"الخوذ البيضاء".. جهود خدماتية وإغاثية لمناطق الشمال السوري

22 يوليو 2023
من مشاريع البنية التحتية شمال غربي سورية (الدفاع المدني السوري)
+ الخط -

يقوم الدّفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) بدور حيوي في الشمال السوري على الصعيدين الإغاثي والخدمي، فيما يعتبره البعض "حكومة موازية"، نظراً لاتساع نطاق الخدمات التي يتولاها في خدمة منطقة يصل عدد سكانها إلى 4 ملايين نسمة.

وفي السياق قال الدفاع المدني السوري، في بيان أصدره اليوم السبت، إنه وسّع نطاق عملياته في منطقة شمال غربي سورية، في إطار سبل العيش الكريم للسكان، وخاصة بعد كارثة زلزال السادس من فبراير/ شباط، التي سببت دماراً وأضراراً في البنى التحتية، التي تعاني أساساً من التهالك بسبب قصف جيش النظام وروسيا لها. 

وركّز الدفاع المدني على إصلاح البنى التحتية الأساسية، بشق الصرف الصحي، إذ يعتبر مشروع تنفيذ شبكات مياه الشرب والصرف الصحي في تجمعات مخيمات كفر كرمين ـ الكمونة في ريف حلب الغربي أول المشاريع الخدمية، التي أطلقها الدفاع المدني في الفترة التي أعقبت الزلزال.

ووفق البيان، فإنّ المشروع هو الأكبر من نوعه في عمل المنظمة، وهو يخدم 7500 منزل في تلك المخيمات على مساحة تقدّر بنحو 20 ألف متر مربع. وهذا المشروع يقلل من خطر تفشي الأمراض، ويؤمن المياه النظيفة، وينعكس ذلك بالحدّ من انتشار الأمراض مثل الكوليرا واللشمانيا وغيرهما.

وعمل الدفاع المدني على تجهيز شبكة صرف صحي بطول 1650 متراً، على طريق سرمدا - البردقلي شمالي إدلب، توفر خدمة الإصحاح لأكثر من 6000 مدني، و"تأتي ضمن مشاريع الدفاع المدني السوري لرفع مستوى الصحة العامة، ودعم استقرار المجتمعات المتضررة بسبب الحرب والكوارث، إضافة إلى تمديد شبكة الصرف الصحي لمشفى منشأ حديثاً في بلدة بنش شرقي إدلب".

من جانب آخر، شملت مشاريع الدفاع المدني تأهيل طرق المواصلات، وإعادة تأهيل الطريق الواصل بين مدينة سرمدا ومفرق بلدة كفردريان في ريف إدلب الشمالي، بالتعاون مع مؤسسة "شام الإنسانية"، نظراً لأهمية الطريق الحيوية، والذي يستخدمه آلاف المدنيين يومياً للوصول إلى مناطق عملهم في ريفي إدلب الشمالي والغربي وريف حلب الغربي.

كذلك يشير البيان الى طريق آخر في طور التعاقد، يستهدف إعادة تأهيل طريق العامود في مدينة سرمدا بطول 4790 متراً، وهو أيضاً يخدم آلاف المدنيين يومياً في مدينة سرمدا ويخفف الضغط والكثافة المرورية ضمن المدينة.

ومن المشاريع أيضاً ما جاء في سياق التحالف العملياتي المشكل مع المنتدى السوري، والجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز) مثل مشاريع تعبيد بعض الطرقات في منطقة عفرين المتوقع المباشرة فيها قريبًا والتي تهدف إلى تأهيل طرق بطول يتجاوز الـ 11 ألف متر.

وبحسب المصدر نفسه، فقد نفّذ الدفاع المدني خلال النصف الأول من العام الحالي 2023، 12,348 عملية خدمية "تهدف لتعزيز صمود المجتمع المحلي ضمن 585 تجمعاً سكانياً من المدن والقرى والبلدات و545 مخيماً شمال غربي سورية، تضمنت تنظيف المدارس والشوارع والحدائق والمنشآت العامة وعمليات حفر متنوعة وصيانة كهرباء وردم آبار مهجورة لتجنب حوادث السقوط وحفر خطوط صرف صحي، إضافة إلى أعمال تنسيق وتجميل كورنيش مدينة عفرين وزراعة 300 شجرة و1200 غرسة زينة على جوانبه.

وتحدث منير مصطفى نائب مدير الدفاع المدني السوري، لـ"العربي الجديد" عن أهمية هذه المشاريع للسكان في المنطقة، قائلاً إن: "تنفيذ مشاريع البنية التحتية والإصحاح له نتائج بعيدة المدى تتجاوز جهود الاستجابة الطارئة، من خلال ضمان الوصول إلى المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، كما أن هذه الأعمال تساهم في رفع مستوى الصحة العامة، وتقلل من انتشار الأمراض المنقولة بالمياه، وتعزز صمود واستقرار المجتمعات المتضررة بسبب الحرب والكوارث، إضافة إلى تخفيف العبء على أنظمة الرعاية الصحية، ما يسمح بتخصيص الموارد الطبية بشكل أكثر فعالية، كما أنها تحسن الظروف المعيشية وتمكن السكان من التركيز على إعادة بناء حياتهم ومجتمعاتهم".

وأضاف مصطفى "إن هذه الأعمال تُعبّر عن رؤية مؤسسة الدفاع المدني السوري لمستقبل سورية، وإعادة إعمار ما دمره نظام الأسد وروسيا والمليشيات الموالية لهم، وتحقيق الاستدامة والتعافي والاستقرار للمجتمعات المتضررة، مع التأكيد على أهمية دعم الجهود لخلق مستقبل أفضل للسكان في سورية".

بدوره، قال الناشط عدنان الطيب المقيم في مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي، لـ"العربي الجديد"، إنّ المشاريع التي ينفذها متطوعو فرق الدفاع المدني خففت من حجم معاناة الأهالي، ومنها أيضاً عمليات ترحيل أنقاض المباني المنهارة، إضافة لمشاريع الطرق، لافتاً إلى أن متطوعي الفريق يعملون أيضاً على مكافحة الحرائق.

يذكر أيضا أنه مع ارتفاع درجات الحرارة، وموجة الحر التي تشهدها مناطق شمال غربي سورية، تواصل فرق الدفاع المدني حملات التوعية ضد ضربات الشمس ولدغات العقارب والأفاعي التي تنتشر مع الطقس الحار في المناطق والمخيمات، لحماية المدنيين من الإصابات وضمان سلامتهم، وتمكينهم من القيام بالإجراءات الصحيحة في حال التعرض للإصابة.

 

المساهمون