تمدّد كورونا في لبنان وقطر... ولا إصابات جديدة بالكويت والبحرين

06 مارس 2020
مساع للحد من كورونا في لبنان (Getty)
+ الخط -
يواصل فيروس كورونا الجديد انتشاره عربياً، ولا يكاد يمر يوم من دون إعلان إصابات جديدة، إذ أكدت وزارة الصحة اللبنانية إرتفاع حالات الإصابة بالفيروس إلى 22 اليوم الجمعة، تسجيل 4 حالات مجهولة المصدر بالفيروس يجري العمل على تتبعها، فيما أكدت قطر تسجيل ثلاث إصابات جديدة، في الوقت الذي لم تسجل فيه الكويت والبحرين أية إصابات جديدة.

لبنان

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد إلى 22. وأصدرت لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس كورونا في لبنان مجموعة مقررات بعد اجتماع عقدته اليوم الجمعة برئاسة الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمود الأسمر، وتقرّر إغلاق مراكز الترفيه، والأندية الرياضية، والملاهي الليلية، ودور السينما، والمعارض، والمسارح، والمؤتمرات. كما تقرّر استمرار التزام المؤسسات التعليمية الرسمية والخاصة بكافة مراحلها (مدارس، معاهد، جامعات) بالاقفال حتى 14 مارس/ آذار، إضافة إلى دور الحضانة.

وطلب من جميع المواطنين تفادي الأماكن المكتظة والتجمعات والالتزام بالارشادات الصحية الصادرة عن وزارة الصحة العامة، خصوصاً في ما يتعلق بالمسافة الآمنة بين الأشخاص والاحتكاك المباشر مع الآخرين، وسائر الارشادات الأخرى بما يضمن السلامة العامة والتخفيف من إمكانية انتشار الفيروس. يضاف إلى ما سبق التواصل مع كافة المراجع الدينية لمعالجة موضوع الاكتظاظ في دور العبادة والمرافق التابعة لها.

وسبق أن أعلن وزير الصحة اللبناني حمد حسن، اليوم الجمعة، أن لبنان انتقل من مرحلة احتواء فيروس كورونا إلى مرحلة الانتشار، ولدينا 4 حالات مجهولة المصدر نعمل على تتبعها. وقال حسن من مستشفى البوار الحكومي: "حصل تطور غير محسوب في الساعات الـ48 الماضية، بحيث تبين أن حالات مصابة بفيروس كورونا تسربت من بلدان غير مصنفةٍ أنها موبوءة إلى لبنان". وإذ تمنّى وزير الصحة اللبناني على الجميع "رفع درجة تدخلنا ومسؤوليتنا إلى أعلى"، توجه إلى المسؤولين بالقول، "الوقت ليس للجدل العقيم بل لتحمل مسؤولياتنا".

وقال، "انتهى الدلع، والموضوع أصبح دقيقاً ويحتاج إلى متابعة ومسؤولية عالية، والمستشفيات الحكومية ملك الدولة ولا يمكن لأحد فرض شروط عليها". مؤكدا "أننا لن نتخلّى عن مسؤولياتنا وسنتابع كل الحالات ونجدّد الدعوة إلى تفادي التجمّعات والتخفيف من حدة التواصل، كما يجب على كلّ شخص أن يكون مسؤولاً عن نفسه وعن بيئته". تجدر الاشارة إلى أن لبنان كان لا يزال في مرحلة الاحتواء ولم يبلغ مرحلة الانتشار، بحسب تأكيد منظمة الصحة العالمية.

الكويت


من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الكويتية، اليوم الجمعة، عن عدم تسجيلها أي حالة إصابة جديدة بفيروس كورورنا الجديد في الـ24 ساعة الماضية، ليبقى الإجمالي كما هو 58 حالة، جميعها مستقر، ما عدا حالتين تتلقيان الرعاية في العناية المركزة، وما زالت إحداهما حرجة، والثانية مستقرة، كما أن هناك حالة واحدة شفيت.

وجددت الوزارة، في تغريدة لها على "تويتر"، دعوة المواطنين إلى اتخاد التدابير الوقائية في مكافحة العدوى، وعدم السفر في الوقت الحالي، وتجنب التجمعات حرصا على الصحة والسلامة. وكان وزير الصحة الكويتي باسل الصباح قد أعلن، أمس الخميس، شفاء أول مريض في البلاد من الفيروس، وقال إن التحاليل أثبتت خلو المريض، وهو كويتي يبلغ من العمر 34 عاما، من الفيروس. وأوضح أنه سيتم استكمال الفحوصات العادية اللازمة له قبل خروجه الجمعة من المستشفى.

وفي وقت سابق الخميس، أعلنت وزارة الصحة الكويتية تسجيل إصابتين جديدتين بفيروس كورونا، ليرتفع العدد الكلي للإصابات في أنحاء البلاد إلى 58. وقالت وكيلة الصحة العامة بثينة المضف، في مؤتمر صحافي، إن "الحالتين الجديدتين قادمتان من إيران وكانتا محتجزتين في الحجر الصحي".

