ووفق خبراء الصحة، فقد تبيّن أنّ مريضا يبلغ من العمر 20 عاماً، في سان دييغو، وشخصا آخر يبلغ من العمر 25 عاماً، في المركز الطبي اليهودي الأميركي، يعانيان من أعراض شبيهة بمرض كاواساكي، وهو ما أثار دهشة الأطباء، لأنّ المرض مرتبط بالأطفال.
تقول جنيفر ليتر، طبيبة الأمراض المعدية لدى الأطفال في "جامعة نيويورك": "لاحظنا في الفترة الأخيرة إصابة عدد من الأطفال الصغار بأعراض تشبه إلى حدّ كبير أعراض مرض كاواساكي التقليدي، والذي تتمثّل أعراضه بالتهاب في الأوعية الدموية، إلاّ أنّ هذه الأعراض بدأت تظهر أيضاً على المراهقين والشباب، الذين لديهم استجابة (ساحقة) أكثر لهذا المرض".
من جهتها، تشعر الطبيبة جين بيرنز، التي تدير "مركز أبحاث أمراض كاواساكي" في جامعة كاليفورنيا، بالقلق من أنّ الحالة قد تكون غير مشخّصة عند البالغين، ما يعني إمكانية إصابة عدد كبير من الشباب، من دون معرفة خبراء الصحة بهذا المرض. وقالت: "إنّ التحدي هو أنّ العديد من الأطباء الذين يعالجون البالغين، لم يروا مرض كاواساكي لدى البالغين من قبل، لأنه مرض مرتبط بالأطفال".
وتختلف أعراض المرض الجديد عمّا شاهده الأطباء في الأطفال المصابين بـ"كوفيد-19" في غرف الطوارئ، خلال الموجة الأولى من المرض في مارس/آذار ونيسان/إبريل الماضيين. ففي ذلك الوقت، كان العديد من الأطفال المرضى يعانون من عدوى فيروسات تاجية نشطة وصعوبة في التنفس. ووفق خبراء الصحة، فإنّ عددا كبيرا من الأطفال والمراهقين الذين يدخلون، اليوم، إلى المستشفيات، يعانون من الحكّة الفجائية، وألم في البطن و/ أو غثيان وقيء، ما ينذر بأن تكون هذه العلامات دليلا على وجود مشاكل أكثر خطورة.
ارتفاع عدد الإصابات
وفي حين انخفض العدد الإجمالي لمرضى "كوفيد-19"، بشكل حاد، في مدينة نيويورك وغيرها من الولايات، إلاّ أنّ عدد الأطفال والشباب المصابين بالتهاب الأوعية الدموية مستمرّ في الارتفاع. وحتى هذا الأسبوع، أبلغت أكثر من 20 ولاية عن وجود مئات الإصابات، كما أبلغت مدينة نيويورك عن إصابة 147 طفلاً بالمرض. كما أعلن "المستشفى الوطني للأطفال" في نيويورك، الأربعاء الماضي، عن وجود 23 مصاباً بالتهاب الأوعية الدموية، فيما توفي ما لا يقل عن أربعة أطفال، ثلاثة في ولاية نيويورك وفتاة تبلغ من العمر 15 عامًا، في ولاية ماريلاند، بسبب هذه الالتهابات.
من جهته، حثّ "مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها" الأهل على ضرورة الإسراع في طلب تقييم عاجل لأطفالهم، إذا اشتبهوا بإصابتهم بهذه المتلازمة.
وبحسب خبراء الصحة، لطالما كان السبب خلف مرض كاواساكي لغزاً، والأمر نفسه ينطبق على المتلازمة الالتهابية المرتبطة بـ"كوفيد-19"، لكن الأطباء يقولون إنهم يشكّون في أنّ بعض الأشخاص يولدون مع استعداد وراثي للاستجابة المناعية المفرطة للفيروس التاجي الذي يسبّب متلازمة تشبه متلازمة كاواساكي.
أكّد جيمس شنايدر، طبيب رعاية الأطفال الحرجة في Northwell Health، وهي شبكة رعاية صحية متكاملة غير ربحية في ولاية نيويورك، أنّه لا يمكن علاج هذا المرض في المنزل، إذ يحتاج المرضى إلى أدوية ضغط الدم والمنشّطات ومضادات التخثّر والجلوبيولين المناعي، وأحيانًا أجهزة تنفّس، لأنّ الدراسات تشير إلى إمكانية حدوث سكتات قلبية في حال إهمال المرض.
حالات حرجة
يقول أحد الآباء، وهو أستاذ مشارك في قسم الدراسات الأميركية بجامعة يشيفا في مدينة نيويورك، إنّ ابنه، البالغ من العمر 20 عاماً، أُصيب بأعراض غريبة بعد إصابته بفيروس كورونا في شهر مارس/ آذار الماضي، لكنه تمكّن من التغلّب على المرض. ويقول، بحسب تقرير صحيفة "نيويورك تايمز": "كيف نجا ابني من تعقيدات (كوفيد-19) المرعبة؟": "شعر ابني منذ أسبوعين بانخفاض ضغط دمه، وكانت الأعراض تشير إلى أنّه معرّض لنوبة قلبية، وتمّ تشخيصه، بحسب الأطباء، بأنه يعاني من متلازمة الالتهابات المتعدّدة في الأطفال، وهي حالة نادرة ولكنها متنامية مرتبطة بـ(كوفيد- 19). الأمر الذي أثار دهشتنا، لأنّ هذا المرض لا يصيب سوى الأطفال". ويضيف: "بعد إجراء العديد من الفحوصات، وتناوله الأدوية المضادة، بدأ يشعر بقليل من التحسّن، لكن ضغط دمه كان لا يزال مرتفعاً".
ووفق تقرير "نيويورك تايمز"، فإنّ العديد من الشباب، خاصة الذين أصيبوا بكورونا وتعافوا، يعانون من أعراض أخرى شبيهة بمرض "كاواساكي"، والذي أطلق عليه اسم MIS-C، وهو ردّ فعل متأخّر للجهاز المناعي لـ"كوفيد-19"، يمكن أن يسبّب التهابًا قاتلًا للقلب.
حدّد الأطباء مجموعة من الأعراض التي تشير إلى أنّ المصاب يعاني من مرض جديد، منها الطفح الجلدي، آلام البطن، الإسهال، التقيؤ، تورّم الغدد، تورّم اليدين أو القدمين، إضافة إلى تورّم العيون أو ما يسمى عيون الدم، ما يتطلّب إسراع المريض لتلقّي العلاج، قبل تفاقم الوضع.