أعلنت منظمة "عطاء" للإغاثة الإنسانية عن تخريج 330 طالباً وطالبة من المخيمات في منطقة أطمة بريف محافظة إدلب، شمال غرب سورية، من معهدها المهني.
وجاء في بيان للجمعية، اليوم الجمعة، أنّ الطلاب تسلموا شهادات التخرج من المعهد بعد عام من الدراسة، وأنّ الهدف هو تمكينهم وتدريبهم لدخول سوق العمل.
مسؤول المعهد المهني في المنظمة محمد الناصر، بيّن، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن المشروع بدأ منذ أكثر من سنتين ببناء هيكل المعهد من الصفر إلى ما وصل إليه الآن بدعم من جمعية الشيخ عبد الله النور الخيرية، وبالتعاون مع المنظمة الهولندية "سبارك"، وجمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية.
وأوضح المتحدث أنّ المعهد يطمح إلى تدريب وتأهيل كوادر للعمل في مهن يحتاجها السوق في الشمال السوري المحرر من جهة، ومن جهة ثانية تأمين فرص عمل للشباب الذين لم تتح لهم الظروف استكمال تعليمهم.
ووفقاً للناصر، يقع المعهد في شمال مدينة إدلب في بلدة أطمة، ويحتوي على قاعات نظرية وعملية مجهزة بأحدث التقنيات والمعدات التي يحتاجها الطلاب في التدريب، ويدرّس 11 مهنة، هي: "التمديدات الكهربائية، التمديدات الصحية، وصيانة الأدوات المنزلية الكهربائية، وصيانة الدراجات النارية، وصيانة الهواتف الذكية، وصيانة الحواسيب، وصيانة وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية، ولف محركات، والحلويات والمعجنات، والحلاقة الرجالية، إضافة للحلاقة النسائية.
الإقبال على المعهد كان أكثر من المتوقع، حسب الناصر، فخلال أسبوع واحد وصل عدد المسجلين لأكثر من 4 آلاف مستفيد، وتم التحقق من هذه الأسماء حسب المعايير الموضوعة للمشروع، وقال: "حاولنا استهداف الفئات المستضعفة من أرامل وأيتام وذوي احتياجات خاصة ومعيلين لأسرهم، وبعد هذا التحقق تم قبول 352 طالبا وطالبة في العام الأول للمعهد".
وتحدث المسؤول عن الصعوبات التي واجهت المعهد قائلا: "كأي مشروع لا بد من وجود عراقيل، خاصة في البداية، حيث واجهنا مشكلة في تأمين بعض المعدات للورش لعدم توفر هذه المواد في الشمال السوري، ما اضطرنا إلى تأخير انطلاقته ريثما استطعنا إحضارها من تركيا، بالإضافة إلى الظروف التي فرضتها جائحة كورونا، والتي تسببت في متابعة الدوام عن بعد لفترة قصيرة، قبل العودة حضوريا مع اتخاذ كافة التدابير الوقائية".
وتابع "سنفتتح دورة جديدة وستقوم جمعية (عطاء) بالإعلان عن ذلك عبر صفحتها على الفيسبوك".
ويعدّ مفهوم التأهيل المهني حديثاً على المجتمع السوري، فتعلم المهن كان يتم بشكل مباشر، إذ يتوجه الشخص الذي يود تعلم مهنة ما إلى رب عمل ويبدأ العمل لديه بشكل مباشر ويستغرق وقتا طويلا لتعلم أصولها.
محمد عيسى، وهو من بين المستفيدين من المعهد، أثنى على المشروع قائلا إنه استراتيجي، راجياً استمراره وتطوره.
بدوره، قال الشاب حكم المحمد (23 عاماً)، وهو مهجر من ريف حمص الشمالي، لـ"العربي الجديد": "هناك فكرة سائدة لدينا أن الشخص الذي لا يكمل الدراسة فاشل في المجتمع، لكن مع الأيام اكتشفت أنها فكرة خاطئة. تعلم مهنة أمر جيد ومفيد ويكسب مهارة ممتازة في الحياة. الكثير من أصدقائي وأقاربي ممن لجأوا إلى ألمانيا يعملون وفق شهادات تعليم مهني، دون أن ينظر إليهم أحد نظرة دونية".
وأضاف "عملت في عدة أعمال منذ وصولي للشمال السوري مهجرا من ريف حمص الشمالي عام 2018، سأتوجه لتعلم مهنة قد تكون أساس عملي للمستقبل".
وللتعليم المهني فوائد كثيرة، منها المدة المضبوطة لإتقان المتدرب المهنة، إضافة لخلق فرصة عمل تصبح مصدرا لكسب الرزق، فضلا عن تعدد مجالات وتخصصات العمل المهني التي تتيح للمتدرب الاختيار وفق ظروفه وما يجده مناسبا له.