النازحة أمّ خالد، من ريف معرة النعمان، تستذكر، من خلال حديثها لـ"العربي الجديد"، أيام القصف، ومأساة عائلات فقدت عددا من أفرادها والأطفال الذين تحولوا إلى يتامى.
ومازالت مشاهد النزوح حاضرة بثقلها في ذاكرتها، متحدثة عن لحظات خروجها مع أطفالها بما عليهم من ثياب بمساعدة أحد أقاربها عبر دراجة نارية، هائمين على وجوههم باتجاه ريف إدلب الشمالي، بلا عنوان محدد، في حين كان الوضع مأساويا في المخيمات، فهناك نقص في عدد الخيام، والطين يغمر المكان، "لقد مرت علينا أوقات صعبة جدا، قبل أن نستطيع الوصول إلى عائلة عمي، التي نعيش معهم حاليا في بنش".
وتشعر أم خالد بضغوط كبيرة هذه الأيام جراء تحمّلها مسؤولية أطفالها، في وقت تعاني فيه من تدهور وضعهم الاقتصادي، وعدم توفر أغطية كافية، الأمر الذي يجعلها تعيش في قلق يومي، سواء من عدم قدرتها على تأمين احتياجات أطفالها أو العودة إلى المخيم، متمنية أن يكون هناك دعم للأطفال، خاصة في المجال الطبي، إضافة إلى العودة إلى منزلها.
ولا يكاد الوضع يختلف مع نازحة أخرى، نزحت بدورها مع أطفالها السبعة من ريف معرة النعمان الشرقي بريف إدلب، لتلجأ إلى منزل غير جاهز، أرضيته ماتزال من التراب، قضوا ليلتهم فيه "لكن القصف تبعنا، لنصل إلى بلدة بنش، وإلى بناء غير جاهز أيضا، ونقيم هناك مع ثلاث عائلات".
وأضافت "نعاني من الغلاء وعدم وجود فرص عمل، حتى في بعض الأحيان يعجز النازح عن تأمين ربطة الخبز"، "متمنية أن تعود إلى منازلها وإن كان مدمرا"، معربة عن إحساسها بـ"الخذلان، من جميع الدول، إضافة إلى الدول والشعوب العربية الصامتة".
من جانبه، يتمنّى معد نبهان، النازح من ريف معرة النعمان، في حديث مع "العربي الجديد"، والمقيم اليوم في أحد المخيمات القريبة من بنش، أن يعود إلى بلدته في أقرب وقت ممكن، معتبرا أن "النظام يعتمد سياسة التهجير، ولا يرغب في أن يعود المهجرون إلى مناطقهم، معتبرا أن الهدنة هشة".
يشار إلى أن هناك أكثر من مليون نازح، في آخر حملة نزوح تمت من أرياف إدلب وحلب، يعيش أغلبهم في مخيمات عشوائية، لا تتوفر فيها أبسط مقومات الحياة، في وقت تغيب فيه المنظمات الإنسانية، ما يزيد من المعاناة اليومية لهؤلاء النازحين الذين تقطعت بهم السبل.