بدأ عدد من اللاجئين الأفارقة، المعتصمين منذ أشهر أمام مقرّ مفوضية شؤون اللاجئين الأممية في العاصمة اللبنانية بيروت، تنفيذ إضراب عن الطعام والشراب، اليوم الاثنين، تنديداً بتقصير المفوضية في دعمهم وحمايتهم.
ورفع اللاجئون الذين يفترشون الأرصفة المحاذية للمفوضية، منذ 28 يناير/ كانون الثاني، شعار "العيش بكرامة أو الموت بكرامة"، وغالبيتهم ينتمون إلى السودان والصومال وإثيوبيا ومالي وإريتريا، وبينهم أطفال ونساء، منهم سيّدتان وضعتا مولوديهما قبل أيام.
وقالت لاجئة سودانية، فضّلت عدم الكشف عن اسمها، لـ"العربي الجديد": "أبلغتني المفوضية، اليوم، بإغلاق ملفّي من دون مبرّر. أنا والدة لطفل عمره 6 سنوات، وهاربة من زوجي، ومن ملاحقتي سياسياً في بلدي، وأعيش على الرصيف وسط كل هذه الضغوط النفسية والمعيشية، ولم يعد بإمكاني القيام بأيّ شيء سوى الإضراب عن الطعام، علّهم يسمعون أصواتنا".
وقالت لاجئة إثيوبية: "لا يمكنني العودة إلى إثيوبيا لأسباب سياسية، واعتُقلت قبل 3 سنوات من قبل الأمن العام اللبناني، وتمّ ترحيلي وابنتي إلى بلدي، حيث اعتُقلت مجدّداً، ثمّ تمكّنت من الهروب والعودة إلى لبنان. لم أقابل ابنتي منذ 11 شهراً، والمفوضية تتجاهل حقوقنا".
وروى لاجئ سوداني جلس متّكئاً على عصاه، لـ"العربي الجديد"، تفاصيل معاناته في لبنان منذ انشقاقه عن الجيش السوداني، ومحاولاته مع المفوضية للحصول على الدعم والحماية: "أعاني من مرض السكري الذي أدّى إلى بتر مشط قدمي خلال العام الماضي، لكنّني اليوم أضرب عن الطعام والشراب، وعن الأدوية".
وسأل اللاجئ السوداني مبارك إبراهيم: "أين هي إنسانية المفوضية السامية؟ هل تنتهي حقوق الإنسان بالخروج من مبناهم؟". مبارك اعتقلته القوى الأمنية اللبنانية بسبب محاولته الانتحار، قبل أن تفرج عنه الشهر الماضي، وقال لـ"العربي الجديد": "نحن أموات في كل الأحوال، لا خيار أمامنا سوى الإضراب عن الطعام".
وانضمّت عائلة من اللاجئين السوريّين إلى الإضراب عن الطعام، بعد أن فقدت العائلة، المؤلّفة من والدين وأربعة أطفال، مقوّمات الحياة، وعجزت عن تسديد إيجار البيت في مخيم برج البراجنة، فالتجأت بدورها إلى الأرصفة قبل أسبوع.