287 أسيراً فلسطينياً في سجن "نفحة" يتلقون لقاح كورونا

21 يناير 2021
رفض سياسة الاحتلال بحق الأسرى (مصطفى حسونة/الأناضول)
+ الخط -

كشف "نادي الأسير الفلسطيني" مساء الأربعاء، أن 287 أسيرًا في سجن "نفحة" الإسرائيلي تلقوا اللقاح ضد عدوى فيروس كورونا.
وكانت إدارة سجون الاحتلال قد بدأت بإعطاء اللقاح للأسرى منذ ثلاثة أيام، بعد مطالبات عديدة جرت مؤخرًا من عدد من المؤسسات الحقوقية، والتي تصاعدت على وجه الخصوص، بعد التصريحات العنصرية التي أطلقها ما يُسمى بوزير الأمن الداخلي لدى حكومة الاحتلال، أمير أوحانا، وحرض من خلالها على حرمان الأسرى من اللقاح، وفق ما أفاد به "نادي الأسير" في بيان صحافي وصلت نسخة منه إلى "العربي الجديد".
وشدد "نادي الأسير" على المطلب الأساس في هذا الإطار، المتمثل بالمطالبة بوجود لجنة طبية محايدة تُشرف على إعطاء الأسرى اللقاح والإجراءات المتعلقة بذلك، خاصة في ظل استمرار تصاعد الإصابات بين صفوف الأسرى تحديدًا في سجن "ريمون"، الذي يقبع فيه أسرى كبار في السّن ومرضى، واستمرار إدارة سجون الاحتلال بعزل الأسرى في ظروف قاسية ومأساوية لا سيما المصابين.


وأوضح "نادي الأسير" أن عملية إعطاء اللقاح بدأت في أكثر من سجن منها "عسقلان، وجلبوع، وهداريم"، لافتًا إلى أن جملة من التخوفات ما تزال قائمة بين صفوف الأسرى حيّال قضية اللقاح، خاصة مع التجربة التاريخية الطويلة، المرتبطة بسياسات إدارة سجون الاحتلال بحقهم، ومنها سياسة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، واستخدام أجسادهم كحقل تجارب.
في الأثناء، أكد "نادي الأسير" في بيان منفصل، أن حصيلة الإصابات بين صفوف الأسرى بفيروس كورونا ليوم الأربعاء، ارتفعت في سجني "ريمون، والنقب" إلى 41 إصابة، بعد تسجيل 31 إصابة في "ريمون"، و10 إصابات في "النقب"، وبذلك تجاوز عدد الإصابات منذ بداية انتشار الوباء إلى أكثر من 290 إصابة.
وأوضح "نادي الأسير" أن الإصابات في سجن "ريمون" سُجلت في أقسام 4، 3،1، 2، 6 وفي النقب في قسم 10، مشيرًا إلى أن إدارة سجون الاحتلال نقلت جزءًا من الأسرى المصابين حديثًا إلى قسم عزل جديد في سجن "سهرونيم" القريب من سجن "النقب الصحراوي"، بعد أن كانت قد نقلت غالبية المصابين إلى قسم 8 في سجن "ريمون".


وأكد "نادي الأسير" أنه يتابع بقلق بالغ التطورات الخطيرة حول انتشار الوباء في أقسام الأسرى، خاصة في سجن "ريمون" الذي يشهد أوضاعًا كارثية، مع استمرار انتشار الوباء، منذ تاريخ 11 يناير/ كانون الثاني الجاري، حيث انتقلت عدوى الفيروس إلى خمسة أقسام من أصل سبعة أقسام يقبع فيها أكثر من 650 أسيرًا.
ولفت "نادي الأسير" إلى أن مماطلة إدارة سجون الاحتلال في أخذ العينات والإعلان عن نتائجها في سجن "ريمون"، ساهمت بشكلٍ أساس في انتقال العدوى إلى أقسام جديدة، علمًا أن أسرى كبار في السّن ومرضى يقبعون فيه، وغالبيتهم من الأحكام العالية.
وأكد "نادي الأسير" أنه لا توجد معلومات دقيقة حول الأوضاع الصحية للأسرى المصابين، حيث أن استمرار احتكار إدارة سجون الاحتلال الرواية حول الوباء، دون وجود طرف ثالث محايد، ضاعف المخاطر على حياة الأسرى.
وكان "نادي الأسير" قد استعرض جملة من الحقائق، رصدها على مدار الشهور الماضية، على صعيد واقع الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي مع انتشار الوباء منها: تحويل إدارة سجون الاحتلال الوباء لأداة قمع وتنكيل، والمماطلة في توفير الإجراءات الوقائية اللازمة في أقسام الأسرى كمواد التنظيف والتعقيم، واحتجاز العشرات من المعتقلين الجدد في مراكز توقيف لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية.
وأشار "النادي" في هذا السياق، إلى ما جرى في مركزي "حوارة، وعتصيون"، حيث عزلت المعتقلين لفترات تزيد على 20 يومًا في ظروف مأساوية وغير إنسانية تحت مسمى "الحجر الصحي"، واستمرت بممارسة سياسة الإهمال الطبي بحقهم، ووضعتهم في عزل مضاعف، ضمن إجراءاتها المرتبطة بالوباء؛ وحرمتهم من التواصل مع عائلاتهم بعد أن أوقفت زياراتهم لفترة، وكذلك منعهم من لقاء المحامين، والمماطلة كذلك في أخذ العينات والإعلان النتائج، الأمر الذي ساهم في انتشار الفيروس.
وواصلت إدارة سجون الاحتلال بعد استئناف زيارات الأسرى عرقلة التواصل بين الأسرى، وعائلاتهم ومحاميهم من جهة أخرى، متذرعة بالوباء.

ودعا "نادي الأسير" مجددًا منظمة الصحة العالمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر بالعمل جديًا وعاجلاً من أجل إطلاق سراح الأسرى المرضى، وكبار السّن على وجه الخصوص، والعمل على إرسال لجنة طبية دولية، تطلع على الأوضاع الصحية للأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، في ظل التطورات الكارثية، جرّاء استمرار انتشار الوباء، وتصاعد الإصابات.

المساهمون