تشكيك في صحة المعطيات الإسرائيلية بشأن حالات الوفاة بكورونا

14 ابريل 2020
إسرائيل: ارتفاع عدد المتوفين في منازلهم (فرانس برس)
+ الخط -


شكك تقرير نشره موقع يديعوت أحرونوت، اليوم الثلاثاء، في صحة ودقة المعطيات الرسمية التي تنشرها وزارة الصحة الإسرائيلية بشأن عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بـفيروس كورونا.

وقال التقرير إن المعطيات الرسمية التي تنشرها وزارة الصحة الإسرائيلية عن عدد الوفيات يومياً لا تتضمن عدد الذين توفوا مصابين بالمرض في بيوتهم، وليس في المستشفات.

ولفت التقرير إلى أنه مثلما تبين أن أعداد المصابين بالمرض المعلن عنهم غير دقيقة لأنها تشمل فقط من أجريت لهم الفحوصات الطبية، يتضح أيضاً أن المعطيات حول عدد الوفيات بعيدة جداً عن أن تكون دقيقة.

وأوضح الموقع أن السلطات الإسرائيلية تتطرق فقط للموتى الذين توفوا بعد إصابتهم بالمرض، أثناء تلقيهم العلاج في المستشفيات وليس من توفوا في بيوتهم دون أن يصلوا إلى المستشفى، لكونهم يعانون أيضاً من أمراض مزمنة أخرى. 


وأضاف: "بدون فحص وتشريح الجثة بعد الوفاة، لا يمكن القطع بشكل يقيني إن كانوا توفوا جراء إصابتهم بفيروس كورونا أم بفعل أمراضهم المزمنة، وذلك لأن وزارة الصحة لم تصدر تعليمات لخدمات الإسعاف في نجمة داوود الحمراء لإجراء فحوصات لمن كانوا في بيوتهم قبل موتهم".


ووفقا للتقرير، بناء على معطيات نجمة داوود الحمراء، فقد تم بين الفترة الممتدة من 12 إلى 15 مارس/آذار تحديد وفاة 1115 شخصاً في بيوتهم، وبالمقابل ومقارنة بالفترة الموازية لهذه الفترة في العام 2019، تم تسجيل موت 909 أشخاص في بيوتهم، أي أن هناك ارتفاعاً بنسبة 22%. 


ومع ذلك، وبحسب التقارير ينبغي الأخذ في الاعتبار أن جزءا من الارتفاع في أعداد الوفيات نابع من امتناع كثيرين من المرضى المصابين بأمراض مزمنة خلال مارس/آذار الماضي عن مراجعة المسستشفيات، خوفاً من الإصابة بالعدوى.

وفي المقابل، من المنطقي جداً الافتراض أن بعضهم توفوا بسبب إصابتهم بكورونا، ولكن لم يتم تضمينهم في الإحصائيات الرسمية لأنه لم يتم نقلهم إلى المستشفيات.

ونقل الموقع عن أخصائي الأمراض الباطنية في صندوق المرضى لئوميت، الدكتور أمير فريدنبيرغ قوله إنه "في حال توفي المريض في بيته، وتحدد أنه تُوفي عملياً بسبب أمراضه المزمنة، فإن من الممكن جداً أيضاً أن يكون قد توفي بسبب إصابته بفيروس كورونا".

وأضاف: "قد يكون أُصيب بالمرض دون أن تظهر عليه أعراض المرض، لكن فيروس كورونا هو الذي أدى إلى تدهور حالته الصحية، وبالتالي يتم اعتبار حالته الصحية سبباً للوفاة وقد يتوفى مرضى ولكننا لن نعرف أبداً ما إذا كان السبب هو فيروس كورونا أم لا". 
ونقل التقرير أيضاً عن مصادر في شركة خدمات الدفن الرسمية في إسرائيل "كديشا" القول، إنها ترجح أن 20 شخصاً على الأقل ممن توفوا في بيوتهم وليس في المشافي توفوا بفعل إصابتهم بمرض كورونا.


وقال أحد العاملين في الشركة المذكورة للصحيفة: "إننا نرصد ارتفاعاً في عدد المتوفين في بيوتهم، ولا أعرف ما إذا كان موتهم بفعل كورونا أم لا، لكنّ هناك بالتأكيد ارتفاعاً في عدد الوفيات، ونرى ذلك في كل أنحاء البلاد".

في المقابل، قلل البروفيسور عاموس بينط من حجم الفجوة الحقيقية بين المعطيات الرسمية المعلنة وبين العدد الحقيقي للمتوفين بفعل جائحة كورونا، مشيراً إلى أنه عادة عند وفاة مريض في بيته لا يمكن معرفة ما إذا كان توفي بفعل كورونا إلا في حال إجراء تشريح للجثة، وهو أمر لا يتم عمله في إسرائيل تقريباً.

وتابع: "هناك احتمال بأن يكون عدد المتوفين من كورونا أعلى قليلاً من المعلن عنه، ولكن لا يمكن التأكد من ذلك، وأعتقد أن الفرق ليس كبيرا مقارنة بالولايات المتحدة".