وقال وهدان إن "الاقتراح يهدف إلى تفادي انتشار الوباء، وتجنب أية مخاطر يمكن أن تحدث نتيجة دفن ضحايا فيروس كورونا في المقابر"، مستطرداً أن "الفترة الأخيرة شهدت العديد من المشكلات في محافظات بورسعيد والإسماعيلية والدقهلية، حول دفن حالات الوفاة الناتجة عن الفيروس في مقابر العائلات بهذه المحافظات، ما تسبب في تدخل قوات الأمن لفض التجمعات، وإلقاء القبض على العشرات".
وأشار وهدان إلى أهمية إسراع الحكومة في إنشاء هذه المقابر كخطوة استباقية، قبل أن يتفشى الوباء في عموم البلاد، وتزداد أعداد الوفيات عن المعدلات الحالية، مدعياً أن اقتراحه يأتي في إطار منظومة الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة في مواجهة فيروس كورونا، بحيث تكون هذه المقابر مزاراً للمواطنين في المستقبل، على غرار مقابر العلمين الخاصة بالحرب العالمية الثانية.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة والسكان عن الإجراءات الواجب اتخاذها أثناء التعامل مع حالات الوفاة بسبب فيروس كورونا، وفي مقدمتها نقلها بواسطة سيارات هيئة الإسعاف المصرية، وإشراف قطاع الطب الوقائي بمديريات الصحة في المحافظات على عملية الدفن، رداً على رفض العديد من الأهالي نقل الجثامين من خلال سيارات نقل الموتى.
وقالت الوزارة، في بيان، إن جثامين المتوفين بفيروس كورونا لا تنقل العدوى في حال تطبيق كافة الإجراءات الوقائية، مشيرة إلى أهمية نقل الحالة المتوفاة إلى ثلاجة المستشفى، ورفعها بالملاءة المحيطة بها، ونقلها على (ترولي) يتم تطهيره وتنظيفه جيداً، مع مراعاة ارتداء الفريق المختص بنقل وتغسيل الحالة عباءة سميكة تغطي الذراعين، والصدر، وتمتد إلى أسفل الركبة، وقناعاً، وقفازاً يغطي العباءة حتى الرسغ، وغطاء رأس، وحذاء بلاستيكياً طويل الرقبة.
وشددت الوزارة على ضرورة الالتزام بارتداء وخلع الملابس الواقية بطريقة صحيحة، وغسل الأيدي بالماء والصابون جيداً بعد خلعها، مستطردة أنه عند تغسيل وتكفين الحالة المتوفاة نتيجة الإصابة بفيروس كورونا، يقوم الفريق المختص بتغسيل الحالة بارتداء الواقيات الشخصية، مع منع دخول أفراد لا حاجة إلى وجودهم، وفي حالة الضرورة يجب الابتعاد عن المتوفي لمسافة تتجاوز المتر، وارتداء الواقيات المناسبة مثل القناع، والقفاز، وواقي الوجه، وغطاء الرأس، وحذاء بلاستيكي طويل الرقبة.
وتابعت أنه يتم نقل الحالة المتوفاة نتيجة الإصابة بالفيروس بعد الغسل والتكفين بسيارة نقل الموتى، أو سيارة إسعاف، داخل كيس غير منفذ للسوائل، مع مراعاة أن يكون المتوفى داخل صندوق مغلق قابل للتنظيف والتطهير، ووجود أقل عدد من الأشخاص بجانب المتوفى، وارتدائهم جميعاً للواقيات الشخصية، بحيث لا يتم فتح الصندوق أثناء الصلاة على المتوفى، أو لأي سبب آخر، إلا عند الدفن.
ومضى البيان قائلاً "عند فتح صندوق نقل المتوفى داخل المقبرة يراعى التزام من يقوم بالدفن بارتداء الواقيات الشخصية المناسبة، ووجود أقل عدد ممكن من الأشخاص عند إدخال المتوفى للمقبرة، مع غسل جميع الأشخاص الموجودين إلى جانب المتوفى أيديهم بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 40 ثانية، أو تدليكها بالكحول".
وأشارت وزارة الصحة في بيانها إلى ضرورة تطهير الأسطح التي لامسها المتوفى كافة، بدءاً من السرير، وأدراج ثلاجة حفظ الموتى، وأسطح السيارة التي نقلته، وصندوق نقل الموتى، باستخدام المطهرات المعتمدة من وزارة الصحة والسكان، أو باستخدام الكلور السائل تركيز 5% (يخفف إلى تركيز 1.9%).
تجدر الإشارة إلى اعتراض أهالي قرية "شبرا البهو" في محافظة الدقهلية على دفن طبيبة توفيت في مستشفى العزل بالإسماعيلية، بعد إصابتها بفيروس كورونا في قريتهم، إذ تجمهر الأهالي أمام سيارة الإسعاف، ورفضوا دخولها المقابر، حتى تدخلت الشرطة المصرية بإطلاق الغازات المسيلة للدموع لفض التجمعات، ودفن الجثمان بعد اعتقال نحو 20 شخصاً من أهالي القرية.