في زمن كورونا، انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي فيديوهات وصور لطيور ميتة وأخرى تُنازع في أنحاء متعددة من الكرة الأرضية. هذه الفيديوهات أحدثت ذعراً وهلعاً بين الناس، خشية أن يكون فيروس كورونا منتشراً في السماء كما على الأرض، ويقتل الطيور كما يقتل الناس. بل إنّ بعض الخبراء قالوا إنّ أحد أسباب قتل هذه الطيور هو تأثير الترددات العالية لـ WIFI، خصوصاً تلك العائدة للجيل الخامس، حتى أصبحنا نرى أنفسنا أمام أعداء هم أشباح كالكورونا، يفتكون بالخلايا الحية البشرية، والترددات العالية التي تفتك بكريبتوكرومات الطيور وتفقدها تحسس الحزم الكهرومغناطيسية الأرضية وتجعلها تضل طريق هجرتها أو حتى طريق عودتها إلى عشها وفراخها في فصل الربيع.
فهل من علاقة بين النفوق بالجملة وفيروس كورونا، علماً أن بعض الفيديوهات تعود إلى تسع سنوات خلت. وبعد الاطلاع على الصور والفيديوهات، تبين أن آلاف الطيور سقطت ميتة من السماء في إيطاليا في يناير/كانون الثاني عام 2011، بحسب وكالة الأنباء الإيطالية GeaPress، وقد عثر على عدد لا يحصى من طيور الترغل ميتة على الأرض أو معلقة على أغصان الأشجار، وكأنّها طابات شجرة الميلاد في بلدة فاينزا مع بقع زرقاء غامضة على مناقيرها.
وأشارت وكالة الأنباء الإيطالية إلى أن البقع قد تكون ناتجة عن التسمم أو نقص الأوكسجين. إلا أن نتائج الاختبار حول سبب موتها لم تعرف بعد. وفي الشهر نفسه، عثر على آلاف الطيور النافقة في ولاية أركنساس، في الولايات المتحدة، ورجح أن الأمر ناتج عن الألعاب النارية المفاجئة في الليل، حين كانت الطيور نائمة في الأشجار، فأرعبتها المفرقعات المدوية، ما دفعها إلى الطيران هرباً في الليل فاصطدمت، بسبب نظرها الضعيف ليلاً، بما صادفها.
كما تمّ الإبلاغ عن نفوق آلاف الطيور الأخرى في ولايتي لويزيانا وكنتاكي في الولايات المتحدة والسويد. وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2019، شاهد جاشوا براون، الذي كان يزور جدته في المستشفى الجامعي في مدينة كوفني في إنكلترا، أعداداً من طيور الهزاز تقع من شجرة قريبة من المستشفى وصورها ميتة أو في طور المنازعة على الرصيف. وبعد عرض الفيديو على الإنترنت كثرت التحاليل والأقاويل، أهمها أن الطيور قد تناولت حشرات ميتة بسبب مبيدات، وثانيها أن الطيور اصطدمت بزجاج المستشفى.
لكن هناك من قال إن ما حصل هو من آثار وجود شبكة الجيل الخامس للهاتف المحمول. وفي يوليو/تموز عام 2019، تم إبلاغ شرطة بيرثشاير (اسكتلندا) بوجود أكثر من 100 طائر ميت من نوع الغربان على سطح مياه إحدى البحيرات. وفي ديسمبر/كانون الأول عام 2019، عثر على نحو 225 زرزوراً ميتاً على أحد طرقات شمالي الويلز في إنكلترا من دون أن يعرف السبب الذي أدى إلى نفوقها، وقد أعلنت امرأة أنها كانت تنظر إلى الطيور وهي تمرح في الهواء قبل ساعة من سقوطها ميتة.
وفي شهر إبريل/نيسان عام 2020، أعلن عن العثور على مائتي بطة في الدنمارك نافقة. علماً أنّها فحصت وتبين خلوها من إنفلونزا الطيور، ومئات طيور البلشون (مالك الحزين) النافقة في تركيا من دون أن يتوصل أحد إلى معرفة سبب نفوقها، وآلاف طيور السنونو في اليونان. وعزا البعض الأسباب إلى رياح عاتية قضت عليهم وهم في طريق هجرتهم نحو مواطن تفريخهم، إضافة إلى نفوق نحو 1000 زرزور في روما بسبب رياح العواصف التي أطاحت بالشجرة التي كانوا يجثمون على أغصانها.
اقــرأ أيضاً
وعلى الرغم من أن الحوادث في عام 2011 لا ترتبط بتلك في عامي 2019 و2020، إلا أنها كلها بقيت غامضة. وعلاوة على ذلك، فإن نفوق الطيور في عام 2011 سبق كورونا وشبكة الجيل الخامس للهواتف المنقولة. أما في عامي 2019 و2020، فلا يمكن ربط الحوادث بهذين السببين، علماً أن الحوادث في هاتين السنتين محدودة.
