تستدعي ظروف أزمة كورونا تضافر جهود كلّ فئات المجتمع لمواجهة الفيروس الجديد الذي يهدّد صحة الناس حول العالم. وفي هذا الإطار، يتطوّع أفراد في نطاقات مختلفة في الكويت لتقديم دعم لمن حولهم بهدف التخفيف عنهم بطريقة أو بأخرى
تواجه الكويت أوقاتاً عصيبة في حربها على فيروس كورونا الجديد، لا سيّما بعد قرارها إعادة أكثر من خمسين ألف مواطن في الخارج، وهو ما يوصف بأنّه أكبر عملية إجلاء في تاريخ البلاد لجهة عدد الأشخاص واتّساع الرقعة الجغرافية. يُضاف إلى ذلك انتشار العدوى بين العمالة الوافدة التي كانت تعاني ظروفاً صعبة، بسبب اكتظاظ مساكنها وافتقادها الخدمات الأساسية.
وبهدف تخفيف الضغط عليها، قرّرت الحكومة الكويتية فتح باب التبرّعات الشعبية لإطعام العمّال الوافدين الذين باتوا عالقين في البلاد بسبب افتقارهم إلى مصادر دخلهم بفعل توقّف الأعمال التجارية، وكذلك فتح باب التطوّع أمام المواطنين الكويتيين الراغبين في مساعدة الأجهزة الطبية والأمنية لمواجهة تداعيات فيروس كورونا. وفي هذا الإطار، أفادت إدارة الدفاع المدني في الكويت بأنّ أكثر من 25 ألف متطوّع عمدوا إلى تسجيل أسمائهم فور إعلان الحكومة فتح باب التطوّع، وقد تلقّوا تدريباً وتمّ فرزهم بحسب قدراتهم المهنية والبدنية على عدد من النقاط، منها المستشفيات والجمعيات التعاونية والمراكز الحدودية ومطار الكويت الدولي الذي يشهد رحلات يومية من ضمن الجسر الجوي الذي أقامته الحكومة الكويتية لإعادة الكويتيين العالقين في الخارج. وقد قسمت إدارة الدفاع المدني المتطوّعين الرسميين إلى قسمَين، أساسي واحتياطي، على أن يجري التبديل بينهما لضمان حصول الجميع على وقت راحة وعدم التسبّب في إرهاقهم.
اقــرأ أيضاً
أسامة وليد تلميذ في الثانوية العامة، يقول لـ"العربي الجديد": "تطوّعت في الدفاع المدني رغبة منّي في خدمة الناس وإشغال وقتي، خصوصاً أنّ البديل عن التطوّع هو ملازمة البيت بعد تعطيل المدارس والجامعات وحظر التجوّل الجزئي الذي فرضته الحكومة لما بعد شهر رمضان". يضيف: "فُرزت للعمل في جمعية الفروانية التعاونية، وتولّيت مهمة خدمة الزبائن وتعقيم السلع بدلاً من العمال الاعتياديين الذين قرّرت الجمعيات التعاونية منح الجزء الأكبر منهم إجازة مدفوعة الأجر. كذلك تولّيت مهمة التأكد من اتباع الزبائن تعليمات الصحة والسلامة المفروضة من قبل وزارة الصحة".
من جهته، تطوّع عبد الملك الدوسري وهو طالب جامعي في مستشفى الفروانية، وقد فُرز من الدفاع المدني إلى وزارة الصحة. يقول لـ"العربي الجديد": "وظيفتي هي توصيل أدوية الضغط والسكري إلى الأشخاص الذين يحتاجونها بشكل دوري ولا يستطيعون خرق ساعات حظر التجوّل الجزئي أو الحضور إلى المستشفيات صباحاً. وهؤلاء يكونون غالباً من كبار السنّ أو من الوافدين الذين لا يملكون سيارات تؤمّن تنقلاتهم". يضيف عبد الملك أنّ "التجربة مرضية لي على الصعيد الشخصي، عندما أرى السعادة على وجوه المصابين بهذه الأمراض المزمنة والخطيرة، وأسمع كلمات الشكر التي تصدر عنهم لقاء قيامي بهذه المهمّة، إذ بالنسبة إليهم نحن نعرّض أنفسنا للخطر من أجلهم. حينها أحسّ بأنّني قمت بواجبي تجاه وطني على أكمل وجه".
بدوره، تطوّع حسين الشمري وهو طالب جامعي كذلك، في مستشفى جابر حيث أودع المصابون بفيروس كورونا بمعظمهم. يخبر "العربي الجديد": "أساعد رجال الأمن والممرّضين والطواقم الطبية في نقل الغذاء والحاجيات الأساسية إليهم. هي مهمة إنسانية أن تعرّض نفسك للخطر وتتطوّع لمساعدة الأطباء ورجال الأمن من أجل إنقاذ بلدك من الفيروس الذي سيخلّف إصابات كثيرة في حال انتشر وقد يهلك كذلك مواطنين ووافدين".
