الإصابات "الهرسية" تسببت في ارتفاع عدد ضحايا زلزال سورية

29 ابريل 2023
تعاني مناطق المعارضة السورية من ضعف الإمكانات الطبية (عارف وتد/فرانس برس)
+ الخط -

كشف أحدث تقرير لمنظمة الصّحة العالميّة حول ضحايا زلزال سورية عن ضعف إمكانات قطاع الصحة، خاصّة في مناطق سيطرة المعارضة السورية، التي سجلّت النسبة العليا من الوفيات والإصابات، حيث تسبب نقص الإمكانات في ارتفاع أعداد الضحايا.

ويصف مدير المشاريع في مديريّة صحّة حلب خالد الحافظ إصابات "تناذر الهرس" بأنها الأخطر بسبب تسببها في دخول المريض في قصور الكلى، مشيراً إلى أنّ "قصور الكلية يسبب اضطرابا في الشوارد مما يؤثر على القلب وجهاز الدوران وكل وظائف الجسم، ويسبب الوفاة".

ومتلازمة الهرس هي حالة يتم فيها تدمير الخلايا العضلية الهيكلية الموجودة في الأطراف بفعل قوة خارجية ضاغطة، مما يؤدي إلى خروج محتويات الألياف العضلية وانتشارها في الدورة الدموية.

ويؤكد الحافظ لـ"العربي الجديد" أنه "كلما تمكنا من العلاج المبكر لإصابات الهرس كلّما كان التعافي أسرع"، مشيراً إلى ضعف تجهيزات المستشفيات والمختبرات والاختصاصات المعالجة لهذه الإصابات، ومنها اختصاص الكلى الذي يعد نادراً في المنطقة، إذ تعد الإصابات "الهرسية" هي الأخطر كون علاجها يتطلب متابعة طبيّة حثيثة.

ومن المصابين بالهرس الطفل عمر الشون (12 عاماً) من مدينة الأتارب، حيث فقد أفراداً من عائلته جراء الزلزال الذي ضرب شمال غرب سورية في 6 فبراير/ شباط الماضي، كما أوضح لـ"العربي الجديد"، وقد خضع للعلاج في المرحلة الأولى بمستشفى باب الهوى، وفي الوقت الحالي يتابع العلاج في مستشفى عقربات.

يضيف الحافظ أنّ من أسباب ارتفاع الوفيات في سورية "عدم وجود وسائل إنقاذ في المناطق التي ضربها الزلزال خاصة في مدينة جنديرس، حيث عمل الدّفاع المدني على قدر طاقته في حين تأخرت المساعدات الدولية، مما ضاعف نسبة الوفيّات والإصابات".  

الصحة العالمية: وفاة من كل إصابتين

وكانت المنظمة أكدت في التقرير الذي صدر عنها في 27 إبريل/ نيسان الجاري، أنه في مقابل كل إصابتين ناجمتين عن الزلزال الذي ضرب المنطقة في 6 فبراير/ شباط حدثت حالة وفاة واحدة. وعزت ذلك لأسباب لا سيما أنّ عدد المصابين بلغ ضعف عدد القتلى جراء الزلزال.

وقالت منظمة الصحة في تقريرها إنه في مقابل كلّ وفاة يرجّح حدوث ما بين إصابتين إلى 4 إصابات في سورية، وأضاف التقرير: "بلغ حمل الإصابة ضعف حمل القتلى، لذلك كانت النسبة التقريبية 1: 2، وناهيك عن قرب مركز الزلزال من السكان المتضررين".

وأوضح التقرير أنّ هناك ثلاثة أسباب رئيسية ساهمت في ارتفاع عدد القتلى، وهي هشاشة المباني السكنية وجودتها، والكثافة السكّانية، وقدرات فرق البحث والإنقاذ. وجاء في التقرير: "نعلم أنّ فرق البحث والإنقاذ في الجمهورية العربية السورية احتاجت إلى مزيد من الدعم في الساعات والأيام الأولى من الاستجابة. فكل ساعة تمر بعد وقوع الزلزال تكتسي أهمية حاسمة. وفي الساعات الست الأولى، تقترب نسبة العثور على شخص مصاب بإصابات خطيرة من حوالي 60%، ولكن سرعان ما تتضاءل هذه النسبة إلى أقل من 10% بحلول الساعة الثامنة والأربعين".

4 موجات من الوفيات تحدث بسبب الإصابة

وبيّن التقرير أنّ هناك أربع موجات من الوفيات تحدث بسبب الإصابة، الموجة الأولى ناجمة عن الإصابات الشديدة، والموجة الثانية تحدث بعد ساعات من الزّلزال، وهي في الغالب إصابات "هرسيّة" بدنيّة شديدة في الجذع والأطراف وأجزاء أخرى من الجسم، حيث تكون فسحة علاج هذا النوع من الإصابات ضعيفة للغاية مع الوقت.  

أما الذروة الثالثة من الإصابات فتأتي بعد أيام إلى أسابيع من وقوع الزلزال، حيث يتوفى المصابون بانتانات (تعفن الدم) وفشل في أعضاء متعددة جراء الإصابة، إضافة للمصابين بإصابات شديدة.

والموجة الرابعة هي الناجمة عن خطر انقطاع الأدوية والرعاية الحيوية عن مصابي الأمراض المزمنة ومنها السكري وأمراض القلب. حيث توصّلت المنظّمّة لنتائج تفيد بأنّ هذا النوع من الكوارث يسبب نسبة هائلة من الوفيات والإصابات وتؤثر 74% من تلك الإصابات على الطرف السفلي للمصاب. 

 يذكر أنّ حصيلة ضحايا الزلزال في عموم مناطق سورية بلغت أكثر من 3 آلاف و600 قتيل، و14 ألف مصاب، أكثر من نصفهم في مناطق سيطرة المعارضة.

المساهمون