دراسة أميركية: "عاصفة سيتوكين" تصيب الأطفال المصابين بفيروس كورونا

30 مايو 2020
أصابت عاصفة سيتوكين نحو 300 طفل(نوام غلاي/Getty)
+ الخط -
كشفت دراسة صادرة عن المجلة الأميركية لطب الطوارئ، أنّ بعض الأطفال في الولايات المتحدة، أصيبوا بمتلازمة الالتهابات المتعدّدة، وهي نوع من الالتهابات المرتبطة إلى حد ما بفيروس كورونا. وجاءت نتائج الدراسة التي نشرتها صحيفة "واشنطن بوست"، بعد الإبلاغ عن 4 أطفال، عانوا خلال شهر إبريل/ نيسان ومايو/ أيار من التهابات حادة، أثّرت في ضغط الدم لديهم.

وبحسب الدراسة، شهد مستشفى Mount Sinai Kravis المتخصّص للأطفال في نيويورك، ظاهرة لأربعة أطفال يعانون من ارتفاع كبير في درجات الحرارة، وطفح جلدي، وبقع دم على أجسادهم، وقد تزامنت هذه الحالات مع ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا.
وكان الأطفال يعانون من الأعراض نفسها، بالرغم من تراوح أعمارهم ما بين 5 و13 عاماً. ووفق الأطباء، فقد أصيب الأطفال بمتلازمة غامضة مرتبطة بكوفيد-19، تسمى متلازمة الالتهابات المتعددة لدى الأطفال. ويُعتقد أنّ هذه المتلازمة، أثّرت بما يقرب من 300 طفل أميركي. ووفق الدراسة، فإنّ هذه المتلازمة لها بعض الخصائص المشتركة مع مرض كاواساكي، وهو مرض نادر يصيب الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 5 سنوات، ومسبباته غير معروفة، حتى الآن.
ويقول معدّو الورقة البحثية: "يحدث هذا المستوى من الالتهاب بسبب ظاهرة تسمى "عاصفة سيتوكين"، التي يُظهر فيها الجهاز المناعي استجابة كبيرة جداً ضدّ الفيروس، وبدلاً من مهاجمة الفيروس فقط، يصيب الخلايا السليمة أيضاً، ما يحفّز الالتهاب".

ما هي عاصفة سيتوكين؟

أظهرت الدراسة أنّ الأطفال الذين أدخلوا إلى قسم الطوارئ، كانوا يعانون من ارتفاع كبير في درجات الحرارة، واشتكى عدد منهم من أعراض مختلفة، لكن اختبارات الدم والتصوير ومراقبة القلب، أظهرت أنهم جميعاً يعانون من تفاعلات التهابية مبالغ فيها، واشتبه الأطباء في أن تكون هذه المضاعفات نتيجة "عاصفة سيتوكين"، التي يسبّبها فيروس كورونا.
وفق مجلة New scientist، فإنّ "عاصفة سيتوكين"، عبارة عن تفاعل الجهاز المناعي للجسم بشكل مفرط. ويعتبر "السيتوكين"، نوعاً من أنواع البروتينات الصغيرة، تطلقها العديد من الخلايا المختلفة في الجسم، بما في ذلك خلايا الجهاز المناعي لتنسيق استجابة الجسم ضد العدوى وتسبّب الالتهاب.
يقول كريستوفر ستروثر، مدير طب الطوارئ في المستشفى: "إنّ الأعراض التي يعاني منها الأطفال، تشبه إلى حد كبير متلازمة "عاصفة سيتوكين"، التي نراها لدى بعض البالغين الذين يعانون من أعراض كوفيد-19 الشديدة. وقال: "عندما يصيب كورونا البالغين، فإنّ بعضهم يعاني من مرض رئوي رهيب، ويبدو أنّ الأطفال يعانون من هذه الظاهرة". وقد عولج الأطفال باستخدام أدوية تساعد في تثبيت "ردّ الفعل الالتهابي".


حالات متشابهة

وصل مالكولم إدغار (13 عاماً) إلى المستشفى في 25 إبريل/ نيسان، وهو يعاني من حمى شديدة، وطفح جلدي أصاب كل أنحاء جسده، حتى لسانه. وبحسب التقرير، أجرى له الأطباء في المستشفى مجموعة من الاختبارات، وبدت حيويته الأولية جيدة، باستثناء ارتفاع معدّل ضربات القلب قليلاً. ولاحظ الأطباء أنّ هذه الأعراض التي أصابت إدغار، لم تكن قد أثّرت بقدرته على المشي أو تناول الطعام. لكن خلال الأيام القليلة التالية، ازداد وضعه سوءاً. وأظهرت نتائج الدراسات، أنّه مصاب بالالتهاب الرئوي، ثم بات غير قادر على التنفس، كذلك فإنّه أصيب بتضخّم في القلب، وعند إجراء فحص فيروس كورونا له، تبيّن أنّه مصاب بالفيروس.
وذكر والده، شون إدغار "أنه وزوجته كانا يعانيان من أعراض تشبه أعراض الإنفلونزا في الشهر الماضي"، كذلك فإنّهما فقدا حاسة التذوّق والشمّ، لكنهما لم يفكرا كثيراً في الأمر، ويبدو أنّ ابنهم قد أصيب بعد ذلك، على الرغم من أنه لم تظهر عليه أي أعراض للمرض.
أمّا المريض الثاني، وهو يبلغ من العمر 10 سنوات، فقد أصيب بالحمى والإسهال والسعال والطفح الجلدي. فيما برزت بقع داكنة على ظهره، وفي العناية المركزة، عولج بدواء لضغط الدم، مع دواء لتقوية المناعة، يوصف عادة للمرضى الذين يعانون من مرض كاواساكي.
كذلك كان الأمر بالنسبة إلى المريض الثالث والرابع، حيث أصيبا بالحمى، وارتفاع في دقات القلب، وانخفاض في ضغط الدم. ووفق الطبيب ستروثر، تشير هذه الحالات إلى أنّ الأطفال كانوا يعانون من أعراض خطيرة لا تشبه أعراض فيروس كورونا، إلا أنه بعد إجراء الفحوص، تبيّن أنّهم مصابون بكوفيد-19، الذي سبّب أيضاً مشاكل في جهازهم المناعي.