مياه مخيّم عين الحلوة ملوّثة

12 ديسمبر 2014
"لا نعرف ما يجب فعله. المياه غير نظيفة"(فرانس برس)
+ الخط -

قبل أيام، فتح أبو مرعي حنفية مياه الشرب لتعبئة القوارير. بدا لونها غريباً أقرب إلى الأخضر الداكن. رائحتها كانت كريهة أيضاً. يسكن الرجل في حي البستان في مخيم عين الحلوة في صيدا (جنوب لبنان). المياه التي تصل إلى بيته هي من بئر بستان اليهودي. يقول: "عادة ما يستخدم الأهالي هذه المياه للشرب والطبخ وغسل الخضار والفاكهة وغير ذلك".

حين فتح الحنفية ولاحظ لون المياه، شعر بالخوف. تساءل أبو مرعي: "ماذا سيكون حال أطفالنا الذين يشربون منها؟"، ويشرح أن "قساطل مياه الشرب الموصولة بالمنازل باتت مهترئة. ويكتفي المعنيون بتلحيمها حين تتعرض للكسر. ولأنها باتت قديمة جداً، تختلط مياه المجاري بها، ما يؤدي إلى الإصابة بكثير من الأمراض".

لدى اكتشافه الأمر، سارع إلى تنبيه الأهالي حتى لا يشربوا من المياه. هم بدورهم لاحظوا أن رائحة المياه كريهة، ولونها غريب. قرّر أبو مرعي أخذ عيّنة من المياه إلى مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) في المخيم، آملاً اتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الأمر، لأن "أرواح أطفالنا ليست رخيصة. كما أننا نرفض أن نهان، حتى لو كان الأمر من خلال مياه الشرب. الحصول على مياه نظيفة حق. فنحن بشر".

من جهتها، تقول أم أحمد: "لا نعرف ما يجب فعله. المياه غير نظيفة. وليس باستطاعة جميع الأهالي شراء مياه نظيفة. كما أن مأساتنا لا تنتهي هنا. نفتقد أشياء كثيرة. الكهرباء مثلاً. كأنهم رموا بنا في البحر". أما إسراء، التي تبلغ من العمر عشر سنوات، فتوضح: "لا أعرف كيف سأغسل وجهي قبل الذهاب إلى المدرسة. المياه ليست نظيفة. رائحتها كريهة جداً، ولا يستطيع أهلي شراء مياه نظيفة، لأنهم لا يملكون المال الكافي. كما أن والدي عاطل عن العمل".

عبد الرحمن صالح، وهو طالب جامعي، يسكن أيضاً في حي البستان. يقول: "مشكلة المياه في المخيم ليست مزحة. فالمياه التي نستخدمها في بيوتنا اليوم باتت ملوثة وغير صالحة للشرب، ولا يمكن الاستفادة منها في الاستخدام المنزلي. لونها داكن. لا صفاء فيها. رائحتها كريهة. لا أحد يعلم بماذا اختلطت حتى صار لونها هكذا، أو كمية التلوث فيها. هل تكون قد اختلطت بمياه المجاري مثلاً. لا نعرف أيضاً الأضرار التي يمكن أن تسببها. هل سنصاب بالأمراض؟".

صالح، حاله حال كثيرين من أهالي المخيم، يطالب المعنيين بالتدخل الفوري من أجل حل ومعالجة هذه المشكلة، التي باتت تشكل خطراً كبيراً على أهالي المخيم "خاصة أننا لا نعرف حجم وتداعيات هذا التلوث حتى الآن".