أصدرت لجنة متابعة التدابير والإجراءات الوقائية لفيروس كورونا في لبنان مجموعة مقررات بعد اجتماع عقدته اليوم الجمعة برئاسة الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء الركن محمود الأسمر.

 

وتقرّر إغلاق مراكز الترفيه، والأندية الرياضية، والملاهي الليلية، ودور السينما، والمعارض، والمسارح، والمؤتمرات.

 

كما تقرّر استمرار التزام المؤسسات التعليمية الرسمية والخاصة بكافة مراحلها (مدارس، معاهد، جامعات) بالاقفال حتى 14 مارس/آذار. والامر نفسه بالنسبة الى دور الحضانة.

 

وتم الطلب من جميع المواطنين تفادي الأماكن المكتظة والتجمعات والالتزام بالإرشادات الصحية الصادرة عن وزارة الصحة العامة، خصوصاً في ما يتعلق بالمسافة الآمنة بين الأشخاص والاحتكاك المباشر مع الآخرين وسائر الإرشادات الأخرى بما يضمن السلامة العامة والتخفيف من إمكانية انتشار الفيروس.

 

ومن المقررات، التواصل مع المراجع الدينية لمعالجة موضوع الاكتظاظ في دور العبادة والمرافق التابعة لها.



قطر

أعلنت وزارة الصحة العامة القطرية، اليوم الجمعة، عن تسجيل ثلاث إصابات جديدة مؤكدة بمرض فيروس كورونا في قطر، من الموجودين في الحجر الصحي، منها حالتان لمواطنين قطريين وحالة من أسرتهم من جنسية أخرى، ممن عادوا مؤخرا من إيران، ليصل عدد الحالات المؤكدة في البلاد إلى 11 حالة حتى الآن. وقالت وزارة الصحة القطرية في بيان لها، نشرته على موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت "تم إدخال الحالات الثلاث إلى مركز الأمراض الانتقالية تحت العزل التام لتلقي العلاج اللازم، وهم في حالة صحية مستقرة".

 وأكدت الوزارة أن المصابين لم يخالطوا أفراد المجتمع منذ وصولهم، وأن مؤشرات تفشي المرض في دولة قطر لا تزال منخفضة، وأن جميع الحالات التي تم تشخيصها والإعلان عنها مؤخرا تتمتع بوضع صحي مستقر.

ولفتت وزارة الصحة العامة القطرية إلى أنها تتخذ التدابير الاحترازية كافة للحد من تفشي فيروس كورونا، حيث يتم إخضاع جميع المسافرين القادمين للكشف المبدئي عن طريق الكاميرات الحرارية في كل منافذ الدولة فور وصولهم إلى البلاد، كما تم تجهيز عيادة طبية داخل المطار للتعامل مع أية حالة يتم الاشتباه فيها.

البحرين

من جهتها، أكدت وزارة الصحة في البحرين عدم تسجيل إصابات جديدة بفيروس كورونا، لافتة إلى خروج حالتين من الحجر الصحي الاحترازي، الخميس، بعد استكمالهما لفترة الحجر اللازمة لهما لمدة 14 يوما، وإجراء الفحوصات المختبرية للتأكد من سلامتهما وخلوهما من فيروس كورونا (كوفيد 19) قبل خروجهما من الحجر الاحترازي، ليصل بذلك عدد الذين خرجوا من الحجر الصحي إلى 26 شخصاً بعد خروج 24 شخصاً في وقت سابق. وأفادت الوزارة أن الحالتين اللتين تم إخراجهما من الحجر الصحي الاحترازي هما لمواطنة بحرينية قادمة من الصين، ومواطن بحريني قادم من إيران، مضيفة أن جميع الحالات الموجودة في مركز الحجر الصحي الاحترازي، تتم متابعتها بصورة مستمرة تحت إشراف طاقم طبي متخصص، وتقديم الرعاية اللازمة لها للتأكد من سلامتها، حفاظاً على صحتها وصحة الجميع.

وأكدت الوزارة حرصها على تنفيذ الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية في مراكز الحجر الصحي الاحترازية، بحسب المعايير الدولية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، ومتابعة تطبيق جميع الإجراءات المتبعة لمكافحة انتشار الفيروس في المملكة بما يحفظ صحة وسلامة الجميع.


وفي السياق، استقبلت فائقة بنت سعيد الصالح، وزيرة الصحة، في مكتبها بديوان الوزارة بالجفير، اليوم الجمعة، وفدًا من الخبراء بمنظمة الصحة العالمية، وذلك للاطلاع على الإجراءات الإحترازية التي تتخذها مملكة البحرين ضد فيروس كورونا (كوفيد -19).

 ليبيا

رفعت السلطات الليبية، بشقيها الحكوميين في غرب وشرق البلاد، من حالة الاستعداد القصوى لمتابعة ورصد أي مؤشرات على دخول فيروس كورونا منذ الإعلان عن بدء انتشاره خارج الصين، في وقت زادت فيه النشرة الوبائية الصادرة عن المركز الوطني لمكافحة الأمراض في طرابلس من صدورها، لتصبح يومية للإعلان عن جهود المؤسسات الصحية والجهات الحكومية ذات العلاقة بالحدث. وأكدت النشرة، في آخر إعلاناتها أمس الخميس، خلو البلاد من أي حالة مشتبه في إصاباتها بالفيروس، بناءً على بيانات واردة من شبكة الرصد والتقصي والاستجابة السريعة بالمستشفيات والمراكز الصحية، بالإضافة لاستنادها على البيانات الواردة من مكتب الرقابة الصحية الدولية عبر المنافذ.

