وأثار قرار الحكومة بمواصلة منع التنقل بين المحافظات، والتشديد على التراخيص الاستثنائية بمناسبة العيد، جدلا كبيرا بين التونسيين الذين يرون فيه إجحافا، في حين يؤكد آخرون أنهم سيمتثلون للقرارات وسيكتفون بالمعايدات الهاتفية، خوفا على ذويهم من عدوى قد يحملونها معهم.
ويربك الوضع الصحي عادات التونسيين في عيد الفطر، إذ كانوا في السابق يتنقلون بكثافة بين المحافظات لزيارة الأهل والأقارب على امتداد الأسبوع الأخير من شهر رمضان. وقال طارق العيادي لـ"العربي الجديد"، إنه "بعد 21 سنة من الاستقرار في العاصمة تونس، سأحتفل هذه السنة لأول مرة بعيد الفطر مع عائلتي الصغير،ة بعيدا عن أهلي في محافظة المنستير بالساحل الشرقي".
ورغم صعوبة الظرف الاستثنائي الذي فرضته جائحة كورونا وتدابير الوقاية، إلا أن العيادي قرر الامتثال لتوصيات الحكومة ووزارة الصحة، التي تشدد على ضرورة تقليص التزاور في هذه الفترة.
في المقابل، تفكر جيهان السنوسي في قضاء العيد مع عائلتها في محافظة قبلّى جنوبي تونس، وتقول إنها تفكر بجدية في الأمر، رغم أنها تدرك أن هناك إمكانية لمنعها من الوصول من قبل الأمن المكلف بمراقبة التنقل بين المحافظات، ورغم أن عليها قطع نحو 500 كيلومتر للوصول إلى العائلة.
وتؤكد السنوسي لـ"العربي الجديد" أن ارتباطاتها المهنية ودراسة أبنائها منعتها من زيارة عائلتها منذ عيد الأضحى الماضي، كما منع فيروس كورونا أهلها من زيارتها في العاصمة طيلة الأشهر الماضية، مشيرة إلى أنها ستجتهد من أجل قضاء إجازة الفطر مع والديها وإخوتها.
لم تتمكن هبة بوصفارة من رؤية والديها منذ مطلع مارس/آذار الماضي، وقالت لـ"العربي الجديد"، إنها قررت الامتثال لتوصيات والدتها بعدم زيارتهما خلال إجازة العيد، رغم أن مسافة ساعة ونصف فقط بالسيارة تفصل بينها وبين العائلة، مضيفة أنها "فترة عابرة، وسلامة الوالدين مهمة، وسأواصل الالتزام بالحجر الصحي إلى حين إنهائه رسميا بقرار حكومي".
وسجّلت تونس ارتفاعا في عدد المتعافين من كورونا، وبلغت الحصيلة وفق البيانات الرسمية، أمس الأحد، 816 متعافيا، لتتجاوز 77 في المائة من بين 1037 إصابة مسجلة.
وأوصت المديرة العامة لمرصد الأمراض الجديدة، نصاف بن علية، بالتشدد في تطبيق إجراءات الحجر الصحي خلال الفترة الحالية، وقالت لـ"العربي الجديد"، إن حماية كبار السن مسؤولية جماعية، والتزاور والتنقلات الجماعية تهدد بظهور بؤر وباء جديدة.
ويرى مختصون أنه سيكون من الصعب فرض حجر صحي شامل مجددا إذا ما عاود فيروس كورونا الانتشار، مع توقع خبراء موجة ثانية لانتشار الفيروس في تونس، كما اعتبر مختصون بعلم النفس الاجتماعي أن ما عاشه التونسيون خلال فترة الحجر الصحي، المتواصلة منذ 20 مارس/آذار الماضي، خلّف آثارا نفسية عميقة، وسيقلل من قدرتهم على التفاعل إيجابا مع أية إجراءات جديدة تحد من حريتهم.