600 وفاة على الأقل بين حجاج مصر.. والحكومة تتابع إعادة الجثامين ومصير المفقودين

19 يونيو 2024
حجاج على جبل عرفات تحت أشعة الشمس الحارقة، السعودية، 15 يونيو 2024 (سارب أوزار/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- تقرير وكالة فرانس برس يكشف عن ارتفاع مأساوي في وفيات الحجاج المصريين خلال موسم الحج الحالي، مع أكثر من 600 حالة وفاة بسبب موجة الحر الشديد، مما رفع الحصيلة الإجمالية لوفيات الحج هذا العام إلى أكثر من 900 حاج عالمياً.
- السلطات المصرية توقف تحديث أرقام الوفيات، وتظهر المخاطر المترتبة على الحج بدون تسجيل رسمي والإجراءات الصحية المسبقة، خاصة بين الحجاج الأكبر سناً.
- الجهود المبذولة من السفارة المصرية والبعثات القنصلية لدعم المصريين في مكة، والتحديات الناتجة عن ممارسات بعض الشركات والسماسرة في تسويق تأشيرات الزيارة للحج، تبرز أهمية الإجراءات الوقائية والتنظيمية لضمان سلامة الحجاج.

أفادت وزيرة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج سها جندي بأنّ الوزارة استقبلت منذ اليوم الأوّل من موسم الحج للعام 1445 للهجرة وفي خلال إجازة عيد الأضحى، استغاثات عديدة على خلفية أعداد المتوفين والمفقودين في صفوف حجاج مصر في السعودية، خصوصاً من بين كبار السنّ، وانقطاع الاتصال بذويهم. أضافت، في بيان صادر اليوم الأربعاء، أنّ الوزارة بذلت جهوداً كبيرة في متابعة كلّ الحالات، بالتنسيق مع وزارة الخارجية والقنصلية المصرية في جدّة والسلطات السعودية. وقد شمل ذلك زيارات ميدانية للمستشفيات والمراكز الطبية حيث يوجد مصريون للاطمئنان على أوضاعهم والتأكد من حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة، بالإضافة إلى اتّخاذ إجراءات نقل جثامين المتوفّين منهم.

وكانت وكالة فرانس برس قد نقلت عن دبلوماسي عربي، في وقت سابق من اليوم الأربعاء، أنّ عدد الوفيات في صفوف حجاج مصر ارتفع إلى 600 على أقلّ تقدير، معظمهم بسبب ارتفاع الحرارة، الأمر الذي يرفع الحصيلة الإجمالية لوفيات الحجّ هذا العام إلى أكثر من 900 حاج.

ونشرت شركات سياحية مصرية أرقام تأشيرات وأسماء 550 حاجاً من المصريين المتوفّين في موسم الحج في السعودية، بسبب الارتفاع الكبير في درجات الحرارة المسجّلة التي وصلت إلى نحو 49 درجة مئوية، ولا سيّما في أعلى جبل عرفات وفي منطقة المشاعر المقدّسة في مِنى، وذلك بحسب البيانات الواردة إليها من مشرحة مستشفى المعيصم المركزي، الأكبر في مكّة.

وتوقّفت المحافظات المصرية عن تحديث أرقام الوفيات المسجّلة بين حجاج مصر في كلّ منها، عقب إصدار وزارة الخارجية بياناً تشير فيه إلى متابعتها عمليات البحث عن المصريين المفقودين بين الحجاج، بالإضافة إلى الأخبار الواردة عن وقوع أعداد كبيرة من الوفيات في موسم الحج هذا.

في السياق نفسه، أشارت جندي إلى متابعة غرفة عمليات وزارة الهجرة وشؤون المصريين بالخارج مستجدات الأوضاع على مدار الساعة، مع إنشاء غرفة طوارئ في القنصلية المصرية في جدة لاستقبال اتصالات المواطنين ممّن انقطعت الاتصالات بينهم وبين ذويهم في مكّة المكرّمة أو المدينة المنوّرة أو المشاعر المقدسة. كذلك خصّصت أرقاماً لتأمين عودة حجاج مصر بسلام إلى البلاد، ونقل جثامين المتوفّين منهم الذين يرغب أهلهم في دفنهم بأرض الوطن. وشدّدت جندي على أهمية حصول حجاج مصر على تصاريح الحج وموافقة السلطات السعودية المختصة، حتى يحصلون على الرعاية اللازمة في خلال أداء الفريضة، ولا سيّما مع الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة.

وكانت البعثات الرسمية في مصر قد قصرت أداء الحج على الأشخاص الذين لم يؤدّوا الفريضة من قبل، شريطة قدرتهم على أداء المناسك. وقد طُلب من هؤلاء تقديم وثائق تثبت خلوّهم من الأمراض المستعصية كما المعدية والفيروسية والسرطانية والعصبية والنفسية، الأمر الذي يبيّن أنّ الحاج قادر على أداء المناسك بالاعتماد على نفسه. أمّا المرافقون فحصراً للحجاج الذين تجاوزت أعمارهم 75 عاماً والأشخاص ذوي الإعاقة والمرضى (غير المشمولين بالأمراض المذكورة آنفاً) الذين تتطلّب حالتهم مرافقة.

قضايا وناس
التحديثات الحية

وفي موسم الحج الماضي، لم تسجّل مصر إلا خمس وفيات رسمية، الأمر الذي يشير إلى كارثة حقيقية في موسم هذا العام، مع 600 حاج فأكثر. تجدر الإشارة إلى أنّ الوفيات المسجّلة بين حجاج مصر تعود للأفراد الأكبر سناً، الذين توجّهوا إلى المدن السعودية بتأشيرات زيارة لذويهم بقصد التوجّه إلى مكّة المكرّمة وأداء فريضة الحج من دون الحصول على تصاريح رسمية.

وكانت شركات مصرية قد ساهمت في تسويق السفر إلى السعودية بما عُرف بـ"تأشيرات الزيارة"، عبر وساطات وعلاقات بأطراف سعودية ومقيمين في داخلها. وتوجّه السماسرة إلى الراغبين في تأشيرة زيارة مبيّنين لهم إمكانية مكوثهم في ضواحي مكّة والطائف، ليُصار تسريبهم إلى منطقة المشاعر يومَ التروية وعرفة، في مقابل مبالغ مالية تصل إلى ستة آلاف ريال سعودي (نحو 1600 دولار أميركي).

وبحسب ما أفادت وكالات أجنبية، فإنّ جميع الحجاج المتوفين لقوا مصرعهم بسبب ارتفاع الحرارة، باستثناء شخص واحد أُصيب بجروح قاتلة في خلال تدافع بسيط بين حشد من مؤدّي الفريضة. وقد تزامنت مناسك الحج هذا العام مع درجات حرارة عالية، فيما تنقّل الحجاج بين المشاعر المقدّسة تحت أشعة الشمس الحارقة ولمسافات طويلة.

ويحاول عشرات آلاف الحجاج في كلّ عام أداء فريضة الحج من دون الحصول على تأشيرة رسمية توفيراً للمال، الأمر الذي يجعل أداء المناسك أكثر خطورة لأنّ هؤلاء الحجاج غير المسجلين لا يستطيعون الوصول إلى المرافق المكيّفة التي توفّرها السلطات السعودية. ومن بين الدول التي أبلغت عن وفيات في موسم الحج لعام 1445 للهجرة إلى جانب مصر، الأردن وتونس والعراق وإندونيسيا وإيران والسنغال.

المساهمون