وكشفت تقارير بمديرية الصحة بمحافظة البحيرة، أن قسم الاستقبال والطوارئ بمستشفيات المحافظة استقبل 4971 حالة إصابات ومتوفين خلال عام 2018 على إثر حوادث السير بطريق "القاهرة–الإسكندرية" الزراعي، والذي يطلق عليه إعلاميًا "طريق الموت".
وتعد المحافظة صاحبة نصيب الأسد من الحوادث، بمعدل ما بين 3 و4 حوادث تصادم متفرقة بشكل يومي، نتيجة تهالك الطرق، في الوقت الذي تفتقر فيه مستشفيات المحافظة لخدمات الرعاية العاجلة والحرجة والعناية المركزة وقلة الأجهزة الطبية، وقسم الطوارئ لا يصلح لاستقبال المصابين وعلاجهم، إلى جانب النقص الحاد في مستلزمات العمليات الجراحية والأطباء، بالإضافة لنقص الأدوية والدم، مما يدفع بإدارة المستشفيات لنقل الحالات الحرجة إلى مستشفيات الإسكندرية القريبة من البحيرة بواسطة سيارات الإسعاف، ويموت عدد كبير منهم بسبب طول المسافة.
وجدّد أبناء محافظة البحيرة مطالبهم للحكومة المصرية ولنواب أعضاء مجلس النواب من أبناء دوائرهم، بسرعة التحرك لتوسيع الطرق وازدواج عدد منها وإعادة رصف الطرق بسبب تهالكها، وعمل نقاط مرور بها، إضافة إلى زيادة الإمكانات داخل المستشفيات، إذ يعاني الآلاف من المواطنين بالمحافظة من سوء حالة الطرق والزحام الشديد، حيث يشهد الطريق الزراعي حالة من النزيف الحاد والمستمر نتيجة كثرة مستخدميه.
ورفع الآلاف من أهالي المحافظة شعار "قبل ما تخرج من بيتك اكتب وصية".. بسبب سوء حالة بعض الطرق في المحافظة والتي تنتـشر بها المنحنيات، فضـلاً عن اختفـاء كشافات الإنارة واللوحات الإرشاديـة، خاصة الطرق التي تمر بها مئات السيارات يومياً، وأطلق عليها "النعوش الطائرة" لما تشهده من حوادث متكررة مما ينتج عنه عشرات الحوادث، ويرى البعض أن الداخل إلى هذه الطرق مفقود والخارج منها مولود، وهو شعار يرفعه العديد من مستخدمي الطرق بمحافظة البحيرة، تعبيراً عن الحالة المتردية التي وصلت إليها معظم الطرق، التي وصفوها بأنها أصبحت "مصيدة" للأرواح والسيارات معاً، في ظل غياب أعمال الصيانة اللازمة لها، وفقدان سيطرة الأجهزة المعنية عليها، مما شجع الأهالي في كافة القرى والمناطق السكنية الواقعة على جانبيها، على إنشاء مطبات عشوائية، عادة ما تكون سبباً في وقوع العديد من الحوادث، أو تعطل حركة السير عليها.
وكشف أحد المسؤولين بالمحافظة أن هناك 4 طرق بمحافظة البحيرة، أطلق عليها وصف "طرق الموت" بسبب تعدد وتكرار الحوادث المميتة عليها، وهي طرق "كفر الدوار- أبوالمطامير" و"حوش عيسى- دمنهور" و"الدلنجات- مركز بدر"، بالإضافة إلى الطريق الذي يربط القاهرة بالإسكندرية، مشيراً إلى أنه رغم الاعتمادات المالية الكبيرة التي رصدتها الدولة للتنمية الشاملة بمدن ومراكز البحيرة، إلا أن مسؤولي العديد من الوحدات المحلية تقاعسوا عن تنفيذ خطط صيانة الطرق، والتفتوا فقط إلى طلبات أعضاء مجلس النواب برصف الطرق الداخلية في عدد من القرى، بغرض كسب ودهم.