الفقر وقلة المساعدات يغيّبان استعدادات رمضان عن المخيمات السورية

10 مارس 2024
تغيب أي استعدادات لاستقبال شهر رمضان في المخيمات السورية (الدفاع المدني السوري)
+ الخط -

يحلّ شهر رمضان على الأسر النازحة في المخيمات السورية هذا العام في ظروف أصعب من سابقيه، وسط موجة الغلاء وقلة فرص العمل وتخفيض حجم المساعدات الدولية الذي فاقم ضيق الحال وتردّي الأوضاع.

واضطر النازحون إلى التخلي عن الكثير من الضروريات في سبيل الحفاظ على الحد الأدنى من الحياة، بعد توقف السلة الإغاثية الشهرية التي كانوا يعتمدون عليها بشكل أساسي.

أمام باب خيمتها الواقعة شمال بلدة مشهد روحين، تجلس سعاد الشروف (40 عاماً) تتأمل موقدها الطيني في حيرة بشأن ما إذا كانت تستطيع تحضير وجبات متنوعة لأبنائها الستة.

وتقول: "نعجز في كثير من الأحيان عن شراء حاجياتنا الأساسية بسبب الغلاء وضيق الحال، ومع قدوم رمضان، أصبح الأمر أصعب، حيث يتوجب تحضير بعض المأكولات الخاصة بالشهر الفضيل، التي لم نتمكن من إحضارها حتى الآن".

وتضيف لـ"العربي الجديد" أنّ "الحلاوة الطحينية والتمور والزبدة والكعك والمعروك، هي مرفقات بسيطة لشهر رمضان في كل عام، لكنها أصبحت حلما لنا نحن الفقراء اليوم، خاصة أن الغلاء أصبح لا يحتمل وطاول كل شيء، وزوجي لا يجد عملاً إلا بأجر قليل للغاية".

وتزامن قدوم شهر رمضان لدى الكثير من العائلات السورية النازحة القاطنة في المخيمات مع إثارة مشاعر الفقد، كحال المسنة صباح السليم السبعينية، التي فقدت زوجها وواحد من أبنائها في القصف الذي طاول مدينتهم سراقب قبل نزوحها منذ قرابة خمس سنوات. 

وتقول بحزن إنّ "رمضان في السابق كان يتميز بلمة العائلة والأطباق المتنوعة، غير أنني اليوم أقاسي أياماً ثقيلة يسودها الفقر ومرارة النزوح وألم الفقد والحنين لمن رحلوا".

أما النازح كرمو الحمادي (38 عاماً) فقد جهّز بعض معدات إعداد العرقسوس والتمر هندي من أجل الاعتماد على بيعها في شهر رمضان بعد أن عجز عن إيجاد عمل آخر، نتيجة قلة الطلب على الأيدي العاملة وانتشار البطالة وقلة الأجور، بحيث لم تعد تتناسب مطلقاً مع زيادة الأسعار بشكل يومي.

يقول الحمادي إنّ العرقسوس والتمر هندي من أهم المشروبات التي يهتم بها الصائمون ويحرصون على إحضارها بشكل يومي لتوضع على مائدة الإفطار، غير أن الأوضاع المعيشية الصعبة لساكني المخيمات وقلة الدعم والمساعدات الإنسانية تجعله يشك في قدرته على بيعها، خاصة أن الغالبية العظمى لم تعد قادرة على شراء الحد الأدنى من متطلبات الحياة.

وتضيف: "حتى الخضر حلّقت أسعارها مع قدوم شهر رمضان. ماذا سيأكل الفقير وكيلو البندورة أصبح بـ27 ليرة تركية، وباقة البقدونس بـ5 ليرات، والخس بـ20 ليرة تركية، والفليفلة الخضراء بـ60 ليرة تركية".

ووفق تقرير صادر عن فريق "منسقو استجابة سورية" في الثاني من شهر مارس/ آذار الحالي، فإن عدد الشاحنات الواردة من المعابر الحدودية مع تركيا خلال شهر فبراير/ شباط الماضي انخفض مقارنة مع الشهر نفسه في العام الماضي 2023.

قضايا وناس
التحديثات الحية

وبحسب التقرير نفسه، فإن عدد الشاحنات الواردة من المعابر الحدودية الثلاثة مع تركيا خلال شهر فبراير بلغ فقط 41 شاحنة، مقارنة بـ456 شاحنة خلال الشهر نفسه من العام الماضي، وتوزعت الشاحنات على 32 شاحنة من معبر باب الهوى، و9 من معبر باب السلامة، مندون دخول أي شاحنة من معبر الراعي، لتصل نسبة الانخفاض مقارنة بين الشهرين خلال العامين 2023 و2024 إلى 91%.

وقال الفريق في التقرير نفسه إنّ حدود الفقر والجوع في مناطق شمال غرب سورية ارتفعت مجدداً إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق مقارنة بالأعوام السابقة، ووصلت إلى مستويات قياسية.

ودعا الفريق المجتمع الدولي والجهات المحلية إلى تحمل مسؤولياتها أمام المدنيين في المنطقة، كما طالب كل المنظمات الإنسانية بشكل عاجل إلى زيادة الفعاليات الإنسانية في المنطقة والبحث عن بدائل متعددة لتحقيق الحد الأدنى من متطلبات المدنيين في المنطقة من دون تأخير.

المساهمون