ولعلّ السبب الأكثر عقلانية هو اصطدام هذه الطيور بحواجز متنوعة، خصوصاً المباني المضاءة ليلاً والتي تجذب بضوئها الطيور من كل حدب وصوب. وعليه، فإننا لا نرى داعياً للهلع، وعلى الباحثين متابعة نتائج الفحوصات التي لم نعرف عنها شيئاً بعد.
(متخصص في علم الطيور البرية)
فهل من علاقة بين النفوق بالجملة وفيروس كورونا، علماً أن بعض الفيديوهات تعود إلى تسع سنوات خلت. وبعد الاطلاع على الصور والفيديوهات، تبين أن آلاف الطيور سقطت ميتة من السماء في إيطاليا في يناير/كانون الثاني عام 2011، بحسب وكالة الأنباء الإيطالية GeaPress، وقد عثر على عدد لا يحصى من طيور الترغل ميتة على الأرض أو معلقة على أغصان الأشجار، وكأنّها طابات شجرة الميلاد في بلدة فاينزا مع بقع زرقاء غامضة على مناقيرها.
وأشارت وكالة الأنباء الإيطالية إلى أن البقع قد تكون ناتجة عن التسمم أو نقص الأوكسجين. إلا أن نتائج الاختبار حول سبب موتها لم تعرف بعد. وفي الشهر نفسه، عثر على آلاف الطيور النافقة في ولاية أركنساس، في الولايات المتحدة، ورجح أن الأمر ناتج عن الألعاب النارية المفاجئة في الليل، حين كانت الطيور نائمة في الأشجار، فأرعبتها المفرقعات المدوية، ما دفعها إلى الطيران هرباً في الليل فاصطدمت، بسبب نظرها الضعيف ليلاً، بما صادفها.
كما تمّ الإبلاغ عن نفوق آلاف الطيور الأخرى في ولايتي لويزيانا وكنتاكي في الولايات المتحدة والسويد. وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 2019، شاهد جاشوا براون، الذي كان يزور جدته في المستشفى الجامعي في مدينة كوفني في إنكلترا، أعداداً من طيور الهزاز تقع من شجرة قريبة من المستشفى وصورها ميتة أو في طور المنازعة على الرصيف. وبعد عرض الفيديو على الإنترنت كثرت التحاليل والأقاويل، أهمها أن الطيور قد تناولت حشرات ميتة بسبب مبيدات، وثانيها أن الطيور اصطدمت بزجاج المستشفى.
لكن هناك من قال إن ما حصل هو من آثار وجود شبكة الجيل الخامس للهاتف المحمول. وفي يوليو/تموز عام 2019، تم إبلاغ شرطة بيرثشاير (اسكتلندا) بوجود أكثر من 100 طائر ميت من نوع الغربان على سطح مياه إحدى البحيرات. وفي ديسمبر/كانون الأول عام 2019، عثر على نحو 225 زرزوراً ميتاً على أحد طرقات شمالي الويلز في إنكلترا من دون أن يعرف السبب الذي أدى إلى نفوقها، وقد أعلنت امرأة أنها كانت تنظر إلى الطيور وهي تمرح في الهواء قبل ساعة من سقوطها ميتة.
وفي شهر إبريل/نيسان عام 2020، أعلن عن العثور على مائتي بطة في الدنمارك نافقة. علماً أنّها فحصت وتبين خلوها من إنفلونزا الطيور، ومئات طيور البلشون (مالك الحزين) النافقة في تركيا من دون أن يتوصل أحد إلى معرفة سبب نفوقها، وآلاف طيور السنونو في اليونان. وعزا البعض الأسباب إلى رياح عاتية قضت عليهم وهم في طريق هجرتهم نحو مواطن تفريخهم، إضافة إلى نفوق نحو 1000 زرزور في روما بسبب رياح العواصف التي أطاحت بالشجرة التي كانوا يجثمون على أغصانها.
وعلى الرغم من أن الحوادث في عام 2011 لا ترتبط بتلك في عامي 2019 و2020، إلا أنها كلها بقيت غامضة. وعلاوة على ذلك، فإن نفوق الطيور في عام 2011 سبق كورونا وشبكة الجيل الخامس للهواتف المنقولة. أما في عامي 2019 و2020، فلا يمكن ربط الحوادث بهذين السببين، علماً أن الحوادث في هاتين السنتين محدودة.
ولعلّ السبب الأكثر عقلانية هو اصطدام هذه الطيور بحواجز متنوعة، خصوصاً المباني المضاءة ليلاً والتي تجذب بضوئها الطيور من كل حدب وصوب. وعليه، فإننا لا نرى داعياً للهلع، وعلى الباحثين متابعة نتائج الفحوصات التي لم نعرف عنها شيئاً بعد.
(متخصص في علم الطيور البرية)