ثلاثة أشقاء فلسطينيين يقودون "مشروع إفطار الصائم"
جهاد بركات
يقول سمير لـ"العربي الجديد": "إن المشروع في عامه الخامس، بعد أن بدأ بفكرة من شباب مخيم الأمعري، بإعادة إحياء تكية خيرية في رمضان، وقدّمت وشقيقي محلات تعود لوالدتي المتوفية، لتكون مقرًا للمشروع، ولأصبح لاحقاً المشرف الرئيسي على المشروع".
العمل في "مشروع إفطار الصائم" في مخيم الأمعري يعتمد على سمير وأحد أشقائه والطباخ الذي يعمل معهم؛ ذلك أن شقيقه الأكبر لا تسمح له حالته الصحية بالمواصلة في العمل، ورغم ذلك يحضر في أوقات توزيع الوجبات.
نحو 1200 وجبة هو عدد ما يقدمه المشروع هذا العام، بعد أن بدأ قبل أربعة أعوام بـ250 فقط، كما يقول العدوي: "يختلف هذا العام عن كل السنوات السابقة، بسبب الإغلاق وتوقف أعمال الكثيرين"، لذا قرر القائمون على المشروع بذل مزيد من الجهود لتوفير الوجبات للأسر التي توقفت أعمالها بسبب حالة الطوارئ المفروضة جراء كورونا، ولا يقتصر الأمر على سكان المخيم، فهناك عدد من المستفيدين ممن يقطنون خارجه، كما يوضح سمير.
يعمل سمير وشقيقه سامي طيلة النهار بمساعدة الطباخ، سواء بتحضير مكونات الطعام، أو بتوزيعه على حصص، ويوضح سامي العدوي لـ"العربي الجديد"، أن المشروع مجرد واسطة بين أهل الخير، والمحتاجين، فكل ما يقدمه المشروع هو تبرعات من الناس أو التجار.
وحول إقبال الناس على التبرع، يقول سامي: "إن من المتبرعين من يريد أن يتكفل بكامل مستلزمات طعام يوم كامل، وآخرين لا يستطيعون سوى تقديم القليل، أما اختيار الطعام فهو حسب المتوفر من التبرعات، ويقول: "إن لم نستطع توفير الدجاج أو اللحم في يوم ما، نضطر لتحضير طبخة لا تحتاج لذلك كالمجدرة، أو البرغل مع الفاصولياء".
ويحرص "مشروع إفطار الصائم" على توفير طعام متكامل لا يحتاج بعده المستفيد لشيء، حيث يؤكد الطباخ أحمد مبارك لـ"العربي الجديد"، "نحرص على أن تكون الوجبة كاملة متكاملة تغني العائلات المعوزة، وتكفيهم قوت يومهم؛ بتوفير الأرز والدجاج أو اللحوم والشوربة والتمر، وحتى الخبز والعصائر أحيانا، حسب توفر التبرعات".
وينتهي اليوم الرمضاني بوجود الإخوة الثلاثة عادة أو اثنين منهم على الأقل وعدد كبير من المتطوعين يعبئون الطعام في الأواني، بعضها تصل لمنازل المحتاجين، وبعضها يصل أصحابها إلى المكان ومعهم أوانيهم الخاصة، وهو حال يستمر طيلة شهر رمضان يوميًا ما عدا الجمعة، الذي يترك لراحة الطاقم.