سورية: قصة حب مزيفة تنتهي بخطف "الخطيب" وطلب فدية كبيرة في السويداء

29 يوليو 2023
صورة الشاب السوري المخطوف ظافر زيدان كما نشرها شقيقه (فيسبوك)
+ الخط -

تعرّف الشاب السوري ظافر زيدان المنحدر من منطقة القلمون بريف دمشق على فتاة تنحدر من محافظة السويداء جنوبي سورية عبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ فترة، فوقع في حبها، وتعاهدا على اللقاء والارتباط الأبدي، وعلى أن يسافر إليها مساء الأربعاء الماضي ليكتشف متأخراً أن حبه أوقعه بكمين محكم بيد عصابة خطف.

التفاصيل التي حصل عليها "العربي الجديد" من أحد أقارب زيدان؛ أفادت بأنه وقع بحب فتاة تقطن في مدينة شهبا شمالي السويداء، وتعمل ممرضة في المستشفى الحكومي، وكان مغرماً بها بشكل أعمى؛ جعله يعدّ الساعات للقائها المنتظر بعد أن اتفقا على الخطوبة ولقاء أهلها مساء الأربعاء الماضي، ليتبين بعد وصوله مباشرة أنه وقع بكمين محكم، نصبته له عصابة خطف عن طريق فتاة أحلامه.

شقيق المخطوف محمد عادل زيدان أكد لـ"العربي الجديد"، أن الخاطفين تواصلوا معه من هاتف شقيقه صباح الجمعة وطلبوا منه مبلغ 30 ألف دولار أميركي لفك احتجازه، مهددين بقتله في حال عدم تلبية طلباتهم، لكنه أخبرهم أنه لا يملك شيئا وترك مصيره لله.

كما ظهر الشقيق في فيديو مصور عبر "فيسبوك"، أمس الجمعة، ناشد فيه مشايخ السويداء بالتدخل لتحرير شقيقه، طالبا من الناس تحويل قضية شقيقه لقضية رأي عام.

موقع الراصد المحلي ذكر أن ظافر من مواليد العام 1995؛ وقد وقع في حب فتاة تدعى نايا المحمد، وقد تبين أن حسابها وهمي وحديث، وقد انطلت الحيلة على العاشق الذي وقع في الحب، واتفقا على اللقاء وإتمام الخطوبة بعد التعارف عبر إحدى وسائل التواصل الاجتماعي. حيث ادعت الفتاة أنها تعمل ممرضة في مستشفى شهبا الحكومي. وأشار الموقع، إلى أن ظافر بقي على اتصال مع عائلته حتى وصوله إلى مدينة شهبا، وانقطع الاتصال معه عقبها، وأن عائلته تحاول التواصل مع شخصيات مؤثرة في محافظة السويداء لإنقاذ ولدهم، وليس بمقدورهم دفع الفدية.

فيما أكدت مصادر محلية خاصة متابعة لقضية الشاب لـ"العربي الجديد"، أن الضحية ليس في مدينة شهبا وأنه تم احتجازه في الريف الغربي للمحافظة حيث تنتشر عصابات الخطف المتمرسة هناك.

حادثة استدراج زيدان بهذه الطريقة ليست جديدة، حيث سبق أن خطف عشرات المواطنين من المحافظات السورية، إذ تنوعت قصص الاستدراج ما بين الحب وشراء السيارات، واستلام مشاريع، والسفر للخارج عبر فتيات وسيطات يتبين لاحقاً أنهن جزء من عصابة كبيرة ومنظمة، ومدعومة من أفرع النظام الأمنية.

الناشط الإعلامي حمزة المعروفي قال لـ"العربي الجديد"، إن فوضى السلاح وعصابات الخطف والسطو ما زالت قوية في محافظة السويداء، ولم تنته كما توهم البعض عقب القضاء على عصابة راجي فلحوط، مؤكداً أن الأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري ما زالت تشتغل بصمت على إنهاك المحافظة، وإغراقها بالفوضى، وترهيب الناس وكل من يحاول القدوم إلى المحافظة من المحافظات الأخرى.

وأشار المعروفي في حديثه إلى أن الأساليب متنوعة لبث الفوضى في الجنوب كي يبقى النظام مسيطراً عبر عصاباته دون أن يخسر شيئاً، بينما يدفع أهالي المحافظة الثمن.

المساهمون