موجة خطف الأطفال تثير الرعب في كوت ديفوار

04 فبراير 2015
خطف الأطفال يثير الرعب في ساحل العاج(GETTY)
+ الخط -

بدأت كوت ديفوار في التحرك الجاد والمكثف لوضع حدّ لموجة الخطف الغامضة التي يتعرض لها الأطفال في كافة أرجاء البلاد، بعد العثور أخيراً على جثث خمسة أطفال مشوهة.

وفي هذا السياق، أعلنت السلطات الإيفوارية عن إيقاف 1000 من المشتبه بهم، وإغلاق 550 مقهى انترنت غير مرخص، وشرعت في تحريات للتعرف على مروجي الإشاعات عبر الإرساليات القصيرة ومعاقبتهم، حسب تصريح صحافي أدلى به الإثنين "بول كوفي كوفي"، الوزير المعتمد لدى رئيس الجمهورية، المكلف بالدفاع.

وخلال هذه العملية واسعة النطاق، تم تسخير 1500 أمني وعسكري "في المناطق المشبوهة"، منذ الخميس الماضي، لمجابهة هذه الموجة الدامية التي تحتدم منذ شهر ديسمبر/كانون الأول، في عدد من المدن الإيفوارية، منها العاصمة "ياموسوكرو" و"أبيدجان" و"آبينغورو" (الوسط الشرقي للبلاد) و"دوالا" (الوسط الغربي)، وأسفرت للآن عن اختطاف 25 طفلاً بينهم خمسة عُثر على جثثهم مشوهة.

وأعلن الوزير حامد باكايوكو خلال ندوة صحافية انعقدت خلال الأسبوع الماضي، أن الحكومة الإيفوارية وضعت جهازاً مكوناً من 1000 شرطيّ، و300 عون حرس و200 عسكري، للقيام بدوريات تفتيش في معاقل المجرمين المشتبه بهم. وأضاف أن وظيفة هذه المجموعة تتمثل في مراقبة المناطق المحيطة بالمؤسسات التعليمية، والغابات والمستنقعات التي يرجّح أن تكون معاقل للمجرمين.

وتأمل السلطات الإيفوارية في وضع حد لحالة الهلع التي اجتاحت المواطنين، حيث تم إعلان حالة الطوارئ منذ الأسبوع الماضي من قبل المدير العام للأمن الوطني بريندو مبيا، الذي دعا إلى حالة التأهب.

وقالت السيدة آن بلي: "إنني خائفة أن يتم اختطاف ابنتي، منذ أن تم الإعلان عن عمليات الاختطاف في التلفاز، أنا منزعجة، لقد تحادثت مع زوجي في الموضوع وارتأينا أنه لا بدّ من اصطحاب ابنتنا إلى المدرسة كحلّ". وخلافاً لعادتها، تصطحب محدثتنا ابنتها إلى المدرسة وهي تحتضنها بين ذراعيها بشدّة.

وأصبح كل شخص يأتي للبحث عن طفل في محاضن الأطفال والمدارس التحضيرية والابتدائية، مطالباً بإظهار بطاقة الهوية عندما يتعذر القدوم على الأولياء. وقالت آماندين بليسي، وهي أم لأحد الأطفال، أثناء التقائها بجانب إحدى المدارس: "نحن نكتب اسم الطفل واسم والديه، تحت ملابسه الداخلية لنتمكن من العثور عليه في حال اختفائه".

وعقب القبض عليه، زعم الخاطف في تصريح للصحافة أن "الله هو الذي دعاني إلى فعل هذا الأمر!" دون مزيد من التوضيح. 

وحسب الوزير المعتمد لدى رئيس الجمهورية، المكلف بالدفاع، فقد تم طرح عدد من الفرضيات في هذا الصدد، ومن أهمها المتعلقة بجرائم الانترنت وجرائم التشويه وتجارة الأعضاء، والثراء السريع والشبكات الإجرامية، فضلاً عن استخدام الأطفال في أعمال الشعوذة.

واتسم الشارع الإيفوراي بطرح فرضيات مماثلة، مشيراً بالخصوص إلى اقتطاع الأعضاء لأغراض "السحر"، وتم الحديث عن أن الرؤوس المقطوعة والأعضاء التناسلية المبتورة من جثث الأطفال الخمسة التي عثر عليها تدعّم هذه الفرضية، وهي التي تذكرهم بحادثة مماثلة وقعت العام الماضي في السينغال، وتسببت في هلع أهالي العاصمة "داكار".