وأصبحت الولايات المتحدة أوّل دولة في العالم تتجاوز عتبة الألفَي حالة وفاة خلال يوم واحد بسبب فيروس كورونا، بعد تسجيلها 2108 وفيات جديدة خلال 24 ساعة، حسب إحصاء لجامعة جونز هوبكنز، الجمعة، ليتجاوز إجمالي الوفيات 18700 وفاة، مقتربة من حصيلة الوفيات في إيطاليا التي تجاوزت 18800 وفاة.
واستغرق الأمر 83 يوماً لوصول عدد الوفيات إلى 50 ألف حالة، ثم ثمانية أيام أخرى فقط لمضاعفة العدد إلى 100 ألف. وتسارع عدد الوفيات بمعدل يومي راوح بين 6 في المائة إلى 10 في المائة خلال الأيام السبعة الماضية، وسُجِّل نحو 7300 وفاة عالمياً بالفيروس يوم الخميس.
ويماثل عدد المتوفين الآن عدد وفيات الطاعون الكبير في لندن في عام 1665، الذي يُقدَّر بمائة ألف وفاة، أو نحو ثلث عدد سكان المدينة في ذلك الوقت. لكن العدد ما زال أقل بكثير من عدد وفيات ما يسمى "الإنفلونزا الإسبانية" التي بدأت في عام 1918، والتي يقدَّر عدد من فتكت بهم بأكثر من 20 مليون شخص، إلى أن تلاشت في عام 1920.
وما زالت الولايات المتحدة تتصدر أعداد المصابين في العالم بإجمالي تجاوز نصف مليون إصابة، وتليها إسبانيا بأكثر من 158 ألف إصابة، ثم إيطاليا بأكثر من 147 ألف إصابة، ثم فرنسا بنحو 125 ألفاً، فألمانيا بأكثر من 122 ألفاً، ثم الصين بنحو 82 ألف إصابة، تليها المملكة المتحدة بأكثر من 73 ألف مصاب، ثم إيران بأكثر من 68 ألف إصابة، فتركيا بأكثر من 47 ألف مصاب.
وتقول إحدى أكبر الدراسات عن معدل الوفيات بين المصابين، التي شملت 44 ألف مريض في الصين، إنّ المعدل 2.9%. وأوردت الدراسة نفسها أنّ 93% من الوفيات أشخاص أعمارهم فوق 50 عاماً، وأنّ أكثر من النصف أشخاص أعمارهم فوق 70 عاماً. ورغم ذلك، هناك عدد متزايد من الشبان الصغار والمراهقين في الحصيلة العالمية. وفي كثير من الدول تشمل البيانات الرسمية فقط من توفوا في المستشفيات، لا من توفوا في البيوت أو في دور رعاية المسنين.
واعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بأن اختيار اللحظة المناسبة لإعادة تشغيل الاقتصاد سيكون "أكبر قرار في حياتي". وكغيرها من الدول، يفترض أن تلتزم الولايات المتحدة التي سجلت أكبر عدد من الإصابات، الحذر بشأن رفع إجراءات العزل، إذ إن اتخاذ قرار قبل الوقت المناسب قد يؤدي إلى انتشار الوباء من جديد والتأخر فيه يمكن أن يزيد من الكلفة الاقتصادية المؤلمة جداً حتى الآن.
وأعلنت الصين، السبت، زيادة في حالات الإصابة الجديدة بفيروس كورونا، في الوقت الذي تحاول فيه السلطات وقف موجة ثانية من الانتشار، ولا سيما من الإصابات الواردة من الخارج التي لا تظهر عليها أعراض، مع رفع القيود على السفر.
الصين
وأعلن برّ الصين الرئيسي 46 إصابة جديدة يوم الجمعة، من بينها 42 لمسافرين قادمين من الخارج. وقالت لجنة الصحة الوطنية الصينية في بيان، إنه أُبلغ أيضاً عن 34 إصابة كورونا جديدة لم تظهر عليها أعراض.
وأعلنت إسبانيا الجمعة، أدنى عدد من الوفيات اليومية منذ 24 مارس/ آذار، مع تسجيل 605 وفيات.
