- الطواقم العاملة تواجه تحديات بسبب نقص الوقود والحصار، مما اضطرهم للعمل في ظروف صعبة، ورغم الحماية القانونية، استهدف الاحتلال 126 سيارة إسعاف.
- يطالب المتحدثون باسم الدفاع المدني والهلال الأحمر بالتدخل الدولي لتزويد الدفاع المدني بالإمكانيات اللازمة لمواصلة عملهم، مشيرين إلى الأثر السلبي الكبير للاستهداف على الخدمات الصحية والإنسانية.
انعكس استهداف طواقم أجهزة الدفاع المدني والإسعاف والطوارئ خلال الحرب على غزة، وأيضاً السيارات والمنشآت التابعة لها، سلباً على المشهد الصحي والتدخلات الميدانية، وترك آلاف الشهداء تحت الأنقاض.
منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تعمّد الاحتلال الإسرائيلي قصف واستهداف أجهزة الدفاع المدني والإسعاف والطوارئ في غزة، وإخراجها من الخدمة، رغم أنها كانت متهالكة أصلاً بسبب الحصار المستمر منذ 18 عاماً.
إلى ذلك، قضى عشرات من العاملين في هذه الأجهزة جراء القصف الإسرائيلي الجوي والمدفعي، والاستهداف المركز طوال فترة الحرب التي دخلت شهرها السابع، وفقد آخرون واعتقل البعض.
وطاولت عمليات القصف مقار ومراكز هذه الأجهزة، ما أخرجها من الخدمة تماماً، وأضعف قدراتها، كما جعلت هذه العمليات الحركة أمراً محفوفاً بالمخاطر نتيجة عدم وجود أي استثناء أو مكان آمن جراء القصف الإسرائيلي.
وتجعل مشكلات أخرى مهمة العاملين في الدفاع المدني والإسعاف والطوارئ، سواء الحكومي أو التابع لمنظمة الهلال الأحمر الفلسطيني، صعبة، لا سيما في ما يتعلق بتوفير الوقود في ظل الحصار المشدد المفروض على سكان القطاع منذ السابع من أكتوبر.
وتحوّلت الشوارع العامة وبعض المدارس إلى مناطق عمل لجهاز الدفاع المدني في ظل استهداف غالبية المراكز التابعة له، رغم أن القانون الدولي يحميه خلال الحروب.
ووفقاً لتقديرات الجهات الحكومية في غزة، استهدف الاحتلال منذ السابع من أكتوبر 126 سيارة إسعاف. وانعكست هذه الأضرار سلباً على إنقاذ الجرحى والمصابين، كما رفض الاحتلال مرات إدخال معدات يستخدمها الدفاع المدني، وواصل استهداف القطاع الصحي والتحريض على الهلال الأحمر أو الخدمات الطبية الحكومية في غزة.
يقول المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل، لـ"العربي الجديد": "سقط 66 شهيداً في صفوف طواقم الدفاع المدني، وجرح 200، فقد بعضهم أطرافهم وباتوا يحتاجون إلى علاج في الخارج، كما أن هناك إصابات خطرة".
يضيف: "فقد الدفاع المدني في غزة منذ بداية الحرب ما بين 70 و80 في المائة من تجهيزاته الميدانية ومعداته، وقد تعرض بعضها لدمار جزئي أو كلي جراء استمرار عمليات القصف الإسرائيلي بشكل مركز".
ويشير إلى أن "أزمة الوقود تعتبر من أبرز التحديات التي يواجهها جهاز الدفاع المدني خلال هذه الحرب، إذ لم يتسلم أي ليتر وقود جراء الحصار الذي يفرضه الاحتلال، ولم تنقل المؤسسات الدولية أي كميات من الوقود له لتنفيذ مهمات. وحالياً توفر بعض الجمعيات الخيرية أو الأفراد القليل من الوقود للجهاز كي ينفذ مهمات ميدانية خلال أوقات القصف ويتعامل مع أشخاص علقوا تحت الأنقاض.
ويلفت بصل إلى أن "الدفاع المدني يضطر إلى تقليص حركة السيارات بحسب المهمات، فإذا كانت المهمة التي جرى الإبلاغ عنها تخص شهداء في المنزل أو المكان المستهدف لا يتحرك، أما في حال وجود عالقين أو فرصة لنجاة شخص فيتحرك. وهذه الاستراتيجية تخالف العمل الفعلي للجهاز الذي يجب أن يتحرك عناصره في كل المهمات".
ويطالب بضرورة التدخل لتزويد الدفاع المدني بكل الإمكانيات من مركبات ووقود في ظل استمرار الحرب للشهر السابع على التوالي، في حين بات يمكن أن ينتهي وجود الجهاز بالكامل في ظل غياب الدعم وتعمّد الاحتلال استهدافه.
ويشير إلى أن سيارتين من أصل 10 سيارات للدفاع المدني تتحركان في محافظة غزة وشمالي القطاع حالياً، في حين لا يوجد إلا مركز واحد فقط في مدينة غزة وشمالها، ودمرت بقية المراكز.
ويشير إلى أن الاحتلال تعمّد تدمير سيارات الدفاع المدني ذات السلم المرتفع، وهي قليلة جداً، وأيضاً صهاريج مياه كانت قد تبرعت بها قطر وتوفر كمية 15 ألف ليتر من المياه، أما بقية السيارات فمتهالكة.
من جهتها، تؤكد مديرة الإعلام في الهلال الأحمر الفلسطيني نبال فرسخ، في حديثها لـ"العربي الجديد"، خروج 23 مركبة إسعاف عن الخدمة منذ بداية الحرب على غزة، وتضرر 28 مركبة أخرى نتيجة الاستهداف والقصف الإسرائيلي.
وتقول لـ"العربي الجديد": "استشهد 15 من عناصر الهلال الأحمر الفلسطيني خلال تنفيذ عمليات إنسانية مرتدين زيهم الرسمي الذي يثبت أنهم طواقم للهلال الأحمر تعمل في الميدان، وهو ما يحميه القانون الدولي".
وتشير إلى استهداف 45 مركزاً للهلال الأحمر الفلسطيني في غزة، وخروج مستشفيي الأمل في مدينة خانيونس والقدس في مدينة غزة عن الخدمة بشكلٍ تام، وهما الوحيدان التابعان للهلال في القطاع.
وتوضح أن عدة مراكز إسعاف خرجت عن الخدمة بالكامل نتيجة استهداف الاحتلال الإسرائيلي الطواقم على الأرض، واعتقال 8 من عناصر المنظمة، بعضهم قبل أكثر من 100 يوم من دون أن تتوفر معلومات عنهم.
وتشدد على أن استهداف مراكز الإسعاف والمركبات التابعة للمؤسسات الصحية ينعكس سلباً على الخدمات المقدمة للمواطنين، ويجعل استمرارها أمراً صعباً للغاية في ضوء النقص الشديد في عدد المركبات، وتوقف المراكز الصحية عن العمل.
وبحسب فرسخ، يبلغ مجموع آليات الإسعاف الباقية 20، تتوزع في المحافظة الوسطى وخانيونس ورفح، في حين لا توجد أي آلية في غزة، في حين دمر الاحتلال مركز الإسعاف في جباليا. وتقدر عدد أفراد طواقم الإسعاف والطوارئ العاملة حالياً ضمن الهلال الأحمر الفلسطيني بنحو 100.