إزالة أشجار الإسكندرية

03 يونيو 2019
الحملات متواصلة (العربي الجديد)
+ الخط -
أزالت الأجهزة التنفيذية في محافظة الإسكندرية المصرية، أمس الأول السبت، عشرات من أشجار منطقة المنتزه التاريخية، تنفيذاً لقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي المتعلق بتطوير المنطقة في إطار تصميم عالمي يتسق مع مكانتها وقيمتها، بذريعة رفع كفاءة الخدمات المقدمة بها، واستعادة الوجه الحضاري للمنتزه كأحد أهم معالم الإسكندرية، بما يسهم في إعادة إحياء السياحة الشاطئية في المدينة الواقعة على البحر الأبيض المتوسط.

تستهدف عملية "التطوير" ربط المنطقة بحرياً مع باقي موانئ حوض البحر المتوسط، من خلال إقامة مرسى عالمي للسفن واليخوت، وإنشاء كورنيش مفتوح، فضلاً عن برنامج متنوع من الفعاليات الفنية والرياضية. وفي المقابل، إزالة جميع الكبائن (الغرف الصغيرة) المطلة على الشاطئ، إلى جانب العديد من الحدائق الخضراء التي تضم نباتاتٍ وأشجاراً نادرة، بما يُنذر بالقضاء على الطابع التراثي المميز لحدائق المنتزه.



فاز مؤخراً تحالف أوروبي بقيادة منظمة "إرنست ويونغ" بصفقة وضع الدراسات المالية والعمرانية والمساحات الخضراء والتسويقية لمنطقة قصر المنتزه، من أصل 16 جهة استشارية تقدمت للحكومة بمقترحات لتطوير المنطقة خلال الفترة الماضية، ليضع التحالف الاستشاري تصوره خلال ستة أشهر، متضمناً الشكل الأمثل لتنفيذ المشروع، سواء من خلال ملكية الدولة، أو الطرح للبيع على المستثمرين، أو الشراكة بينهما. وفي 24 مايو/ أيار الماضي، أصدر السيسي قراراً حمل رقم 157 لسنة 2019 بتشكيل لجنة تطوير قصر المنتزه بمحافظة الإسكندرية، برئاسة مساعده للمشروعات القومية والاستراتيجية، شريف إسماعيل، وعضوية كلٍّ من: وزيرة السياحة رانيا المشاط، ومستشار الرئيس للتخطيط العمراني اللواء أمير سيد، ورئيس شركة المنتزه للسياحة والاستثمار اللواء بهاء طاحون، ورئيس الجهاز التنفيذي لهيئة التنمية السياحية سراج الدين سعد.




وفقاً للقرار، تختص لجنة تطوير قصر المنتزه بـ"وضع رؤية استراتيجية شاملة لتطوير وإعادة صياغة المنطقة، ودراسة السبل المثلى لتعظيم إمكانياتها، والاستفادة منها كمقصد سياحي عالمي يضاهي أكبر المعالم السياحية العالمية، ويحولها إلى قبلة جديدة للسياحة الوافدة بالبحر المتوسط، من خلال التنسيق مع جميع الجهات المحلية والدولية داخل وخارج مصر، لتحقيق التنمية المنشودة للمنطقة".



وتتميز الحدائق بإطلالة رائعة على ثلاثة شواطئ رئيسية، هي عايدة وفينيسيا وسميراميس، والتي تقام عليها 896 كابينة، علاوة على احتواء المنطقة معالم أثرية أخرى، منها كشك الشاي الذي بُني على الطراز الروماني، ليتناول فيه الملك وحاشيته الشاي، والطاحونة، وبرج الساعة، وفندق "هلنان فلسطين" التاريخي الذي استضاف القمة العربية الثانية في عام 1964.

أزيل شاطئ فينيسيا المواجه لفندق "هلنان فلسطين" وأزيلت المقاهي الحديثة (الكافيهات) والمطاعم والمنشآت المقامة على الشاطئ، من أجل إعادة طرحه في مزايدة علنية "كحق استغلال لمدة عام" على أن يقتصر التأجير على الشاطئ الرملي فقط، من دون إقامة منشآت جديدة خلال فترة الإيجار، إلى حين تحديد شكل تطويره ضمن المخطط الذي يستهدف إعادة تأهيل المنطقة كلها.




وكانت الأجهزة التنفيذية قد أزالت قرابة 206 كابينة ضمن المرحلة الأولى لمشروع التطوير، تطل 80 منها على شاطئ سميراميس، بعد إخلائها بالقوة من شاغليها، بدعوى خطورتها على أرواح المواطنين، ما دفع أصحابها إلى إقامة دعاوى قضائية ضد وزارة السياحة، بعد صدور قرارات عدة من الحكومة، تخير ملاك الكبائن بين إخلائها للترميم والهدم، أو زيادة القيمة الإيجارية إلى ألف جنيه مصري (60 دولاراً أميركياً) للمتر المربع الواحد.
المساهمون