في يومه العالمي.. 5 أنواع من السرطان تفتك بالمصريين لهذه الأسباب

05 فبراير 2021
المواد الحافظة في المعلبات والحلويات تتسبّب في إصابة الأطفال بالسرطان (جوناثان رشاد/Getty)
+ الخط -

ترتفع أعداد المصابين بمرض السرطان في مصر، بأنواعه المختلفة، في كلّ عام، فيما يعاني المرضى نتيجة ارتفاع قوائم الانتظار أمام المستشفيات المعالجة، إمّا لتلقي العلاج أو من أجل جلسات الإشعاع. ويُعدّ معهد الأورام التابع لجامعة القاهرة، من أكثر المستشفيات المصرية المتخصّصة في علاج هذا المرض، لكن أطباؤه أطلقوا نداء استغاثة بسبب ارتفاع أعداد المرضى المتردّدين عليه، بعد أن وصل سنوياً إلى ما يقرب من 30 ألف مريض، في الوقت الذي يواجه فيه المستشفى انخفاضاً في الإمكانيات المادية.

خمسة أنواع للمرض 

وبالتزامن مع اليوم العالمي لمرضى السرطان، الذي يوافق في 4 فبراير/شباط من كلّ عام، هناك خمسة أنواع من مرض السرطان، هي الأكثر انتشاراً بين المصريين، هي "سرطان البروستات – الرئة - القولون والكبد" فضلاً على سرطان الثدي الذي يصيب السيدات، وزادت حدّة الأخير خلال السنوات الأخيرة. وترتفع حالات الوفاة الناتجة عن الإصابة بالسرطان بين المصريين كلّ عام، ووفقاً للجنة القومية للأورام بوزارة الصحة المصرية، فإنّ معدلات الإصابة بالسرطان داخل البلاد مرشّحة للزيادة 3 أضعاف بحلول 2050. وحدّدت اللجنة عدة عوامل للإصابة بالمرض، منها التدخين، والنظام الغذائي غير الصحي، وتعاطي الكحوليات، وانتشار التلوث من أبخرة عوادم السيارات، وصرف المصانع لمواد خطرة لها في الترع والمصارف.  

انتشار المبيدات   

من جهته، قال خبير السموم بجامعة عين شمس، محيي المصري، إنّ انتشار المبيدات  الزراعية خاصة الضارّ منها والمغشوشة، تُعدّ من أخطر الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان بخلاف الأمراض الأخرى، مثل "الفشل الكلوي"، ليس بين المزارعين فحسب ولكن أيضاً لدى من يتناول المنتجات الزراعية غير الصالحة للاستخدام الآدمي. وأكّد المصري أنّ مصر تُعتبر من أكثر دول العالم استهلاكاً للمبيدات الزراعية، وتُمثّل المبيدات مشكلة كبيرة، سواء على المستوى الاقتصادي أو الصحي فيها، وهناك أكثر من 500 نوع من المبيدات، بعضها محرّمة دولياً، تدخل البلاد. وأضوح أنّ هناك أسباب أخرى للإصابة بالمرض بالمحافظات المصرية، من بينها المواد الحافظة والألوان الصناعية، الموجودة في الكثير من المعلبات والحلويات، وهي ما تسبّب في إصابة الأطفال بالمرض، إضافة إلى الريّ بمياه الصرف الصحي وتناول اللحوم المصنّعة، وكلّها طرق تؤدي إلى مخاطر المرض. 

فاتورة العلاج 

وكشف، حسين خالد، عضو اللجنة القومية للأورام، بأنّه يصل عدد الإصابات بمرض السرطان في مصر إلى 113,1 حالة جديدة كلّ عام، لكلّ 100 ألف نسمة، بمعنى 1131 حالة سرطان جديدة كلّ عام لكلّ مليون مواطن مصري، متوقعاً زيادة نسبة الإصابة إلى 341 حالة جديدة لكلّ 100 ألف نسمة بحلول عام 2050، إذا لم تقم الدولة بمواجهة هذا الشبح القاتل خاصة لدى الفئات صغيرة السن. ولفت إلى أنّ فاتورة علاج الأورام تصل إلى ما يقرب من ٥ مليارات جنيه، محذراً من وجود العديد من الأطعمة الغذائية التي فيها كميات كبيرة من المواد الحافظة، واستخدامها المتكرّر على المدى الزمني البعيد أو المتوسط أو القصير، يتسبّب في أضرار صحية للإنسان، في ظلّ انتشار مصانع "بير السلم" التي تقوم بإضافة مكسبات اللون والطعم. 

غياب التشريعات 

وأضاف، محمد عز العرب، المستشار الدوائي للمركز المصري للحقّ في الدواء، أنّ غياب التشريعات الخاصة بسلامة الغذاء، التي تضرّ المواطنين وانتشار الأغذية الفاسدة، والأدوية المغشوشة والمهرّبة، كلّها أدّت إلى زيادة حدّة مرض السرطان وغيرها من الأمراض الخطيرة الأخرى بين المصريين. وشدّد على ضرورة الرقابة في السوق، والتأكّد من مطابقة المعايير الغذائية، موضحاً  أنّ مصر من أخطر الدول التي تعرف ارتفاعاً في معدلات مرضى الأورام بأنواعها المختلفة، وبالتالي ارتفاع نسبة الوفيات، وهو ما يستوجب تضافر كافة الجهات المعنية لمجابهة هذا الخطر، الذي يعتبر من أكبر التحديات الصحية والاقتصادية حالياً. 

الاعتماد على التبرعات 

لفت أحد أطباء الأورام الذي رمز لاسمه بـ أحمد . م،  إلى أنّ مرضى الأورام السرطانية داخل البلاد في تزايد مستمرّ خاصة في القرى والأرياف، محذراً من خطورة المرض القاتل الذي ينهش أجساد المصريين بطريقة يومية، خاصة الشباب والأطفال من الجنسين. وأكّد أنّ المستشفيات المصرية، وعلى رأسها "مستشفيات الأورام"، تعتمد اعتماداً كلياً على التبرّعات، التي قلّت بنسب كبيرة خلال الأشهر الماضية، في ظلّ وجود أزمة فيروس كورونا، وهو ما أثّر سلباً على علاج المرضى وإجراء العمليات الجراحية نظراً لتكلفتها العالية. الأمر الذي يؤدي في النهاية لتعرّض المرضى لمضاعفات تؤدي إلى الوفاة، مبيناً أنّ هناك تأخّرا شديدا في صدور قرار العلاج على نفقة الدولة، أكثر من شهر، للمرضى الفقراء، وهو ما يؤثّر كثيراً في تراجع نسبة التعافي.  

المساهمون