اجتماع في جنيف الثلاثاء لأجل اللاجئين

15 ديسمبر 2019
تزداد أعداد اللاجئين وتسوء أوضاعهم أكثر (محمد سعيد/ الأناضول)
+ الخط -
بدءاً من بعد غد الثلاثاء المقبل، تُعقد في جنيف قمة دولية تهدف إلى حشد دعم ملموس للاجئين في الوقت الذي يستمر فيه عدد المهجرين قسراً عن منازلهم في الارتفاع.

ومن المقرر أن يفتتح "المنتدى العالمي للاجئين" بعد عام تماماً على تبني الجمعية العامة للأمم المتحدة إطار عمل يهدف إلى وضع نهج أكثر ثباتاً وإنصافاً لتقديم المساعدات للاجئين والجهات التي تستضيفهم. وسيكون الاجتماع الأول من نوعه إذ يشارك فيه قادة دول ووزراء وكبار الشخصيات في عالم المال والأعمال إلى جانب العاملين في المجال الإنساني واللاجئين أنفسهم لطرح أفكار وتعهّدات تؤدي إلى تقديم مساعدات أكثر فعالية.

كذلك، من المقرر أن يلقي الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والمفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي خطابيهما في مستهل الاجتماع الذي يتوقع أن يشارك فيه نحو 3000 شخص. وستعقب ذلك كلمات لغيرهما من كبار الشخصيات. لكنّ الأنظار ستتركز على الأرجح على خطاب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي يعد بلده أكبر مستضيف للاجئين في العالم، إذ يقيم أكثر من ثلاثة ملايين لاجئ، معظمهم سوريون.




في هذا الإطار، قالت نائبة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، كيلي كليمنتس، في مقابلة أجرتها معها وكالة "فرانس برس": "وصلنا إلى نهاية عقد كان الأكثر اضطراباً لجهة مستويات اللجوء. نرى الحاجة إلى الدول والمنظمات الدولية والقطاع الخاص، للمساعدة في إيجاد السبل التي تمكّن المجتمع الدولي من المساعدة على الاستجابة بشكل أفضل".

بحلول نهاية العام 2018، هجّر نحو 71 مليون شخص قسراً من منازلهم هرباً من الحرب والعنف والاضطهاد، من بينهم قرابة 26 مليوناً عبروا الحدود كلاجئين. وتتوقع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بأن ترتفع هذه الأعداد مع صدور إحصائيات 2019. وقالت كليمنتس: "للأسف، لا يبدو الاتجاه إيجابياً" مشيرة إلى "غياب الحلول السياسية لدى الدول الأعضاء، في الأمم المتحدة، والتعقيدات وتشابك النزاعات اليوم والجمود في المحادثات السياسية". وأقرّت أنّ "النظرة المستقبلية ليست مشرقة" مشيرة إلى أنّ ذلك يعني أنّ حصول اللاجئين والجهات المستضيفة لهم على دعم واسع ومنسق من المجتمع الدولي بات حاجة تزداد إلحاحاً.

ونصّ "الاتفاق العالمي للاجئين" الذي جرى التوصل إليه في ديسمبر/ كانون الأول 2018 على قمة وزارية كلّ أربع سنوات لتقييم التقدّم الذي تم تحقيقه وتعزيزه.

من جهتها، أصرّت كليمنتس على أنّ منتدى يوم الثلاثاء، هو الأول من نوعه، سيتبنى نهجاً جديداً تماماً حيال هذه المسألة، بينما يتوقع أن يتم تقديم تعهّدات كثيرة بالقيام بخطوات ملموسة تهدف لمساعدة اللاجئين والجهات المستضيفة لهم في قطاعات التعليم والتوظيف والطاقة وغيرها.

وبالإضافة إلى التبرعات المالية، يتوقع أن تعلن بعض الدول عن تغييرات في سياساتها لتسهيل انخراط اللاجئين في سوق العمل بينما قد تعد الشركات بدعم تقني لها. وهكذا، يتوقع أن تعلن شركة كهرباء فرنسا أنّها ستزوّد بالكهرباء مخيماً في بنغلادش، حيث يقيم نحو مليون من اللاجئين الروهينغا الذين فرّوا من بورما.

وبينما أشارت كليمنتس إلى أنّ حضور الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في المؤتمر سيذكّر بأهمية تقديم الدعم ليس للاجئين فقط، بل كذلك للدول التي تستضيفهم، فمن المتوقع أن يجدد إردوغان مطالبته المجتمع الدولي بتقديم مزيد من الدعم.

وفي هذا الإطار، نقلت وكالة "رويترز" عن نائب وزير الخارجية التركي فاروق قايمجي، وهو الذي يتولى مسؤولية ملف الاتحاد الأوروبي في الخارجية، قوله إنّ على الاتحاد أن ينفق أكثر من ستة مليارات يورو (6.6 مليارات دولار) مخصصة بالفعل للإنفاق على المهاجرين السوريين في تركيا وأن يسرع بإرسال تلك الأموال. وتابع: "يتعين علينا أن نعمل معاً ما دامت الأزمة موجودة. الستة مليارات يورو لن تحل المشكلة عندما يجري إنفاقها كلها في النهاية".




ويخشى مراقبون من أن يكرر إردوغان تهديده بالسماح لملايين اللاجئين السوريين بالوصول إلى أوروبا في حال عدم تلقي أنقرة مزيداً من الدعم من الأسرة الدولية.

إعادة توطين
سيتطرق الاجتماع الخاص باللاجئين في جنيف، الثلاثاء، إلى الحاجة الملحة لإيجاد دول ثالثة لإعادة توطين اللاجئين ممن لديهم نقاط ضعف خاصة. وبينما تشير التقديرات الأممية إلى أنّه بحلول 2020 سيكون هناك 1.44 مليون لاجئ يحتاجون إلى إعادة التوطين كشكل من أشكال الحماية الدولية، فعدد المواقع المتاحة لذلك قليل.
المساهمون