ولا يقتصر التطوّع على طلاب الجامعات والمدارس والشباب، على الرغم من أنّ المتطوّعين بأغلبيتهم الساحقة من فئة الشباب. محمد صيوان على سبيل المثال، وهو شرطي متقاعد، تطوّع للعمل مع الأجهزة الأمنية في منطقة جليب الشيوخ، وهي واحدة من منطقتَين فرضت السلطات الكويتية فيهما حظراً شاملاً بسبب تفشّي فيروس كورونا فيهما. يقول لـ"العربي الجديد": "نقوم بكلّ المهمات هنا، فنمدّ العمال العالقين الذين يتخطّى عددهم 300 ألف في المنطقة بالغذاء، ونعقّم الجمعيات التعاونية في داخل المنطقة، ونتأكد من تطبيق العمّال تعليمات وزارة الصحة". يضيف صيوان أنّ "المتطوّعين جنود مجهولون تركوا بيوتهم من أجل خدمة الناس المحتاجين في مثل هذه المناطق والذين هم غالباً من العمال الوافدين الفقراء الذين لا يستطيعون العودة إلى بلدانهم. وفي ذلك رسالة يوجّهها الكويتيون إلى العالم بأكمله، وهي أنّ العنصرية التي تستهدف الوافدين في وسائل الإعلام لا تمثّل الكويت إنّما أصحابها فقط".
كذلك فضّل متطوّعون آخرون العمل مع جمعيات خيرية ومنظمات مدنية وعدم الالتزام مع الدفاع المدني التابع للحكومة. فيقول أحمد الفرحان لـ"العربي الجديد": "تطوّعت مع جمعية العون المباشر لملء السلال الغذائية التي توزّع على الأسر الفقيرة، فيما تطوّع آخرون لتلقي اتصالات طلبات المساعدة أو لتوزيع السلال على بيوت المعوزين". يضيف أنّ "المهم هو تقديم الجهد ولو كان بسيطاً، سواء تطوعّنا بشكل رسمي أو غير ذلك".
اقــرأ أيضاً
وفي هذا السياق، تشارك منيرة السالم وهي طالبة جامعية في إعداد السلال الغذائية لدى أحد الجمعيات الخيرية. وتقول لـ "العربي الجديد": "نحن نقوم بذلك مجاناً ومن دون مقابل، بل إنّ كثيرين من المتطوّعين ينفقون من مالهم الخاص لمساعدة المحتاجين والفقراء أو لشراء وجبات غداء وعشاء لرجال الأمن والأطباء والطواقم الطبية".
وبهدف تخفيف الضغط عليها، قرّرت الحكومة الكويتية فتح باب التبرّعات الشعبية لإطعام العمّال الوافدين الذين باتوا عالقين في البلاد بسبب افتقارهم إلى مصادر دخلهم بفعل توقّف الأعمال التجارية، وكذلك فتح باب التطوّع أمام المواطنين الكويتيين الراغبين في مساعدة الأجهزة الطبية والأمنية لمواجهة تداعيات فيروس كورونا. وفي هذا الإطار، أفادت إدارة الدفاع المدني في الكويت بأنّ أكثر من 25 ألف متطوّع عمدوا إلى تسجيل أسمائهم فور إعلان الحكومة فتح باب التطوّع، وقد تلقّوا تدريباً وتمّ فرزهم بحسب قدراتهم المهنية والبدنية على عدد من النقاط، منها المستشفيات والجمعيات التعاونية والمراكز الحدودية ومطار الكويت الدولي الذي يشهد رحلات يومية من ضمن الجسر الجوي الذي أقامته الحكومة الكويتية لإعادة الكويتيين العالقين في الخارج. وقد قسمت إدارة الدفاع المدني المتطوّعين الرسميين إلى قسمَين، أساسي واحتياطي، على أن يجري التبديل بينهما لضمان حصول الجميع على وقت راحة وعدم التسبّب في إرهاقهم.
أسامة وليد تلميذ في الثانوية العامة، يقول لـ"العربي الجديد": "تطوّعت في الدفاع المدني رغبة منّي في خدمة الناس وإشغال وقتي، خصوصاً أنّ البديل عن التطوّع هو ملازمة البيت بعد تعطيل المدارس والجامعات وحظر التجوّل الجزئي الذي فرضته الحكومة لما بعد شهر رمضان". يضيف: "فُرزت للعمل في جمعية الفروانية التعاونية، وتولّيت مهمة خدمة الزبائن وتعقيم السلع بدلاً من العمال الاعتياديين الذين قرّرت الجمعيات التعاونية منح الجزء الأكبر منهم إجازة مدفوعة الأجر. كذلك تولّيت مهمة التأكد من اتباع الزبائن تعليمات الصحة والسلامة المفروضة من قبل وزارة الصحة".
