كما اجتاحت الحشرات مناطق جبل لبنان وبيروت والمتن وجونية وساحل كسروان وجبيل، ووصلت إلى صيدا في جنوب لبنان، ومخيم عين الحلوة، حيث سارع عناصر الدفاع المدني الفلسطيني في المخيم إلى رشّ المبيدات وتوجيه نداءات عبر مكبّرات الصوت للأهالي بضرورة إقفال النوافذ وإطفاء الإنارة.
وأشارت مصلحة الأبحاث الزراعية في بيان، اليوم السبت، إلى أنّ حشرة الخنفساء السوداء (Calisoma) ظهرت العام الفائت، وتعود هذه السنة بأعداد كبيرة في مختلف المناطق اللبنانية. ولفتت إلى أنّ تكاثر الحشرات يعود إلى توافر العوامل المناخية والغذائية لها خلال الأعوام الماضية. وقد أدّت موجة الحرّ التي يشهدها لبنان، بعد مرحلة من مناخ رطب ومعتدل، إلى خروجها من الأرض بحثاً عن مأوى لها وطعام.
بدوره، يشدّد المهندس الزراعي، حنا مخائيل، لـ"العربي الجديد"، على أنّ هذه الحشرة غير مضرّة، سواء صحياً أو حتى بيئياً، وهي مزعجة للعين البشرية فقط. ويضيف أنّها مفيدة للبيئة، وتحديداً الخنفساء السوداء التي تظهر في عرسال، لأنّها تتغذّى من الحشرات التي تضرب السنديان والصنوبر وتضرّ بالمزروعات. واعتبر مخائيل أنّ قلق اللبنانيين طبيعي، لأنّهم غير معتادين، عموماً، فكرة الحشرات، بعكس دول أخرى في العالم.
وفقاً لذلك، لا يؤيّد مخائيل حملات رشّ المبيدات التي تحصل في المناطق، وخصوصاً الزراعية، إذ هي مضرّة صحياً وتعزّز من خطر الإصابة بمرض السرطان، وكذلك لها تداعياتها السيئة على البيئة، فهي مثلاً تقضي على النحل الذي يعيش اليوم دورته. في المقابل، هناك طرق أخرى يمكن أن تريحنا من هذه الحشرات، مثل التخفيف من الإنارة في المنزل، وإغلاق النوافذ وتجنّب ارتداء الألوان الفاتحة.
ويلفت إلى أنّ الخنفساء تبقى حتى 25 يوماً في حدّ أقصى، قبل انتقالها إلى بلدان أخرى، مثل سورية، أمّا حشرات النمنم فتحتاج إلى 10 أيام تقريباً.
ولم تغب روح "النكتة" عند اللبنانيين، الذين دائماً ما يضفون طابع المزاح على كلّ "كارثة" تحدث، وتعاملوا مع ظاهرة الحشرات وكأنها من مصائب عام 2020 التي تستمرّ في مفاجأة الناس بـ"نهفات" جديدة.
Twitter Post
|
وتداول عدد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات من مساء أمس الجمعة تظهر موجة أسراب الخنفساء والنمنم على نوافذ المنازل، والشرفات، وداخل البيوت، وعلى أعمدة الإنارة، وعلى الأرض والأرصفة.
Twitter Post
|
وتفقّد وزير الزراعة والثقافة، عباس مرتضى، أمس الجمعة، بلدة عرسال على خلفية ظهور حشرات الخنفساء ليلاً، وعقد اجتماعاً في مبنى البلدية، حيث طمأن إلى أنّ الحشرة غير ضارّة ومفيدة للبيئة، وأنّ عمليات الرش تخدّرها ولا تبيدها، لكن درجات الحرارة ستقضي عليها. ودعا الى إطفاء أنوار البلدية ليلاً.
وأوضح مرتضى أنّ هذه الحشرة تعيش في التربة، وهي تتكاثر في النهار إلى 24 ألف حشرة لكنها غير مؤذية، وهي سترحل خلال ثلاثة أو أربعة أسابيع، لكنها قبل ذلك، ستتمدّد خلال الأيام القليلة المقبلة إلى القرى المجاورة.
Twitter Post
|