وتدعو السلطات الصحية في كل أنحاء العالم إلى عدم التراخي في الجهود. وفيما بدأ بعض الدول الأوروبية يُعدّ للخروج من تدابير العزل، يحذّر خبراء من التسرع في رفعها، وحذّر المدير العام لمنظّمة الصحّة العالميّة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، من أنّ رفع القيود على التنقّل مبكراً قد يودّي إلى عودة "قاتلة" للوباء. فيما لم تسفر الجلسة الأولى التي عقدها مجلس الأمن الدولي ليل الخميس الجمعة عبر الفيديو لبحث وباء كورونا عن شيء يذكر، إذ اكتفى الأعضاء الـ15 بتقديم "الدعم" للأمين العام أنطونيو غوتيريس، لكن دون تبني إجراءات قوية كان يأملها.
عيد الفصح
في الفاتيكان، ستبقى ساحة القديس بطرس مقفرة، فيما سيتابع المؤمنون الطقوس الدينية عبر شاشات التلفزيون. ووجّه البابا فرنسيس تحيّةً إلى "القدّيسين في حياتنا اليومية، وهم الأطباء والمتطوعون ورجال الدين والكهنة والعاملون الذين يؤدّون مهمّاتهم كي يستمرّ هذا المجتمع".
في القدس، وللمرة الأولى منذ أكثر من مائة عام، لن تستقبل كنيسة القيامة التي أغلقت أبوابها بسبب الفيروس المسيحيين المحتفلين بالعيد. واكتفت في يوم الجمعة العظيم بإقامة قدّاس بلا مُصلّين، ومشى أربعة أشخاص فقط على خطى المسيح في درب الآلام، مرنّمين تراتيل دينية.
وفي دلالة أخرى على الشلل الذي يعمّ العالم، لا تزال "ورشة القرن" الرامية إلى ترميم كاتدرائية نوتردام، جوهرة باريس القوطيّة، متوقفة بسبب الإغلاق، بعد عام على الحريق الذي اجتاحها.
وفي البوسنة، خلا مزار مديوغوريه بعدما اعتاد أن يكتظ بالزوار في مثل هذا الأسبوع.
وحُرم المسيحيون، وكذلك اليهود والمسلمون، احتفالاتهم الدينية بسبب تدابير طاولت كل الأعياد الدينية في شهر إبريل/ نيسان، سواء عيد الفصح المسيحي، أو الفصح اليهودي، أو استعداد المسلمين لحلول شهر رمضان الذي يتوقع أن يبدأ أواخر الشهر.
في روسيا، أعلنت سلطات موسكو تسجيل ارتفاع حاد في عدد حالات الاستشفاء، محذّرةً من أنّ قدرات أجهزة الصحّة في العاصمة تبلغ "حدودها القصوى".
وسجّل اليمن الذي يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، في ظل حرب مستمرة منذ خمس سنوات، الجمعة، أول إصابة بفيروس كورونا، بينما لم تصمد هدنة من طرف واحد أعلنها التحالف بقيادة السعودية.
في عرض البحر، كشفت فحوص أجريت لطاقم حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول إصابة خمسة من أفراد الطاقم الخمسين بالفيروس.
أما في القارة الإفريقية، فحذّر البنك الدولي وبنك التنمية الإفريقي من "أزمة غذائية". ففي لاغوس، الرئة الاقتصادية لنيجيريا، الدولة ذات العدد الأكبر من السكان في إفريقيا، تتردد عبارة "نحن جياع". وفي غانا، قررت السلطات تمديد عزل أكبر مدينتين في البلاد لأسبوع، هما العاصمة أكرا وكوماسي.
في الهند، يكابد الأكثر فقراً من أجل البقاء، وفي مخيمات اللجوء في اليونان، فُرض حجر صحي على مخيم لغجر الروم لأسبوعين، وهو يقع في وسط البلاد على بعد نحو 350 كلم شمال أثينا، وذلك بعدما سجّلت إصابات بين قاطنيه.