تفاؤل في إدلب مع افتتاح مستشفى جديد في ظل تذبذب الخدمات الطبية

06 مايو 2020
تفاؤل بافتتاح منشآت طبية جديدة (Getty)
+ الخط -
يعاني أهالي إدلب المحاصرون في مناطق شمال غرب سورية، من تذبذب الرعاية الصحية، وعدم توزع المنشآت الطبية، بما لا يؤمن للجميع فرصة الحصول على الخدمات الطبية المطلوبة بيُسر، فيما يكون افتتاح منشآت مختصة في إحدى المناطق الريفية، مسألة ذات أهمية كبيرة، كما هو الشأن بالنسبة إلى مشفى حارم.

وقال أبو محمد العبود من منطقة حارم لـ"العربي الجديد"، إنّ "افتتاح المشفى وفّر على الأهالي مشقة التوجه إلى مشافٍ بعيدة عن أماكن سكنهم، وهذا كان يُحمّل المريض أعباءً مادية كبيرة جراء غلاء أسعار النقل، إلى جانب الأدوية التي غالباً لم تعد تتوافر في المنشآت الطبية العامة، أما في الصيدليات الخاصة، فهي تباع بأسعار مرتفعة جداً".

وأضاف: "غالبية الناس في المنطقة ليست لديهم القدرة على تحمّل الأعباء المالية للعلاج في العيادات أو المشافي الخاصة، لذلك يبحثون عن مشفى عام، ومشفى حارم يوفر العديد من الخدمات الطبية، كالجراحة والتحاليل الطبية وغيرها".   

من جانبه، قال مسؤول المشافي في مديرية صحة إدلب الحرة، الدكتور يحيى نعمة، لـ"العربي الجديد": "سيكون لمشفى حارم تأثير مباشر في الخدمات الصحية المقدمة من خلال العيادات النوعية والعمليات الجراحية وقسم الأمراض الباطنية، لأنه الأول الذي يقدم الجراحات العظمية في المنطقة".

ولفت إلى أن "جميع أقسام المشفى من الجراحة العظمية والعامة والنسائية مع خدمات الصحة الإنجابية والتوليد، بالإضافة إلى قسم الأمراض الباطنية والإسعاف وأقسام الاستشفاء والصيدلية والمختبر والأشعة، تعمل على مدار الـ24 ساعة".

ويحتوي المشفى على 12 سرير استشفاء، فيما يستقبل يومياً نحو 100 مريض.

ويبدو واضحاً في إدلب غياب توزيع متوازن للمنشآت الطبية على أراضي المحافظة، وخاصة أن جزءاً منها توقف عن الخدمة، منها 31 مشفىً والعديد من النقاط الطبية، منذ شهر إبريل/نيسان من العام الماضي، حتى بدء الهدنة في إدلب جراء الاتفاق الروسي التركي في بداية شهر مارس/ آذار الماضي، جراء القصف والعمليات العسكرية التي شهدتها مناطق من ريفي إدلب وحلب، الأمر الذي سبّب نزوح أكثر من مليون مدني، غالبيتهم توجهوا إلى ريف إدلب الشمالي، ويعيشون في أوضاع إنسانية بغاية السوء، بحسب تقارير الدفاع المدني.

وأجبر خروج عشرات المشافي من الخدمة العديد من الأهالي القاطنين في الريف إلى التوجه للمدينة لتلقي العلاج، فيما تفيد مديرية الصحة، بحسب تقارير إعلامية، بأن هناك عملاً دؤوباً لإعادة توازن تقديم الخدمات الطبية بين المناطق، إلا أنّ هناك معوقات كثيرة، أهمها تراجع حجم الدعم المادي، وعدم توافر البنى التحتية المناسبة في كثير من المناطق.

من جانبه، قال مسؤول الرعاية الصحية الأولية في مديرية صحة إدلب الحرة، الدكتور أنس دغيم، إنه "يوجد 6 مراكز رعاية صحية أولية في مدينة إدلب تقدم خدمات طب الأطفال والداخلية والطب العام والنسائية والصحة المجتمعية وطب الأسنان والمخبر وخدمات الدعم النفسي، بالإضافة إلى الأدوية، لكن يوجد نقص نوعاً ما في أدوية الرعاية الأولية"، وأضاف: "يوجد أيضاً مشفيان لأمراض النساء وخدمات الولادة الطبيعية والقيصرية، بالإضافة إلى الجراحات النسائية عموماً".

وتابع: "كذلك يوجد لدينا أيضاً مشفى ابن سينا، المتخصص بطب الأطفال، عناية مشددة وحواضن وعيادات وإقامة، والمشفى الوطني المتخصص بالأمراض الداخلية، ولدينا مشفيان جراحيان يقدمان خدمات معظم الجراحات العامة والعظمية والتخصصية، ومركزان لغسل الكلى، ومركز تصوير رنين مغناطيسي، ومركز أشعة يقدم خدمات التصوير الشعاعي البسيط والطبقي المحوري والبانوراما والإيكو، ومخبر وبائي ومركز تلاسيميا وبنك دم، إضافة إلى 3 مراكز معالجة فيزيائية".

وأعتبر أنه "بشكل عام، الخدمات الطبية جيدة في إدلب، إلا أنّ لدينا نقصاً في الأدوية والمستهلكات للمشافي، بالإضافة إلى انعدام بعض الخدمات الطبية النوعية، مثل مركز القسطرة القلبية وجراحة القلب".

يشار إلى أن محافظة إدلب تحتوي حالياً على 149 منشأة طبية، منها 46 مشفى، إضافة إلى نحو 70 عيادة متنقلة، تقدم نحو 500 ألف خدمة طبية مجانية شهرية للأهالي في المحافظة، بحسب تصريحات مديرية الصحة.

يذكر أن "الحكومة السورية المؤقتة" المعارضة، بيّنت في بيان لها صدر في وقت سابق، أن مناطق سيطرة المعارضة في الشمال الغربي من سورية، والموزعة على إدلب وأرياف حلب وحماة اللاذقية، يوجد فيها نحو 65 مشفىً، فيما تحتاج إلى 83 مشفىً لتغطية احتياجات أكثر من أربعة ملايين شخص يسكنون في المنطقة، وبينت وجود نحو 600 طبيب، ما يجعل لكل 10 آلاف شخص 1.4 طبيب، وكل ألف و363 شخصاً لديهم سرير واحد في المشافي، ولكل 20 ألفاً و788 شخصاً سرير واحد في مراكز العناية المركزة.

المساهمون