يواجه كبار السن في الأردن عدداً من التحديات التي تحول دون دمجهم في العديد من مجالات الحياة، ومن ذلك تحديات المجال الصحي، وخدمات الرعاية المنزلية، والتحدّي الاقتصادي في توفير الدخل.
ويعاني 86 في المائة من فئة كبار السن في الأردن من أمراض مزمنة، أبرزها ضغط الدم والكوليسترول والسكري، وأمراض القلب والفشل الكلوي المزمن، ومن أهم أهداف الاحتفال باليوم العالمي لكبار السن الذي يصادف اليوم الخميس، رفع مستوى الوعي بالاحتياجات الصحية الخاصة بكبار السن، وزيادة فهم تأثير جائحة كوفيد-19 فيهم، وتأثيرها في سياسة الرعاية الصحية.
وقالت الأمينة العامة للمجلس الأعلى للسكان في الأردن، عبلة عماوي، في بيان صحافي، اليوم الخميس، إنه بحسب التعداد العام للسكّان والمساكن عام 2015 للمملكة، فقد بلغت نسبة كبار السن (65 سنة فأكثر)، نحو 3.7 في المائة، وعددهم نحو 518.757 نسمة، وشكّلت الإناث المُسنّات ما نسبته 49.1 في المائة، فيما شكّل الذكور ما نسبته 50.9 في المائة، وبلغ معدّل العمر المتوقّع عند الولادة للإناث، 74 سنة، وللذكور 72.5 سنة.
بدورها تشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن"، إلى وجود اختلاف في الأرقام الصادرة عن دائرة الإحصاءات العامة في ما يتعلق بعدد كبار السن، فبلغ عدد السكان المقدّر لدى دائرة الإحصاءات العامة لنهاية عام 2019، 10.554 ملايين نسمة، من بينهم 574.4 ألفاً من كبار السن (60 عاماً فأكثر، من بينهم 282 ألف كبيرة سن) ويشكّلون ما نسبته 5.5 من مجموع السكّان. وهنا يظهر الاختلال، فهناك من يرى أنّ كبار السن هم من تجاوزوا 60 عاماً، وآخرون يعتبرون أنهم من تجاوزوا 65 عاماً.
وترى الأمينة العام للمجلس الأعلى للسكّان، أنّ نسبة كبار السن في الأردن ستتزايد في الأعوام القادمة، بحسب وثيقة سياسات الفرصة السكانية (2017)، حيث من المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 8.6 في المائة مع نهاية عام 2040.
وتلفت عماوي إلى أنّه على الرغم من أنّ جميع الفئات العمرية معرّضة لخطر الإصابة بكوفيد-19، إلّا أنّ كبار السن أكثر عرضة للمضاعفات المسبّبة للوفاة أو الأمراض المستعصية بعد الإصابة بالفيروس، حيث يسبّب الفيروس وفاة أولئك الذين تزيد أعمارهم على 80 عاماً، بمعدل أعلى بخمسة أضعاف من الفئات العمرية الأخرى على المستوى العالمي.
وأضافت عماوي أنّ فيروس كورونا يؤثّر بمرضى الأمراض المزمنة أكثر من الأصحاء، وخاصة فئة كبار السن، وبحسب دراسة واقع كبــــار الســـنّ في الأردن (2017)، يعاني نحو 86 في المائة من فئة كبار السن من أمراض مزمنة، أبرزها ضغط الدم والكوليسترول والسكري وأمراض القلب والفشل الكلوي المزمن. كذلك بلغت نسبة كبار السن (60 سنة فأكثر) الذين شُخِّصَت إصابتهم بالسكري، وفق بيانات مسح السكان والصحة الأسرية (2017-2018) نحو 34.6 في المائة بين الإناث و29.3 في المائة بين الذكور.
كذلك بلغ عدد كبار السن الأردنيين الذكور (60 عاماً فأكثر) المسجّلين ضمن مرضى الفشل الكلوي المزمن نحو 1114 مصاباً، مقابل 999 مصابة من الإناث، وذلك وفق السجل الوطني لأمراض الكلى (2018)، الصادر عن وزارة الصحة.
وأظهرت ورقة سياسات "الأثر الاقتصادي لجائحة كورونا على كبار السن في الأردن"، المعدّة من قبل المجلس الوطني لشؤون الأسرة (2020)، أنّ نسبة العاملين من فئة كبار السن مع نهاية عام 2015، بلغت ما نسبته 2.3 في المائة من إجمالي المشتغلين الأردنيين، وبواقع 2.6 في المائة للذكور، و0.4 في المائة للإناث، وأنّ كبار السن في الأردن تأثّروا بتبعات جائحة كورونا لأنهم أكثر عرضة لفقدان أعمالهم، إذ تتحمّل الفئة العاملة من كبار السن، ومعظمهم يعملون بشكل مؤقت في قطاعات الحرف اليدوية أو الزراعية أو العمل من المنزل، العبء الأكبر من فقدان أعمالهم.
وتلفت جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن"، إلى أنّ كبار وكبيرات السن في الأردن تأثّروا أكثر من غيرهم من فئات المجتمع، بسبب جائحة كورونا وتداعياتها الصحية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية، ولا بد من تركيز الاهتمام على هذه الفئة، لكونها تعاني من أمراض مزمنة وعزلة اجتماعية، وحالة نفسية ومادية صعبة، حتى يتمكّن جميع كبار وكبيرات السن من تجاوز هذه الجائحة بأمان.
وتوضح "تضامن" أنّ هنالك فارقاً كبيراً ما بين كبار السن وكبيرات السن الأردنيين الذين ما زالوا في سوق العمل، حيث أظهر المسح أنّ 34.6 ألفاً من كبار السن الأردنيين يعملون، من بينهم 32.9 ألفاً من كبار السن الذكور و 1.7 ألف من كبيرات السن، وبلغت نسبة الإناث العاملات 4.8 في المائة من مجموع كبار السن العاملين، الأمر الذي يحدّ من مشاركتهن الاقتصادية، ويعود ذلك إلى تقاعدهن المبكر وحصولهنّ على تعويض الدفعة الواحدة، إلى جانب الحقيقة التي تفيد بأنّ 86 في المائة من الإناث في الأردن، اللواتي أعمارهنّ فوق 15 عاماً، غير نشيطات اقتصادياً، حسب نسب البطالة للربع الأول من عام 2020.
ويدعو تحالف "بثينة" لحقوق كبار وكبيرات السن ومنسّقته "تضامن" (يضم في عضويته أكثر من 450 هيئة ومؤسسة وأفراداً من محافظات المملكة كافة)، إلى العمل لجعل كبار وكبيرات السن، الفئة الأكثر رعاية واهتماماً، وإلى توفير فرص عمل لهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم ومعارفهم لدعم الاقتصاد الوطني، ولرسم صورة المستقبل بطريقة مثلى، وذلك بتضافر جهود المؤسسات والجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني.