الألغام قاتل خفيّ في الرقة ودير الزور السوريتين

02 مايو 2023
قذائف وألغام غير منفجرة ملقاة على أحد شوارع الرقة (دليل سليمان/فرانس برس)
+ الخط -

قُتل شخصان، اليوم الثلاثاء، في مدينة دير الزور، شرق سورية، بانفجار ناجم عن لغم أرضي في المدينة الخاضعة لسيطرة قوّات النظام السوري.

ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فالأمر يتعلق بشاب يبلغ من العمر 23 عاماً، وطفل يبلغ من العمر 12 عاماً، توفيا جراء انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب، أثناء وجودهما خلف كراج البولمان في مدينة دير الزور ضمن مناطق سيطرة قوات النظام والمليشيات الإيرانية.
ويأتي ذلك، في ظل تقاعس النظام والمنظمات المعنية عن إزالة مخلفات الحرب التي لا تزال تحصد المزيد من أرواح المدنيين، بحسب المرصد.

من جهته، أكد عبد السلام الحسين، وهو مدير موقع محليّ، لـ"العربي الجديد"، أن اللغم الأرضي كان مزروعاً في المنطقة خلف كراج البولمان بمدينة دير الزور، وتسبب بمقتل طفل يبلغ من العمر 12 عاماً وشاب يبلغ من العمر 23 عاماً خلال وجودهما في المنطقة.

وخلال الشهرين الماضيين، قُتل العشرات جراء انفجار الألغام في مناطق من دير الزور، وفق الحسين، وأصيب أيضا الكثير من الأشخاص، خاصة من جامعي الكمأة في البادية، والسبب في ذلك أن قوّات النّظام والمليشيات التابعة له تستخدم الألغام الأرضية لمنع وصول خلايا تنظيم "داعش" إلى مناطق سيطرتها، مضيفا "هناك أيضا ألغام من مخلفات تنظيم داعش منتشرة في المناطق السكنية، خاصة في الأحياء التي سيطر عليها التنظيم سابقا، لكن النّظام والمليشيات التابعة له تتجاهل إزالة هذه الألغام من الأحياء السكنية والأماكن المأهولة".

ولفت الحسين إلى أن العشرات من الألغام لا تزال منتشرة في مدينة دير الزور بين الأحياء السكنية، وهذا بحد ذاته خطر على المدنيين، موضحا أيضا أن الخطر الآخر هو استخدام المليشيات الإيرانية بعض المنازل كمستودعات للأسلحة، وقال: "حتى الوقت الحالي لا توجد إحصائيات رسمية توثق عدد ضحايا الألغام في دير الزور، إلّا أن عدد القتلى يقدر بالعشرات، وأيضا عدد المصابين خلال الشهرين الماضيين".

وتعدّ الألغام ظاهرة خطيرة وتتطلب تحركاً جدياً من الجهات المسيطرة في منطقة شمال شرق سورية، وفق الدكتور فراس ممدوح الفهد، مدير "عيادات شباب تفاؤل"، كون الناجين منها غالبا ما يتعرضون لبتر في الأطراف السّفليّة، وهذا يزيد من وضعهم سوءاً على المستوى الاجتماعي بالدرجة الأولى وأيضا في العمل. 

يقول الفهد لـ"العربي الجديد": "تستمر معاناة ضحايا الحرب ومبتوري الأطراف في المنطقة والتي سببها الألغام الأرضية ومخلّفات الحرب، فاليوم قتل شاب وطفل في دير الزور، وأيضا قتل 8 أشخاص في منطقة الصقير، شمال الرقة، في الفترة ذاتها قبل ثلاثة أيام، ومنذ نحو 15 يوما في مدينة الرقة قتلت طفلة ووالدها في كراجات الرقة بسبب انفجار لغم أرضي، وهذه المعاناة سببها عدم العمل جديا على إزالة الألغام، وهذا يزيد سوء أحوال المصابين كون المنطقة لا توجد فيها مراكز متخصصة بتركيب الأطراف الصناعية، يوجد مركز وحيد في مدينة القامشلي، وآخر في قبو المشفى الوطني بإمكانيات ضعيفة للغاية".

وأضاف الفهد: "نرجو من المجتمع الدولي العمل على إزالة الألغام وتأمين الأطراف، كون الطرف الصناعي كلفته عالية جدا، وقيمته تتجاوز 1200 دولار ولا يستطيع الفقراء التكفل بها. فتحنا سابقاً مركزاً لضحايا الحرب في مدينة الرقة لكن بدون إمكانيات وركبنا 150 طرفا من بين أكثر من 1300 بتر سفلي في الرقة. الأعداد ضخمة جدا بسبب غياب الاهتمام الدولي بهذا المجال. نتمنى إيلاء العناية لهذه القضية المهمة".

بدوره، أكّد الناشط الإعلامي من مدينة الرقة أسامة أبو عدي، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن رجلا وامرأة أصيبا اليوم بانفجار لغم أرضي خلال نقل المياه لسقي الأغنام في منطقة معدان بريف دير الزور، وهما صالح الراشد وحنان الطه، إذ تعرضت المرأة لبتر في الساق. وأضاف أبو عدي "الطفلة شام التي أصيبت جراء انفجار لغم أرضي في 14 إبريل/ نيسان توفيت بعد نحو أسبوع من إصابتها، وهي نازحة مع عائلتها من مدينة البوكمال بريف دير الزور، وتعرضت لإصابات بالغة جراء انفجار اللغم في منطقة نزلة شحادة في مدينة الرقة".

وتابع أبو عدي "حتى الوقت الحالي لا توجد جهة تتبنى بشكل عملي إزالة الألغام ومخلفات الحرب في مدينة الرقة أو مناطق البادية، مع زرع ألغام جديدة من قبل النظام وتنظيم (داعش)، وهذه الألغام خطر حقيقي على أرواح المدنيين بالدرجة الأولى".

المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار، في تقرير صدر عنه اليوم الثلاثاء، إلى أن عدد قتلى مخلفات الحرب منذ مطلع يناير/ كانون الثاني بلغ 171 شخصاً، بينهم 13 سيدة و38 طفلا، بينما أصيب 196 شخصاً، من ضمنهم 53 طفلا و5 سيدات، حيث أكّد التقرير تقاعس قوات النظام السوري والمنظمات المعنية في عمليات إزالة الألغام ومخلفات الحرب.

المساهمون