سورية: 6 أعوام على مجزرة الأتارب والجرح ما زال نازفاً

13 نوفمبر 2023
هكذا بدا المشهد في سوق الأتارب بعد الغارات الروسية في عام 2017 (زين الرفاعي/ فرانس برس)
+ الخط -

مضت ستة أعوام على مجزرة الأتارب المروّعة التي نفّذتها الطائرات الحربية الروسية في السوق الشعبي في المدينة الواقعة في ريف حلب الغربي شمال غربي سورية. وبعد هذه الأعوام، ما زال الجرح نازفاً في المدينة، لا سيّما أنّ ثمّة أهالي لم يتمكّنوا من دفن أبنائهم الذين تحوّلت جثثهم إلى أشلاء.

ويشبّه كثيرون المشهد حينها بـ"يوم القيامة". فيخبر أحمد العبيد، الناشط في المجال الإنساني، عمّا شهده خلال المجرزة التي وقعت في الثالث عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2017. ويقول لـ"العربي الجديد" إنّ "الطائرات الحربية الروسية شنّت ثلاث غارات على سوق المدينة مستخدمة الصواريخ الارتجاجية".

يضيف العبيد: "وثّقنا بدقة حينها استشهاد 85 شخصاً، من بينهم أطفال. فالسوق الذي استُهدف نحو الساعة الثانية من بعد الظهر، كان يعجّ بالناس"، مشيراً إلى أنّ "الأتارب كانت تقع ضمن منطقة خفض التصعيد حينها التي تمّ التوافق عليها في أستانة". ويتابع العبيد: "تأكدنا بدقّة من أنّ الطائرات الحربية التي قصفت السوق هي طائرات حربية روسية، والصواريخ روسية كذلك".

ويوضح العبيد أنّ "عمليات الإنقاذ استمرّت حتى اليوم التالي بعد وقوع المجزرة. استغرق الأمر وقتاً طويلاً. وكثيرون هم الأهالي الذين لم يعثروا على جثث أبنائهم التي قد تكون تحوّلت إلى أشلاء، فبقي هؤلاء في عداد المفقودين". ويلفت العبيد إلى أنّ "أكثر من 160 إصابة سُجّلت، تراوحت ما بين إصابات شديدة استلزمت بتر أطراف وأخرى خفيفة أدّت إلى تشوّهات".

من جهته، يقول يزن، وهو ناشط من أبناء مدينة الأتارب وشاهد على المجزرة، لـ"العربي الجديد"، إنّ "بيتي يبعد عن السوق نحو 50 متراً. وعند وقوع القصف، لم نعد نعلم إن كنّا نؤدّي عملنا الإعلامي أو ننقل الجرحى". ويشير يزن، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته كاملة، إلى خشية حينها من الدوس على "أشلاء ضحايا في السوق الذي يُعَدّ شريان المدينة".

المساهمون