حلم الإنجاب يتحوّل كابوساً في حلب

18 مايو 2014
تصعب حماية الأطفال من الحرب (Getty)
+ الخط -

لم يعد انجاب الأطفال في حلب حلماً يراود المتزوجين الجدد. فقد جعلت الحرب من هذا الخيار كابوساً، في ظل انعدام الأمن، وعدم قدرة الناس على تأمين الاحتياجات الأساسية. حتى فضل كثيرون تأجيل الانجاب.

ويشرح مدير أحد المستشفيات المتخصصة بالأمراض النسائية والتوليد، والذي رفض الكشف عن اسمه، "العام الماضي شهد تراجعاً في معدل الولادات". ويضيف: "أرى الخوف في وجوه النساء اللواتي لا يرغبن في إنجاب أطفال في هذه الظروف الصعبة". ويلفت إلى "ارتفاع تكاليف الحمل والولادة في حلب لعدم توفر المعدات والأدوية اللازمة دائماً بسبب كلفتها المرتفعة". لكنه يصر على أن يكون متفائلاً، إذ يقول: "ننسى هذه المعاناة حين نسمع بكاء المواليد الجدد".

ويعزو بعض المتزوجين إعراضهم عن إنجاب الأطفال إلى "عدم قدرتهم على تحمل مسؤولية تربيتهم والعناية بهم". يقول سامر: "تزوجت منذ حوالي 18 شهراً، ولا أريد أن أحظى بطفل الآن. لطالما حلمت بأن يعيش طفلي حياةً أفضل من حياتي. وهنا لا يمكن أن أقدم له إلا التعاسة والشقاء. لا يمكنني حتى أن أحميه من الحرب، فقد نضطر لترك منزلنا في أي لحظة، ووجود طفل يبدو لي أمراً مربكاً جداً".

يخطط سامر للسفر إلى الخارج. يضيف: "أعتقد أن السفر هو الحل الوحيد أمامنا في ظل تفاقم الأزمة. أريد لأطفالي أن يحظوا بالأمان وبالرعاية والتعليم".

من جهتها، تتحدث سارة، وهي معلمة، عن "عذاب شبه يومي" تواجهه لرعاية طفليها اللذين يعانيان من الربو. تقول إنهما "بحاجة دائمة إلى عناية طبية، وكثيراً ما اضطررت للذهاب إلى المستشفى في ساعات متأخرة من الليل بسبب نوبات الربو الحادة التي تصيبهما. لكنني لا أستطيع الخروج دائماً. فالشوارع في الليل مخيفة وخالية إلا من الجنود، ما دفعني إلى وضع بعض أدوات الإسعاف الأساسية في منزلي الذي تحول إلى ما يشبه مستشفى صغير".

ليس هذا فقط. تتابع سارة أنها عاجزة وزوجها عن "تأمين جميع مستلزمات طفليهما من حليب وحفاضات وأدوية والتي باتت أسعارها مرتفعة جداً". وتختم حديثها قائلة: "لطالما حلمت بإنجاب الأطفال. لكن حياتي باتت تقتصر على القلق عليهما".  

دلالات