480 مصاباً بـ"نزلات معوية" بسبب تلوث المياه في أسوان المصرية

قال وزير الصحة المصري خالد عبد الغفار، اليوم الاثنين، إن حالات الإصابة بـ"النزلات المعوية" في محافظة أسوان جنوباً، التي احتجزت في المستشفيات الحكومية لتلقي العلاج منذ 12 سبتمبر/ أيلول الجاري، بلغت 480 حالة إجمالاً، لم يتبق منها في الوقت الحالي سوى 78 حالة في الأقسام الداخلية للمستشفيات.

وأضاف عبد الغفار، في مؤتمر صحافي أعقب جولته في بعض مستشفيات أسوان، أن 36 حالة بين المصابين لا تزال محتجزة في العناية المتوسطة والفائقة، وهم جميعاً من أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، مشيراً إلى رصد الوزارة إصابات المواطنين بنزلات معوية في أسوان بداية من يوم 16 سبتمبر، ومعاناة العشرات منهم أعراضَ القيء والمغص والإسهال والارتفاع في درجة الحرارة.

وتابع أن وزارة الصحة شكلت لجاناً من قطاعاتها المختلفة لإدارة الموقف، بالتعاون مع أجهزة محافظة أسوان، مدعياً أن الوزارة تحاول الكشف عن "اللغز" وراء إصابة مئات المواطنين بهذه النزلات، ولا سيما أن كل مرض له سبب وعرض، ويحتاج إلى فحوص ومتخصصين لمعرفة نوع المرض على وجه الدقة.

ورفض عبد الغفار الاعتراف بأن تلوث مياه الشرب وراء إصابات المواطنين، قائلاً إن هناك إجراءات تقنية ومعقدة للاطمئنان على سلامة مياه الشرب التي تصل إلى جميع المصريين، بداية من دخول مياه النيل إلى الأراضي المصرية حتى وصولها إلى شبكات التوزيع للمنازل، مضيفاً أن الالتهابات المعوية لها أسباب فيروسية أو بكتيرية، ولا تستطيع الوزارة أن تكشف عن سبب الإصابات بطريقة علمية من دون امتلاكها الأدلة والبراهين.

وأكمل أن فرق الوزارة نظمت زيارات لإجمالي 315 منزلاً في أسوان، ناظرت خلالها 2179 فرداً لتبيان ما إذا تناولوا طعاماً أو شراباً مشتركاً داخل البيوت، إلى جانب حصر المخالطين للحالات المرضية، وتشكيل فرق عمل للتقصي والمرور على محطات مياه الشرب في المحافظة، وتحليل عينات عشوائية منها. مستدركاً بقوله إن الإصابة بالنزلات المعوية في أسوان يقف وراءها "بكتيريا الإيكولاي"، وهي عدوى سببها مياه الشرب أو الطعام الملوث، وهو ما أظهرته نتائج تحاليل المصابين الصادرة عن المعامل المركزية للوزارة.

وزاد أن مجموعة من الميكروبات تنتقل إلى المصاب عن طريق المياه الملوثة بالبراز أو الطعام الملوث، وتسبب عدوى في الجهاز الهضمي والمسالك البولية، وفي بعض الأحيان مرضاً شديداً للمصابين بضعف المناعة، وتؤدي إلى تقلصات في المعدة وإسهال وقيء. موضحاً أن أعراض الإصابة تراوح ما بين يوم إلى خمسة أيام، ويمكن أن تنتقل العدوى بين الأشخاص، ولذلك يُنصح بغسل الأيدي والنظافة الشخصية باستمرار.

صحة

التحديثات الحية

توجيه مصري بتوفير المستلزمات الطبية والأدوية في مواجهة "وباء أسوان"

ونقلت مواقع محلية عن مصادر طبية في اللجنة المشكلة من الوزارة بشأن الأزمة، أن نقص الكلور في محطة معالجة المياه التابعة لوزارة الإسكان في قرية أبو الريش، شمالي أسوان، وراء تلوث مياه الشرب في منطقتي أبو الريش ودراو، وإصابة مئات من قاطنيها بنزلات معوية.

وتعتمد مصر على مياه نهر النيل بنسبة 97%، وتعاني عجزاً قدره 54 مليار متر مكعب سنوياً، إذ تبلغ احتياجاتها الفعلية من المياه نحو 114 مليار متر مكعب، في مقابل 60 مليار متر مكعب سنوياً من الموارد المتاحة.