وجاء في بيان الفريق أنه "مع ازدياد توافد المدنيين إلى المعابر الواصلة بين مناطق درع الفرات وغصن الزيتون باتجاه محافظة إدلب بأعداد كبيرة وزيادة الفوضى بشكل كبير بسبب افتتاح المعبر ليوم واحد فقط، وسوء تقدير النتائج الناجمة عن تلك القرارات، نناشد الجهات الطبية كافة على طرفي المعابر توجيه فرق طبية متخصصة بشكل عاجل للكشف عن حالات عدوى محتملة بفيروس كورونا المستجد COVID-19، وتجهيز وحدات عزل طارئة بالقرب من المعابر، تحسباً لظهور أي حالة بين المدنيين العائدين إلى محافظة إدلب شمال غربيّ سورية".
وأضاف البيان: "كما نطلب من القائمين على تلك المعابر تسريع عملية العبور بين المنطقتين أو إيجاد آلية معينة لتنظيم الدخول، بحيث تمنع أي احتمال لحدوث إصابات أو نقل للعدوى". وفي هذا السياق، أكد مدير الفريق محمد حلاج لـ"العربي الجديد"، أنْ "لا أعداد دقيقة للمدنيين، سواء العائدون إلى إدلب أو المغادرون منها باتجاه منطقة عفرين"، واصفاً ما يحدث بالفوضى وأن هذه التصرفات "غير مدروسة أبداً، ففي حال وجود شخص مصاب بفيروس كورونا سيسبب نقل العدوى للآلاف".
Facebook Post |
وكانت حكومة الإنقاذ قد أصدرت في 30 مارس/ آذار الماضي قراراً يقتضي بإغلاق كل المعابر في المناطق المحررة، بهدف منع تفشي فيروس كورونا، وتمتد فترة إغلاق المعابر من مطلع إبريل/ نيسان الحالي حتى 15 من الشهر ذاته، مستثنية بقرارها الحالات الإنسانية التي تسمح بها وزارة الصحة التابعة لها، وكذلك الحركة التجارية ومواد الإغاثة، لتسمح بعبور المدنيين اليوم فقط بين المنطقتين، الأمر الذي سبّب موجة ازدحام شديدة.
ويربط منطقة إدلب بمنطقة عفرين معبران، هما معبر الغزاوية ومعبر دير البلوط، اللذان يشهدان اليوم حالة ازدحام شديد، مع السماح بالعبور ليوم واحد منهما للمدنيين. وبعد مضي نحو 40 يوماً على وقف إطلاق النار في إدلب، وغياب القصف الجوي، شهدت أرياف إدلب عودة تدريجية للنازحين خلال الفترة الماضية، ومع هذه العودة التدريجية، عاد الأهالي لممارسة حياتهم على نحو طبيعي، حيث يعمل المزارعون الآن في مدينة بنش في أراضيهم، كما يوضح محمد الرجب لـ"العربي الجديد"، ويقول إن "الحياة ستستمر رغم كل الصعوبات، واليوم تعيش المدينة حالة من الهدوء، المحالّ التجارية عادت للعمل، والمزارعون توجهوا إلى أراضيهم، وبعض أصحاب المهن أيضاً عادوا للعمل. هناك شيء من الحذر والخوف في النفوس، لكنه مهمل في الوقت الحالي ما دامت السماء خالية من الطائرات الحربية التابعة للنظام".
ومن اللافت أن النازحين الذين كانوا قد لجأوا إلى مدينة بنش الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة إدلب، خلال الحملات العسكرية المتسلسلة التي شنّها النظام على محافظة إدلب، عادوا إليها، كما يؤكد الرجب، الذي عاد للعمل في بقاليته وسط المدينة، مضيفاً أن قلة من التجار الذين نقلوا محالّهم التجارية خلال فترة النزوح إلى مناطق سلقين والدانا في الريف الشمالي لإدلب ما زالوا فيها، حيث يعملون على تجهيز محالّهم في الوقت الحالي.
تواصل "الاستهتار" رغم حملات التوعية
في المقابل، شهدت مدينة أريحا في الريف الجنوبي لمحافظة إدلب عودة خجولة للمدنيين، كما يؤكد الناشط الإعلامي عامر السيد لـ"العربي الجديد"، مشيراً إلى أنه كان في المدينة يوم أمس الجمعة وعدد المحالّ التجارية التي تعمل لم يتجاوز الـ7، والسبب أن المدنيين يتخوفون من تجدد قصف النظام على مدينتهم، ويتكرر نزوحهم خلال الوقت الحالي. والأمر الذي دفع المدنيين إلى العودة، كما يشير السيد، أن من عاد أتعبته الحياة في المخيمات وحياة النزوح، ولم يجد سوى العودة إلى منزله في المدينة، مضيفاً أن وضع بعض المناطق مثل بنش وسرمين أفضل حالاً من وضع مدينة أريحا، لأن سكانها عادوا إليها بنحو كبير.
أما الاحتياطات من فيروس كورونا، فلا تزال كما في السابق، كما يوضح السيد، فهناك "نوع من الاستهتار لدى المدنيين بطرق الوقاية، رغم حملات التوعية المكثفة التي تقوم عليها المنظمات، والأمر الإيجابي بهذا الخصوص أنه لم تُسجَّل أي إصابة حتى الوقت الحالي في المحافظة".
وكان فريق "منسقو استجابة سورية" قد أحصى في بيان صادر عنه في 8 إبريل/ نيسان الحالي عودة نحو 80 ألف نازح إلى مدن وبلدات أرياف إدلب وحلب البعيدة عن مناطق التماس مع قوات النظام، داعياً المدنيين إلى توخي أقصى درجات الحذر بسبب انتشار مخلفات الحرب والمباني القابلة للانهيار بسبب القصف، مطالباً المنظمات الإنسانية بإعادة نشاطها في أماكن عودة النازحين.