ونشر المركز الوطني كاميرات حرارية في كل منافذ البلاد للكشف عن الواصلين، مشدداً على أن خطة الاستجابة التي أطلقها لرصد الفيروس تسير بشكل ممتاز. وعن الاستعدادات التي قامت بها السلطات، قال رئيس المركز الوطني لمكافحة الأمراض، بدر الدين النجار، إن ليبيا تعمل لمواجهة المرض وفق خطة الاستجابة السريعة، التي أطلقت بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية منذ عام 2016 لمتابعة 9 أنواع من الأمراض المعدية، يعد الآن كورونا على رأسها.

ويقول النجار لـ"العربي الجديد"، إن ليبيا رفعت من عدد الراصدين الصحيين من 15 إلى أكثر من 120 راصدا، يعملون الآن في 25 مجموعة في مستوى عال من الطوارئ والحذر. ويشرح النجار جانباً من استعدادات الحكومة بأن منافذ البلاد الحيوية تم تشديد الرقابة عليها بشكل كبير وهي المنافذ البحرية والجوية والبرية، من خلال أجهزة كشف على كل داخل للبلاد.

وفيما يؤكد النجار أن كل المراكز الصحية في المنافذ أو في المدن والقرى الليبية على اتصال دائم بمركزه، أكد أنهم على اتصال مستمر بالمنظمات الدولية الصحية مثل منظمة الصحة العالمية لمعرفة المستجدات حول العالم، وما تم التوصل إليه للحد من انتشار المرض، مشيراً إلى أن الجالية الليبية في الصين تم إخلاؤها والتأكد من خلوها من المرض تماماً. وتوضح بنود النشرة الوبائية التي تصدر يومياً عن المركز، أن أغلب بياناتها تقتصر على الكشف ومعاينة الوافدين، وهو ما يعتبره رمزي أبوستة، طبيب ليبي، تقصيرا.

ويوضح أبوستة قوله لـ"العربي الجديد"، أنّ "الخطة لا تزال في مرحلتها الأولى وهي مرحلة خلو البلاد من الفيروس، وفقا لبيانات صادرة عن شبكة الرصد والتقصي، لكنها لم تكشف عن المراحل الأخرى منها". ويرجح أبوستة أن "التصريحات تتوقف فقط عند نتائج الرصد في المنافذ التي تقع تحت سيطرة السلطات رغم انقسامها"، لكنه يتساءل "ماذا عن المنافذ التي لا تقع تحت سيطرة أحد مثل منافذ الجنوب البرية؟". ويضيف "لا أعتقد أن البنية التحتية للمؤسسات الصحية في ليبيا قادرة على مواجهة المرض إذا تسرب".

وفي آخر أحدث تضرر للمراكز الصحية جراء الحرب، إعلان وزارة الصحة إجلاء المرضى والنزلاء بمستشفى امعيتيقة جراء استهداف قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر المطار المجاور للمستشفى بعد صواريخ، الجمعة الماضي، ما جعل المرضى يواجهون خطرا حقيقيا.

ويتابع أبوستة حديثه لـ"العربي الجديد" بالقول إن "المركز الوطني يتعامل مع المراكز الصحية وما ترسله من تقارير، إذ ليست لديها إمكانيات المتابعة في مدنها خارج مقارها"، مؤكدا أن ما يتم اليوم هو رصد ومتابعة ومحاولة للمنع، لكن البلاد ليست لديها أي مقومات لمواجهته في حال انتشاره. وهو ما يشير إليه النجار رغم تيقنه من الاستعدادات الخاصة بالرصد والمراقبة، قائلا "المشكلة تكمن في الجهوزية، في المعدات والمواد وأجهزة التعقيم وغرف الحجر الصحي".

ورغم تصنيف ليبيا من قبل منظمة الصحة العالمية في الدرجة الرابعة من سلم انتشار المرض عالميا، لكن النجار يؤكد في تصريحات صحافية، أن نسبة الجاهزية لمواجهة كورونا في حال تسجيل إصابات في البلاد "تقدر بحوالي 55 في المائة لعمليات الاحتواء والتعامل معه"، على الرغم من أن أبوستة يشير إلى أنها نسبة متفائلة، متسائلا "أي مستشفيات يمكنها أن تحتوي المرض وهي تطلب من النزيل أن يوفر لها حتى الشاش وقطن الجروح والإبر وربما حتى مواد التخدير". ويلفت الطبيب الليبي إلى أنه مما يبعث على الاطمئنان، أن المرض ليس قادما من أفريقيا، وإلا لكان الجنوب المنسي والخالي من الاستعدادات الصحية بوابة عريضة لانتشاره بشكل كارثي.

المساهمون