الحميدي، من سكان حيّ الجيش الشعبي، فيقول لـ"العربي الجديد": "الأهالي عاجزون في ظل أزمة الصرف الصحي، وخصوصاً أن أغلبهم من أصحاب الدخل المحدود. شبكات الصرف الصحي في حيّ الجيش الشعبي مغلقة بشكل كامل. أما البلدية التابعة للمجلس المحلي، فتقوم بين الحين والآخر بتلقي الشكاوى من أهالي الحي وتسجلها، لكن دون أية استجابة، على الرغم من أن هذه المشكلة ليست جديدة، وتعود إلى عام 2016 من دون حلول".

والمشاكل الناتجة من الصرف الصحي تتمثل بتجمّع مياه الصرف بالشوارع، وخصوصاً في فصل الشتاء خلال تساقط الأمطار، بالإضافة إلى انتشار الحشرات والروائح الكريهة بالحي، وخصوصاً في فصل الصيف، إذ تكثر الإصابات بمرض اللشمانيا، أو ما يعرف بحبة حلب، نتيجة عدم إصلاح شبكة الصرف الصحي. ويلفت الحميدي إلى أن "الجهود الفردية التي يقوم بها أهالي الحيّ، عبارة عن حفر للتصريف والقيام بتفريغها بين الحين والآخر".

بدوره، يؤكد محمد عرب أن السبب الرئيسي لانتشار مياه الصرف الصحي حيث يقيم في حيّ الجيش الشعبي، هو التجاهل المتعمد من قبل المسؤولين في المدينة. ويقول لـ"العربي الجديد": "الوضع على حاله، ولم يتغير منذ سنوات، ونحاول بما يتوافر لدينا من أدوات صيانة الصرف الصحي كل فترة، لكن من دون جدوى".

وتقع منبج إلى الغرب من نهر الفرات في أرض منبسطة تنحدر نحو الفرات شرقاً وباتجاه أبو قلقل في الجنوب ونهر الساجور في الشمال، وترتفع عن سطح البحر 475 متراً، وقدر عدد سكانها بنحو 85000 نسمة في عام 2005.

المساهمون