من جهته، تطوّع عبد الملك الدوسري وهو طالب جامعي في مستشفى الفروانية، وقد فُرز من الدفاع المدني إلى وزارة الصحة. يقول لـ"العربي الجديد": "وظيفتي هي توصيل أدوية الضغط والسكري إلى الأشخاص الذين يحتاجونها بشكل دوري ولا يستطيعون خرق ساعات حظر التجوّل الجزئي أو الحضور إلى المستشفيات صباحاً. وهؤلاء يكونون غالباً من كبار السنّ أو من الوافدين الذين لا يملكون سيارات تؤمّن تنقلاتهم". يضيف عبد الملك أنّ "التجربة مرضية لي على الصعيد الشخصي، عندما أرى السعادة على وجوه المصابين بهذه الأمراض المزمنة والخطيرة، وأسمع كلمات الشكر التي تصدر عنهم لقاء قيامي بهذه المهمّة، إذ بالنسبة إليهم نحن نعرّض أنفسنا للخطر من أجلهم. حينها أحسّ بأنّني قمت بواجبي تجاه وطني على أكمل وجه".
بدوره، تطوّع حسين الشمري وهو طالب جامعي كذلك، في مستشفى جابر حيث أودع المصابون بفيروس كورونا بمعظمهم. يخبر "العربي الجديد": "أساعد رجال الأمن والممرّضين والطواقم الطبية في نقل الغذاء والحاجيات الأساسية إليهم. هي مهمة إنسانية أن تعرّض نفسك للخطر وتتطوّع لمساعدة الأطباء ورجال الأمن من أجل إنقاذ بلدك من الفيروس الذي سيخلّف إصابات كثيرة في حال انتشر وقد يهلك كذلك مواطنين ووافدين".
ولا يقتصر التطوّع على طلاب الجامعات والمدارس والشباب، على الرغم من أنّ المتطوّعين بأغلبيتهم الساحقة من فئة الشباب. محمد صيوان على سبيل المثال، وهو شرطي متقاعد، تطوّع للعمل مع الأجهزة الأمنية في منطقة جليب الشيوخ، وهي واحدة من منطقتَين فرضت السلطات الكويتية فيهما حظراً شاملاً بسبب تفشّي فيروس كورونا فيهما. يقول لـ"العربي الجديد": "نقوم بكلّ المهمات هنا، فنمدّ العمال العالقين الذين يتخطّى عددهم 300 ألف في المنطقة بالغذاء، ونعقّم الجمعيات التعاونية في داخل المنطقة، ونتأكد من تطبيق العمّال تعليمات وزارة الصحة". يضيف صيوان أنّ "المتطوّعين جنود مجهولون تركوا بيوتهم من أجل خدمة الناس المحتاجين في مثل هذه المناطق والذين هم غالباً من العمال الوافدين الفقراء الذين لا يستطيعون العودة إلى بلدانهم. وفي ذلك رسالة يوجّهها الكويتيون إلى العالم بأكمله، وهي أنّ العنصرية التي تستهدف الوافدين في وسائل الإعلام لا تمثّل الكويت إنّما أصحابها فقط".
كذلك فضّل متطوّعون آخرون العمل مع جمعيات خيرية ومنظمات مدنية وعدم الالتزام مع الدفاع المدني التابع للحكومة. فيقول أحمد الفرحان لـ"العربي الجديد": "تطوّعت مع جمعية العون المباشر لملء السلال الغذائية التي توزّع على الأسر الفقيرة، فيما تطوّع آخرون لتلقي اتصالات طلبات المساعدة أو لتوزيع السلال على بيوت المعوزين". يضيف أنّ "المهم هو تقديم الجهد ولو كان بسيطاً، سواء تطوعّنا بشكل رسمي أو غير ذلك".
وفي هذا السياق، تشارك منيرة السالم وهي طالبة جامعية في إعداد السلال الغذائية لدى أحد الجمعيات الخيرية. وتقول لـ "العربي الجديد": "نحن نقوم بذلك مجاناً ومن دون مقابل، بل إنّ كثيرين من المتطوّعين ينفقون من مالهم الخاص لمساعدة المحتاجين والفقراء أو لشراء وجبات غداء وعشاء لرجال الأمن والأطباء والطواقم الطبية".