إسراء سعيد: حلمي أن أتعلم الموسيقى

30 نوفمبر 2014
يبقى حلمها الموسيقيّ معلّقاً (انتصار الدنان)
+ الخط -

هي "سوسو" كما تحبّ أن يناديها المقربون. تبلغ من العمر 18 عاماً. بدأت للتو دراستها الجامعية في اختصاص العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية، فرع صيدا، جنوب لبنان.

تحمل أربع شهادات خبرة في التنمية البشرية. وتهوى كتابة الشعر والخواطر. هوايتها تحولت إلى احتراف، وباتت تؤلف كلمات الأغاني لفنانين وفرق موسيقية، بالعامية والفصحى.

ومع ذلك، فإنّ إسراء سعيد، ولدت بإعاقة بصرية جزئية، فهي تستطيع رؤية من حولها، لكن بضعف شديد.

وفي بلاد لا توفر الحقوق الأساسية للأشخاص المعوّقين، تقول الشابة عن نفسها: "وصلت إلى الجامعة بمجهودي الفردي، ولم أتلق أيّ دعم من أحد".

ورغم تحقيقها لهذا الحلم، فإنّ سوسو تملك حلماً أكبر، وهو تعلم الموسيقى والعمل في مجالها.
في الثالثة من عمرها التحقت بروضة غسان كنفاني، وفيها قسم خاص للأشخاص المعوقين. وهناك تعلمت الكتابة والقراءة بطريقة "برايل". وفي الوقت نفسه، كان والدها شديد الحرص على تعليمها الكتابة والقراءة العادية أيضاً.

من بعدها انتسبت إلى إحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان (الأونروا). هناك لم تتلق الدعم المطلوب كما في الروضة. فتحملت الكثير من التعب لإكمال دراستها، بالترافق مع صعوبة التنقل، والسخرية الدائمة منها. أما أكثر ما كان يؤثر فيها فهي المعاملة السيئة واللامبالاة من المدرسين تجاهها، خاصة في المواد العلمية التي تحتاج فيها إلى أداء الرسومات البيانية وفهمها، من أجل وصول الفكرة كاملة. وهو ما جعلها تتراجع في المواد العلمية، وصولاً إلى الرسوب فيها.

وبالإضافة إلى عدم توفير المؤسسة أيّ عدسة خاصة بالقراءة لها، كانت معظم آلات "البرايل" غير صالحة للاستخدام.

وبعد وصولها إلى الجامعة، طلبت من الأونروا، تأمين ماكينة تسجيل، من أجل تسجيل المحاضرات في الجامعة، لكنّ ذلك لم يتأمن أيضاً.

أما بالنسبة لمؤسسات الإغاثة، فتقول: "تأتي المؤسسات وتجري إحصاءاتها، فتسجل الأشخاص المعوقين، وتسجل احتياجاتهم، ولا تقدم شيئاً".

واليوم، يبقى حلم إسراء الموسيقي معلقاً. فحتى احتياجات الجامعة، وتكاليف سيارة الأجرة، التي تنقلها منها وإليها، لا تستطيع مع أهلها، تأمينها.
المساهمون