المعونات تنقذ اللاجئات السوريات من الزواج المبكر

04 ديسمبر 2014
هل تقع هي الأخرى ضحية الزواج المبكر؟ (الأناضول)
+ الخط -


تخوّفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، الخميس، من أن يزيد وقف المعونات الغذائية التي تقدّمها الأمم المتحدة لنحو 1.7 مليون لاجئ سوري، من احتمالات اضطرار اللاجئين إلى تشغيل أطفالهم أو تزويج البنات منهم، كي يتحملوا قساوة العيش.

وكان برنامج الأغذية العالمي قد أوقف بطاقات صرف المعونات الغذائية للاجئين السوريين في الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر، الإثنين الماضي، بسبب نقص في التمويل، موضحاً أنه بحاجة إلى 64 مليون دولار أميركي لإطعام اللاجئين لبقية شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري.

وقالت كبيرة اختصاصيّي حماية الأطفال في اليونيسيف، إيزابيلا كاستراجيوفاني، في حديث إلى "تومسون-رويترز"، إن لوقف صرف المعونة الغذائية وقعاً خطيراً على الأطفال "إذ إنه ومن المرجح جداً أن تضطر الأسر الواقعة تحت ضغوط إضافيّة إلى دفع أطفالها للعمل أو الزواج المبكر".

أضافت أن "عدداً متزايداً من الأطفال اللاجئين يتسرّبون من المدارس، ليذهبوا إلى سوق العمل أو يجري تزويج الفتيات منهم بصورة مبكرة. ونقص الغذاء يسهم في ذلك".

وتابعت أن سحب المعونة الغذائية "كارثة محدقة" إذ استنفد اللاجئون مواردهم ويحتاجون إلى أي مساعدة متوفرة بعد أعوام من النزوح.

ويعمد اللاجئون السوريون، الذين نزحوا من بلادهم هرباً من الحرب الأهليّة، إلى تزويج بناتهم وهنّ صغيرات من أجل توفير المال، أو لحمايتهن من المشاكل التي تعانيها غير المتزوجات.

وفي يوليو/تموز الماضي، أشارت اليونيسيف إلى أن واحدة من ثلاث زيجات عند اللاجئين السوريين في الأردن، تكون العروس فيها دون الثامنة عشر.

من جهتها، كشفت منظمة "كير" للمعونة أن 50 ألف طفل لاجئ سوري في لبنان يعملون، وغالباً ما يكون ذلك في ظروف صعبة كي يستطيعوا توفير الغذاء والمأوى لأسرهم.

وتشرح كاستراجيوفاني أن الأطفال "يعملون كباعة في الشوارع أو في تلميع الأحذية، إلا أن المطاف قد ينتهي بهم عرضة للاستغلال الجنسي، أو أن يجري تهريبهم أو تحويلهم إلى أطفال-جنود".

وتابعت أن "عدم القدرة على الحصول حتى على وسائل العيش الأساسية، وتناقص فرصة الحصول على الغذاء وغير ذلك من المعونة، أمور تجعل هذه الأسر أكثر ضعفاً وعوزاً. وبالتالي سيصبح الأطفال بالتأكيد، أكثر عرضة للخطر". وتشدّد: "لا ينبغي أن نترك ملايين الأطفال، ليس فقط من دون أمل ولكن أيضاً من دون وسائل العيش الأساسية".

ودعت اليونيسيف الدول المانحة إلى تقديم أموال لبرنامج الأغذية العالمي، كي يستأنف تقديم المعونة الغذائية للاجئين "بهدف تجنّب كارثة محدقة".