"الخوذ البيضاء" تُخمد أكبر الحرائق في شمال غرب سورية منذ بداية 2023

28 يوليو 2023
درجات الحرارة وسرعة الرياح تزيد من تمدد الحرائق (Getty)
+ الخط -

تمكّنت فرق منظمة "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) من إخماد حريق ضخم بعد 9 ساعات عمل متواصلة، إذ كان اندلع مساء الخميس بمنطقة حراجية في دير عثمان بريف مدينة جسر الشغور غرب محافظة إدلب، ضمن مناطق سيطرة المعارضة السورية، شمال غرب سورية.

وقال المتطوع لدى "الخوذ البيضاء"، حسان الحسان، في حديث لـ "العربي الجديد"، إنّ الحريق الذي اندلع في منطقة دير عثمان، هو الأكبر الذي تستجيب له فرق الإطفاء في الدفاع المدني السوري لهذا الموسم، مؤكداً أن الفرق تمكّنت من إخماد الحريق بعد عمل متواصل استمر أكثر من 9 ساعات، في ظل صعوبات كبيرة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وسرعة الرياح التي تزيد من تمدد الحرائق، ووعورة المنطقة التي تعوق دخول سيارات الإطفاء.

وبيّن الحسان أن عمليات الإخماد المباشرة شارك فيها 60 متطوعاً من فرق الإطفاء من 8 مراكز، بعدد آليات موزعة على 9 سيارات إطفاء و6 ملاحق إطفاء، كما بلغت كمية المياه المستهلكة في الإخماد أكثر من ألفي متر مكعب، إذ شارك أيضاً في العمل فريقا إخلاء بسيارتين، وفريق إسعاف لحالات الطوارئ مؤلف من طبيب ومسعفين وثلاث سيارات إسعاف، إضافة لفريق من المدربين، وفريق إعلامي.

وأشار الحسان، وهو أحد المتطوعين المشاركين في إخماد الحريق، إلى أن الفرق واجهت صعوبات كبيرة بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وكثافة الدخان، وطبيعة المنطقة الجبلية الوعرة، وتعرض 4 متطوعين من فرق الإطفاء، وشخص آخر، لحالة اختناق وضيق تنفس، جراء استنشاقهم أدخنة ناتجة عن الحرائق، رغم اتباع فرقنا إجراءات الأمن والسلامة أثناء العمل، كما تعرض عدد من المتطوعين لإرهاق وإجهاد أثناء عملية إخماد الحرائق.

بدورها، أكدت "الخوذ البيضاء"، في تقرير صادر عنها اليوم الجمعة، أن مؤشرات خطورة الحرائق كانت بمستويات عالية بالمناطق الحراجية غربي وشمال غربي سورية، خلال الأسبوع الماضي، بالتزامن مع موجة حر ضربت المنطقة، مشددةً، على أن فرقها رفعت الجاهزية للاستجابة على مدار الساعة، بالإضافة لنشر نقاط متقدمة في المناطق الحراجية لتسريع الاستجابة في حال حصول أي حريق.

ولفتت إلى أن حصيلة الحرائق ارتفعت في يوليو/ تموز الجاري بريفي إدلب وحلب، مقارنةً بالحصيلة اليومية للأشهر الماضية، مؤكدةً أن فرقها استجابت حتى الـ23 من الشهر الجاري لـ370 حريقاً في 166 منطقة بشمال غربي سورية، تسببت بوفاة 3 أطفال، وإصابة 10 مدنيين، بينهم طفلان وامرأتان، وكان من هذه الحرائق 153 حريقاً في المزارع، و39 حريقاً في الغابات والمناطق الحراجية، و24 حريقاً في المخيمات، و69 حريقاً في منازل المدنيين.

وأوضحت "الخوذ البيضاء" أن فرقها أخمدت، منذ بداية العام الحالي 2023 وحتى الـ23 من يوليو/ تموز الجاري، 1745 حريقاً في شمال غربي سورية، كان منها 602 حريق في الأراضي الزراعية، و67 في الغابات والأحراش والمناطق الحراجية، و447 حريقاً في منازل المدنيين، و120 حريقاً في المخيمات، و62 حريقاً في محطات الوقود، وتسببت هذه الحرائق بوفاة 17 مدنياً، بينهم 13 طفلاً وامرأتان، وإصابة 77 آخرين، بينهم 23 طفلاً و22 امرأة بحالات حروق واختناق.

وذكرت "الخوذ البيضاء" أن فرقها تسعى للحد من انتشار الحرائق والتقليل من أضرارها على المدنيين، من خلال رفع جاهزية فرق الإطفاء على مدار الساعة للاستجابة لأي حريق بأسرع وقت ممكن، ونشر فرق مراقبة ونقاط متقدمة بالقرب من المناطق الحراجية والغابات الكبيرة، بالإضافة لجهود الفرق المستمرة في تمكين المدنيين من التعامل الأولي مع الحرائق، من خلال القيام بجلسات توعية وتدريب للعمال الإنسانيين والمزارعين والمعلمين وعمال محطات الوقود، والمدنيين في المخيمات، مضيفةً أن هذه الجلسات تتضمن معلومات نظرية عن أنواع الحرائق ومسبباتها، وتدريبات عملية على إخماد الحرائق الصغيرة قبل انتشارها، واستخدام مطفأة الحريق اليدوية، وطرق الأمن والسلامة لحماية الممتلكات.

بدوره، قال عبد الكريم الحمود، البالغ من العمر 62 عاماً، وهو أحد سكان المنطقة، في حديث لـ"العربي الجديد": "الحريق يوم أمس في ريف إدلب الغربي كان فاجعة لكل سكان المنطقة، هذه المنطقة الحراجية مهمة جداً بالنسبة لطبيعة المنطقة التي تتمتع بأشجار جميلة"، مضيفاً: "قبل فترة اندلع حريق ضمن الأراضي الزراعية بريف إدلب الغربي، وسبب خسائر كبيرة، بالنسبة لي وللكثير من أصحاب البساتين في المنطقة، خسرت الكثير من أشجار الزيتون التي يتجاوز عمرها 30 عاماً، عدا عن احتراق الأشجار الحراجية في المنطقة، التي كنا نعتمد على الحطب الذي نقطعه منها في فصل الشتاء للتدفئة، اليوم زراعة أشجار زيتون جديدة ستستغرق وقتاً وتحتاج إلى أربعة أعوام على أقل تقدير لتكون الأشجار قادرة على الإنتاج، وجهد ووقت وتعب يبذل لذلك".

ولفت الحمود إلى أنه "حاولنا مع الدفاع المدني فعل ما يمكن للسيطرة على الحريق، نحمد الله على كل حال، الضرر كبير، لكن ليس باليد حيلة، في السابق كان النظام يستهدف هذه الحراج والأشجار لتشتعل فيها النيران، ونحن لا نستبعد ذلك في الوقت الحالي".

المساهمون