تلقّت سفينة الإنقاذ الألمانية "سي-آي 4" العالقة في البحر الأبيض المتوسط وعلى متنها نحو 800 مهاجر، أطعمة وأغطية اليوم السبت في حين أنّها ما زالت تنتظر إذناً إيطالياً بالرسوّ. وكانت السفينة قد حدّدت مساراً إلى جزيرة لامبيدوزا الواقعة في أقصى جنوبي إيطاليا، أوّل من أمس الخميس، بعد انتشال 400 مهاجر من زورق خشبي غارق، الأمر الذي ضاعف عدد المهاجرين الذين تقلّهم.
وعلى الرغم من أنّ سفينة "سي-آي 4" (عين البحر 4) كانت على بعد ساعات فقط من الجزيرة، فقد أفاد مسؤولون من منظّمة "سي-آي" غير الحكومية بأنّ إيطاليا لم تحدّد بعد ميناء آمناً للسفينة، وأنّ مالطا أخلّت بمسؤوليتها، إذ لم تستجب لنداء استغاثة من الزورق الخشبي في منطقة عمليات البحث والإنقاذ خاصتها.
وقد أوضحت المنظمة، اليوم السبت، أنّ نصف الأشخاص الذين كانوا على متن الزورق هم من القصّر، من بينهم أطفال دون العاشرة، بالإضافة إلى خمس نساء حوامل.
إلى جانب ذلك، يعالج أطباء على متن السفينة 25 شخصاً يعانون من انخفاض في حرارة الجسم ودوار البحر وارتفاع ضغط الدم، وكذلك من إصابات يقول هؤلاء الأطباء إنّها ترتبط بتعرّضهم إلى التعذيب في أثناء فرارهم.
وفي هذا الإطار، قالت الطبيبة كريستين وينكلمان، رئيسة جمعية "الأطباء الألمان" غير الحكومية التي تدير كذلك سفينة "سي-آي 4"، إنّه "تتعيّن علينا الإشارة سريعاً إلى ضرورة أن يتلقّى هؤلاء الأشخاص علاجاً طبياً على اليابسة في أقرب وقت ممكن".
🟢 Nach so vielen, schweren Stunden des Wartens erreichten uns nun endlich gute Neuigkeiten aus Rom. Die #SEAEYE4 darf nach #Trapani fahren, um die mehr als 800 geretteten Menschen in Sicherheit zu bringen. 1/3
— sea-eye (@seaeyeorg) November 6, 2021
📸 Hermine Poschmann/@SEENOTRETTUNG pic.twitter.com/ZN5tDalUDt
والإمدادات التي زُوّدت بها السفينة قد أتت بواسطة مؤسسة "ميشن لايفلاين" غير الحكومية ومقرّها مدينة درسدن الألمانية، علماً أنّ أكثر من 200 مدينة وبلدة ألمانية أبدت استعدادها لاستقبال المهاجرين.
وتجدر الإشارة إلى أنّ عدد المهاجرين الذين يغامرون بالعبور المحفوف بالمخاطر وسط البحر الأبيض المتوسط ارتفع هذا العام ليصل إلى 54 ألفاً، لكنّه ما زال بعيداً عن العدد المسجّل في الفترة الممتدة ما بين 2014 و2017 عندما وصل إلى ما بين 120 ألفاً و180 ألف مهاجر سري إلى إيطاليا سنوياً، معظمهم على متن زوارق مهرّبين متهالكة.
وكانت منظمة "سي-آي" قد أوضحت، في بيان لها، أوّل من أمس الخميس، أنّ سفينة "رايز أبوف" التابعة لمنظمة "ميشن لايفلاين" قد ساعدتها في بادئ الأمر بتقديم مساعدة في اليوم السابق إلى 397 شخصاً كانوا يستغيثون في البحر الأبيض المتوسط، في خلال ستّ عمليات منفصلة. وبعد ذلك، تمّت عمليّة إنقاذ الأشخاص البالغ عددهم 400 الذين كانوا على متن الزورق الخشبي. وأوضحت "سي-آي" أنّ أشخاصاً عديدين من دون سترات نجاة كانوا في المياه عند وصول سفينتَي المنظمتَين الألمانيّتَين غير الحكوميتَين.
ومنذ ذلك الحين، بيّنت "سي-آي" أنّ جزيرة لامبيدوزا الإيطالية لا تبعد إلا بضع ساعات عن مكان الحادثة، بالتالي كان من الممكن بلوغ مينائها بأسرع وقت. لكنّها شدّدت على أنّ "وضعاً غير مسبوق يثير التوتّر الشديد يطرح نفسه الآن (أوّل من أمس الخميس). وتعتمد سفينة الإنقاذ على بلوغ ميناء آمن بسرعة".
من جهتها، أعلنت منظمة "إس أو إس ميديتيرانيه" غير الحكومية ومقرّها فرنسا، التي تستأجر سفينة الإنقاذ "أوشن فايكينغ"، أنّها قدّمت حينها الطعام إلى المهاجرين على متن "سي-آي 4" من أجل مواجهة الوضع.
وقال رئيس المنظمة غوردن آيسلر، في بيان "سي-آي"، إنّ "حالة طوارئ سارية الآن (أوّل من أمس الخميس) على متن سي-آي 4. وأيّ تأخير من قبل السلطات يعرّض إلى الخطر صحة وحياة الأشخاص الذين أُنقذوا وكذلك طاقمنا". أضاف آيسلر أنّه "أمر مخزٍ أن نرى كيف تتنصّل مالطا مراراً وتكراراً من مسؤولياتها وتتجاهل نداءات الاستغاثة".
(أسوشييتد برس، فرانس برس)