55 ألف سيدة حامل في قطاع غزة، يحملن آلاما مضاعفة، جراء تواصل القصف الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الثاني والعشرين على التوالي، في ظل انعدام الموارد واكتظاظ المستشفيات بالمصابين، فضلا عن صعوبة الحياة داخل المخيمات.
أحد مظاهر المعاناة ترويه الفلسطينية سلوى زين الدين (46 عاما)، إذ لم تجد مكانا لمبيت شقيقتها بعد أن وضعت جنينها في قسم الولادة بمستشفى الشفاء بمدينة غزة، جراء الاكتظاظ، حيث افترشت مئات العائلات ممرات قسم الولادة منذ أسابيع بفعل القصف الإسرائيلي.
5500 سيدة متوقع أن تضع جنينها خلال الأسابيع القادمة في ظروف صعبة للغاية
الوصول إلى المستشفى كان صعبا للغاية وسط القصف الإسرائيلي والدمار وندرة المواصلات، قائلة: "بصعوبة كبيرة استطعنا الوصول إلى مجمع الشفاء. لا يوجد مركبات والقصف الإسرائيلي متواصل"، موضحة: "لم نجد سريرا لمبيت شقيقتي".
وتقول الطبيبة فادية ملحيس، أخصائية الولادة القيصرية، لوكالة "الأناضول"، إن "55 ألف سيدة حامل في القطاع، منهن 5500 سيدة متوقع أن تضع جنينها خلال الأسابيع المقبلة في ظروف صعبة للغاية".
وتضيف ملحيس، أن "تلك الحالات معرضة للخطر بفعل القصف الإسرائيلي خلال التنقل للمستشفيات، كما أنها معرضة لمخاطر طبية بسبب العيش في المخيمات وأماكن النزوح دون توفر مواد التنظيف".
وتابعت: "لدينا مخاوف من إصابة السيدات بالالتهابات والنزيف"، مشيرة إلى نقص مواد التنظيف والتعقيم والعلاجات، مكررة: "قسم الولادة تحول إلى مكان لنزوج المئات من العائلات بفعل الحرب".
والثلاثاء الماضي، استطاع الأطباء في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، إنقاذ حياة جنين قتلت والدته في قصف إسرائيلي.
يقول الطبيب أسعد النواجحة من قسم الحضانات في المستشفى خلال تقديمه الرعاية الأولية للجنين: "نحن أمام قصة إنسانية مأساوية باتت تتكرر في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي"، مضيفا: "صباح اليوم (الثلاثاء الماضي) وصلت سيدة تدعى رنيم حجازي إلى مستشفى ناصر، وقد فارقت الحياة وهي حامل".
وأردف النواجحة: "على الفور تم استخراج الجنين من قبل الطاقم الطبي، ووجد أنه على قيد الحياة، استلمناه على الفور وتم إنعاشه وعمل اللازم، وهو الآن في الحضانة على الأوكسجين".
ويشن الاحتلال الإسرائيلي منذ 22 يوما قصفا متواصلا على قطاع غزة، في عملية أطلق عليها "السيوف الحديدية"، دمر خلالها أحياء بكاملها، وفرض خلالها حصارا خانقا على القطاع.
(الأناضول، العربي الجديد)