العراقيون يعودون إلى زراعة الحدائق المنزليّة بسبب الحجر

12 ابريل 2020
الزراعة فرصة لتمضية الوقت وممارسة رياضة يستفيدون منها (فيسبوك)
+ الخط -

مع استمرار فرض حظر التجوّل في عموم المدن العراقيّة، منذ قرابة الشهر، يشغل العديد من العراقيين أنفسهم بأعمال منزلية مختلفة، أبرزها ظاهرة الزراعة المنزليّة في حدائق المنازل الداخليّة، أو تلك الخارجيّة الموجودة في شوارعهم. ولا يلجأ العراقيون، في هذه الظروف، إلى الزراعة فقط لأغراض الزينة والترويح عن النفس، بل هي أيضاً لها بعد اقتصادي، خاصة أنّ المزروعات ليست فقط من الأزهار والنباتات، بل هم يزرعون أيضاً أنواع الخضار المختلفة. يساعدهم على ذلك، أنّ فترة الحجر المنزلي، تزامنت مع موسم الزراعة في العراق، حيث الطقس ربيعيّ معتدل.

وباتت الزراعة، في هذه الأيام، ظاهرة تجمع عدداً من الشباب في حدائق مشتركة في الشوارع، أو تحثّهم على إعادة ترتيب وتنظيف وزراعة حدائق منازلهم. ويهتمّ العراقيون، خاصةً، بزراعة الخضر والأشجار الدائمة الخضرة. ويعتبر العديد منهم أنّ الزراعة، فرصة لتمضية الوقت وممارسة رياضة، يستفيدون منها في ما بعد، في أطباقهم أو من منظرها الذي يبعث على الراحة النفسية. 



أبو بكر عدنان، 39 عاماً، يقول إنّه منذ اضطرّ إلى إغلاق محلّه لبيع الألبان والمخلّلات، صار يشغل نفسه بالزراعة، إذ هي أفضل من البقاء، من دون عمل، في المنزل.

ويضيف لـ"العربي الجديد": "في العراق تختلف تصاميم منازلنا عن باقي المدن العربية. فنحن نحوّل دائماً، مساحة في المنزل، إلى حديقة. تختلف مساحة هذه الحديقة من منزلٍ إلى آخر، ونزرع فيها الكثير من النباتات، حسب رغبة أصحاب المنزل. ومع طول فترة الحجر المنزلي، وصعوبة الذهاب إلى الأسواق لشراء ما يلزمنا من خضر، قرّرنا زراعة ما تمكن زراعته من الخضروات، التي نحتاجها بشكل يومي في بيوتنا، كالطماطم مثلاً، والفلفل والقثاء والباذنجان وغيرها الكثير... إذ تشير الأخبار اليوميّة إلى أنّ فترة حظر التجوّل ستطول حتى شهر تموز/ يوليو المقبل، مع التلويح ببوادر أزمة اقتصادية. لذا بات من الضروري الاهتمام بالزراعة المنزليّة، لسدّ الحاجة المنزليّة اليوميّة من الخضر".



وسام لطفي، البالغ من العمر 66 عاماً، يؤكّد وجود فرصة كبيرة لإعادة تنشيط القطاع الزراعي في العراق. ويضيف لـ"العربي الجديد"، قائلاً إنّ "نجاح تجارب منزليّة، في وقت قصير، من زراعة حدائق المنازل، ولو على مستوى الترفيه أو إشغال النّفس، أو سدّ بعض الحاجات المنزليّة، يؤكد قدرة العراق على العودة ليكون دولة زراعيّة منتجة، وليس دولة استهلاكية فقط".

من جهتها، تقول ميسون جعفر (41 عامًا)، لـ"العربي الجيد"، "نسكن في الطابق العلوي من البيت، لذا ليس لدينا حديقة منزليّة. لكن ليس من الضروري أن نمتلك حديقة كبيرة لنزرع أو نعتني بالنباتات. إذ بدأت أزرع مع أطفالي، في ألواح خاصة، على سطح المنزل. وقد قمنا بتحويله إلى واحة خضراء. كما زرعنا بعض الخضروات مثل البقدونس والريحان، وعطر الشاي والنعناع، التي يمكن أن تسهم في توفير بعض ما نحتاج".

وتضيف جعفر، وهي تعمل كمدرّسة لمادة الكيمياء، أنّ "وجود تلك النباتات، يجعلنا نشعر باستمراريّة الحياة وحيويّتها، خاصة في هذه الفترة العصيبة، التي نمرّ بها، بسبب تفشّي فيروس كورونا. إذ يقلّل وقت الإعتناء بالنباتات من القلق والخوف لدينا، إضافة إلى تعليم الأطفال الإعتناء بالنباتات، وبثّ روح التنافس بينهم. إذ يشعر بالتفوّق والفرح من تكبر غرساته".


إلَى ذلك يقول الخبير الزراعي، انمار عباس، لـ"العربي الجديد"، إنّ الأبحاث الحديثة تؤكّد على أهميّة النباتات داخل المنزل، إن كان من الناحية النفسية، أو لناحية فوائدها الكبيرة على البيئة. فهي تنقّي الهواء، كما أنّها تبعث على تحسين الحالة المزاجية للإنسان، وتشغل وقت فراغه، فضلاً عن استثمار حدائق المنازل، بما يمكن استهلاكه في مثل هذه الأوقات.

واعتبر عباس أنّ ظاهرة الاهتمام بحدائق المنازل أو حدائق الشوارع، وزراعتها من قبل الأهالي، هي ظاهرة صحيّة وإيجابية.


وكانت السلطات العراقية، قررت تمديد فترة حظر التجوّل، إلى يوم السبت 18 إبريل/ نيسان الجاري، للحدّ من انتشار فيروس كورونا، الذي أودى بحياة الكثيرين حول العالم.

المساهمون