تباطؤ الحكومة البريطانية في الموافقة على العلاج بالبلازما يُحبط الأطباء

13 ابريل 2020
يمكن للعلاج بالبلازما المساهمة في إنقاذ الأرواح (Getty)
+ الخط -
يشكو الأطباء من تباطؤ الحكومة البريطانية في الموافقة على تجارب العلاج بالبلازما، الذي يسعون إلى استخدامه للمصابين بفيروس كورونا الجديد (كوفيد 19). وعبّر هؤلاء عن شعورهم بالإحباط بشكل متزايد من هذا التأخير.

ويشمل العلاج استخراج البلازما من دم المتعافين من الفيروس وحقن المصابين بفيروس كورونا بها. وتكمن الفكرة في أن الأجسام المضادة التي ينتجها المرضى الذين نجوا من الفيروس ستعزّز أجهزة المناعة لدى أولئك الذين يحاولون التغلب على المرض.

وقد بدأت التجارب بالفعل في دول أخرى، بما في ذلك الصين وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة. لكن لغاية الآن لم يتم اتخاذ أي قرار في المملكة المتحدة.

وفي هذا الشأن، يقول الدكتور كولين هاميلتون ديفيز، الذي يقود وحدة العناية المركّزة للقلب في مستشفى بارت في لندن، إنه يمكن إنقاذ الأرواح إذا تم اتخاذ إجراءات فورية. وأضاف أنّ المملكة المتحدة لديها خدمة صحية وطنية وخدمة دم يحسدها العالم عليها، ولديها قسم كبير خاص لنقل الدم، ويمكنهم جمع بلازما الدم في غضون أسبوع. ويمكن استخدامها، ليس فقط لعلاج شخص واحد أو شخصين، بل لعلاج مئات المرضى.

وبينما يتسارع الخبراء حول العالم، لإيجاد علاجات فعالة لمرضى كورونا، ولا تزال الدراسات جارية حول استخدام مضادات الفيروسات والستيرويدات، يقول الكثيرون إن استخدام العلاج بالبلازما هو ما لم يتم استكشافه بشكل كاف لغاية الآن.

وكان الدكتور هاميلتون ديفيز كتب رسالة إلى وزير الصحة مات هانكوك، ووزير الخارجية دومينيك راب، يعرض عليهما خبرته.

وفي الأسبوع الماضي، ردّ راب وأرسل رسالة إلى هانكوك، يسأل عن استخدام العلاج بالبلازما، بيد أنّه لم يتم اتخاذ قرار بشأن موعد بدء التجارب بعد.

في المقابل، يرى الدكتور هاميلتون ديفيز، أنّ التأخير يكلّف وقتاً ثميناً، ويقول: "إنه أمر محبط للغاية". ويؤكّد أنّه ليس وحده من يعتقد ذلك، بل العديد من الزملاء يتساءلون: "لماذا لا ننظر إلى هذا الأمر بعمق أكبر وفي إطار زمني أسرع؟".

تجدر الإشارة إلى أنّه قد تم استخدام هذا النوع من العلاج، الذي أظهر بعض النجاح في علاج فيروس الإيبولا والسارس في السنوات الماضية. ويوافق العديد من الخبراء على أنه يجب تجربته على مرضى كورونا في المملكة المتحدة.

بدوره، قال الدكتور محمد منير، عالم الفيروسات الجزيئية في جامعة لانكستر، لشبكة سكاي نيوز، صباح اليوم، إن علاج البلازما هو حل مؤقت ويجب إجراؤه بأي ثمن، لأن اللقاح الذي نتطلع إليه قد يجهز في العام المقبل. وأوضح أنّ البلازما هي ما يمكنهم تقديمه الآن وهي بين أيديهم، وسيكون من المخيب للآمال أن لا يتم بذل هذا الجهد، في وقت يتعافى فيه الكثير من الأشخاص، الذين يمكن أن يكونوا مصدرًا قيمًا لجمع البلازما.



وقال متحدث باسم الخدمات الصحية الوطنية للدم وزراعة الأعضاء، إنّهم يملكون خططا راسخة للتعامل مع الأمراض الجديدة، بما في ذلك جمع البلازما، ويعملون عن كثب مع الحكومة وهيئات خدمات الصحة الوطنية الأخرى، للنظر في أفضل السبل التي يمكنهم من خلالها دعم العمل الجاري لمعالجة مرضى فيروس كورونا.